&ساهمت النتائج الإيجابية التي حققها نادي برشلونة هذا الموسم في إسكات أفواه المشككين في قدرات و كفاءة مدربه الجديد الإسباني لويس انريكي مارتينيز و المنتقدين لطريقته وأسلوب في اللعب ، مما فرض عليهم رفع قبعاتهم له تقديراً و اعترافا له بعدما كانوا إلى وقت قريب يطالبون إدارة الرئيس جوسيب بارتوميو بإقالته قبل حلول الكارثة بالبارسا مراهنين على فشل المشروع الرياضي الذي عمل عليه بعد تعيينه على رأس الجهاز الفني الصيف المنصرم خلفا للأرجنتيني جيرارد مارتينو.&

هذه النتائج الإيجابية جعلت من جماهير النادي أيضاً تطالب ببقائه في منصبه من الآن و فق نتائج آراء نظمته إحدى الإذاعات الكتالونية إيماناً منها بأن اللوتشو قادر على إعادة البارسا إلى منصات التتويج .
&
و الحقيقة ان انريكي نجح في كسب المعركة رغم الصعوبات المختلفة التي صادفته في كثير من المراحل و خاصة عندما كان الفريق يتعثر و يسجل نتائج سلبية مثلما حدث في مواجهة الكلاسيكو ضد الغريم ريال مدريد أو بعدها امام سيلتا فيغو و ريال سوسيداد و ملقة، غير ان انريكي لم يكترث بالحملات الإعلامية التي شنت ضده و بقي يواجه إعصار الانتقادات متسلحا بواقعيته و بإقتناعه بنجاح مشروعه الرياضي ، حيث لم يكن يحتاج من إدارته سوى منحه ثقته و بعض الوقت لرؤية ثمار عمله بعدما جعل من الفريق الكتالوني ورشات عمل كل ورشة تحتاج لوقت لإنهاء الاشغال بها ، و هو إجراء ضروري كان لابد منه بعد الموسم المخيب للبارسا مع الارجنتيني تاتا ، و بعد التغييرات العديدة التي طرأت على التركيبة البشرية للفريق .
&
النجاح الأول :&
&
لم يكن لبرشلونة أن يحقق تلك النتائج لولا العمل المضني الذي انجزه المدرب انريكي و جهازه الفني ، ليصبح انريكي الجزء الأهم من علاج أزمة البارسا و هو ما تجسد في العديد من الإنجازات التي حققها برشلونة هذا الموسم لغاية الآن.
&
فالفريق الكتالوني نجح في البقاء في دائرة المنافسة في البطولات الثلاث التي دخلها بداية الموسم رغم فترات الفراغ التي مر بها ، فالبلوغرانا يتصدر الترتيب العام للدوري الإسباني على حساب غريميه قطبا العاصمة مدريد الريال و الاتلتيكو ، وأصبح في افضل رواق لإستعادة عرش الليغا ، كما نجح في بلوغ نهائي كأس الملك الذي سيخوضه ضد اتلتيك بيلباو بعدما تجاوز عقبة الروخي بلانكوس .
&
أما على الصعيد القاري فقد طقع الفريق شوطا هاماً في بلوغ الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بعدما عاد بالانتصار من إنكلترا على حساب بطلها مانشستر سيتي بهدفين لهدف ، و بالتالي فالنادي الكتالوني أصبح المرشح الأوفر حظا للظفر بثلاثية تاريخية آخرى بعد تلك التي حققها في عام 2009 و لكن مع مدرب آخر أسمه انريكي ، في وقت كان الغالبية يعتقد بأن البارسا سيخرج مجدداً من الموسم خالي الوفاض .
&
النجاح الثاني :
&
النجاح الآخر الذي يحسب للمدرب انريكي و الذي بفضله حقق البارسا نتائجه الجيدة هذا العام هي إعادته للروح لفريق و الحماس للاعبيه التي افتقدهما الفريق العام الماضي مع تاتا مارتنيو ، و التي بسببها خسر الفريق نهائي كأس الملك أمام ريال مدريد ، و خسر لقب الدوري على أرضه و امام جمهوره في آخر جولات الموسم امام الاتلتيكو و أمامه ايضا خسر السباق الأوروبي .
&
النجاح الثالث :
&
الفريق مع انريكي أصبح يقاتل و يلعب بحماس فياض و المنافسة على المراكز الـ 11 في الفريق اشتعلت و تشتد من مباراة لآخرى ، و جميع اللاعبين اصبحوا جاهزين لخوض المعارك واضعين انفسهم تحت يدي اللوتشو غير معترضين على خياراته التكتيكية التي يعتمد فيها انريكي في بعض الحالات والقائمة على سياسة التدوير التي لقيت هي الآخرى اعتراض من قبل الإعلام و النقاد رغم انها كانت الخيار الوحيد المتاح أمام المدرب في ظل الظروف التي مر بها الفريق.
&
كما يحسب للفريق إيمانه بقدرات عناصر الفريق المتوفر لديه ، فالنتائج التي سجلها برشلونة مع انريكي تحققت و النادي تحت طائل عقوبة الحظر من إجراء أي تعاقدات والمسلطة عليه من قبل الاتحاد الدولي " الفيفا " ، في ظل الصفقات التي ابرمتها الإدارة &خلال فترة تعليق العقوبة لم تكن كلها ناجحة خاصة صفقتي المدافعان &البلجيكي توماس فيرمايلن المصاب و البرازيلي دو سانتوس الذي لم يقنع الأجهزة الفنية بالنادي ، فضلا عن صفقة المهاجم الأوروغواني لويس سواريز الذي لم يتمكن من اللعب مع البارسا حتى أواخر شهر أكتوبر الماضي ، فضلاً على عدم تأقلمه مع الأجواء الجديدة لغاية مطلع العام الجديد ، إلا أنه رغم ذلك فأن انريكي تعامل مع المعطيات بطريقة إيجابية و واقعية مستغلا الجزء المملوء من الكوب ، فالبارسا حالياً يخوض النصف الثاني من الموسم الحالي بنفس التعداد البشري الذي بدأ به بسبب عقوبة " الفيفا " و هو &ظرف مُعيق لاي مدرب مهما كان أسمه خاصة إذا كانت اول تجاربه مع أحد الأندية العريقة.
&
النجاح الرابع :
&
و يحسب أيضا لانريكي نجاحه في " إعادة " مجموعة من اللاعبين ممن مروا بفترات فراغ رهيبة انعكسب سلباً على مردودهم و على أدائهم مع الفريق في مقدمتهم النجم الأول المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي استعاد لياقته و توهجه على الرغم من ان علاقته ليست على ما يرام مع اللوتشو الذي ظل يراهن عليه رغم ان أداءه في بداية الموسم لم يكن إيجابياً ، ولو كان هناك مدربا آخر لسئم من تراجع مستواه و وضعه على دكة الاحتياط &، وهو ماتؤكده حالياً الأرقام التهديفية التي يسجلها البولغا ، و الامر نفسه ينطبق على كل من من جيرارد بيكي و إيفان راكيتيتش و لويس سواريز الذين يدينون بمستواه العالي الحالي لمدربهم الذي عرف جيداً كيف يستفزهم ليخرجوا كل مافي جعبتهم من &مهارات.
&
النجاح الخامس :
&
النجاح الخامس وهو ما يؤكد علو كعب المدرب انريكي هو قدرته على تجاوز التعثرات بسرعة و قبل تفاقم الوضع و تحول الخسارة إلى أزمة نتائج مثلما يحدث في الطرف المقابل مع ريال مدريد.
&
وباستثناء خسارة الكلاسيكو التي اعقبتها هزيمة آخرى من سيلتا فيغو ، فأن بقية الخسائر اعقبتها انتصارات كاسحة ، حيث اكتسح اشبال اللوتشو &نادي األتشي بسداسية بعد التعثر من ريال سوسيداد بل و حققوا 11 انتصاراً على التوالي منها ثلاثة انتصارات على الغريم اتلتيكو مدريد ، و عادوا بالفوز نتيجة و أداء امام بطل الدوري الإنكليزي مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا بعد ثلاثة ايام فقط من الخسارة غير المتوقعة من ملقة على ارضه في الكامب نو .&
&
وإضافة الى ذلك فان انريكي جعل اشباله لا يكترثون للنتائج التي يسجلها ريال مدريد سواء فاز أو خسر ، فعلى الرغم من أن الفارق بلغ أربع نقاط إلا انهم استمروا في تقديم نفس العروض بذات العزيمة الفولاذية حتى خطفوا الصدارة منه.
&
أخيراً
&
لم تكن النتائج &من وطدت العلاقة بين المدرب و جمهور البارسا بل يعود ذلك إلى نجاح اللوتشو في جعل البلوغرانا لا يكتفي بحصد النتائج بل يتعداه ذلك إلى تقديم كرة إستعراضية رائعة مثلما حدث امام السيتي ، و القائمة على احتكار الكرة في أغلب فترات المباراة وإشراك جل اللاعبين في اللقطات و الهجمات ، فمع انريكي جميع اللاعبين الجاهزين بدنيا معنيين بالمباراة حتى و ان كانوا على دكة الاحتياط ، وبمجرد اقحامهم يندمجون مع زملائهم و كانهم بداؤوا المباراة.