نشرت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية تقريراً قارنت فيه بين أداء وإنجازات المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما لعب لصفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي من عام &2003 وحتى 2009&و&من&ثم&إنتقاله&لإسبانيا ولعبه لصفوف ريال مدريد من عام 2009 وحتى 2015.

وأتم كريستيانو رونالدو موسمه السادس في&قلعة&&السانتياغو برنابيو خلال مباراة الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني ضد خيتافي، و هي نفس المدة التي اقام فيها صاروخ ماديرا في قلعة أولد ترافورد.

وبعد أيام ستحل الذكرى السادسة لإنتقال الدون من مانشستر إلى مدريد لقاء 80 مليون جنيه استرليني في صفقة تاريخية دشن بها الرئيس فلورنتينو بيريز عودته إلى سدة الحكم في&النادي&الملكي، &حيث&جاء لاستقبال&الدون البرتغالي 80 ألف من محبي الميرينغي في سيناريو مشابه لاستقبال الأسطورة الأرجنتينية دييغو آرماندو مارادونا عندما انتقل من برشلونة&الإسباني&إلى&نابولي&الإيطالي صيف عام 1984، إذ&رحب به في ملعب سان باولو أكثر من 75 الف من عشاق نابولي غير أن الفرق كان واضحا بين اللاعبين ،&فالفتي الأرجنتيني رد الجميل لمحبيه بأن جعل من نابولي أحد أقوى الأندية في إيطاليا ، على عكس الفتى البرتغالي&الذي خيب امال المدريديستا.

وشملت المقارنة بين النجم البرتغالي في تجربته الإنكليزية والإسبانية ، الأرقام الخاصة التي سجلها رونالدو في التجربتين سواء من حيث عدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة ، وبالإضافة إلى الألقاب والبطولات التي أحرزها مع كل نادٍ فضلا عن الجوائز الفردية التي ظفر بها مع كلا الناديين.
&
وجاء تقرير الصحيفة البريطانية بعدما أنهى رونالدو خامس موسم له بدون إحراز أهم البطولات على الصعيد المحلي وهي بطولة الدوري الإسباني فضلاً عن فشله في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا وخروجه رفقة فريقه خالي الوفاض مكتفياً بجائزتين فرديتين لا تأثير لهما على الحصاد الإجمالي للفريق.
&
وبحسب الأرقام التي أوردتها الصحيفة فإن هناك فوارق شاسعة بين تجربة رونالدو في الملاعب الإنكليزية وتجربته في الملاعب الإسبانية ، ففي الأولى كانت أرقامه إيجابية وساهم بها في تحقيق فريقه بطولات هامة ، بينما في الثانية فإن أرقامه كانت سلبية إلى حد ما بما أن فريقه لم يستفد منها كثيراً .
&
أهدافه وإنجازاته&
&
ومع الشياطين الحمر سجل رونالدو 118 هدفاً في جميع المسابقات المحلية والدولية التي خاضها معه ، ساهم بها في إحراز تسع بطولات ، إذ توج مع اليونايتد بلقب الدوري&الإنكليزي&الممتاز&ثلاث&مرات&متتالية&تحت&إشراف السير اليكس فيرغسون منهياً احتكار البلوز للدوري، وذلك أعوام 2007 و2008 و2009.
&
كما نال الدرع الخيرية مرة واحدة و كأس إنكلترا&مرة&واحدة ، وكأس الرابطة &الإنكليزية مرتين، بالإضافة إلى تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا مرة واحدة عام 2008 وكأس العالم للاندية مرة واحدة &، حيث&&تحققت&هذه الألقاب التسعة بعدما أنفق مانشستر من خزائنه 415 مليون جنيه استرليني من أجل تدعيم التركيبة البشرية للفريق،&وبعدما غادره رونالدو نجح اليونايتد في التتويج بلقب البريمييرليغ مرتين في عامي&2011 و2013.
&
ومع ريال مدريد سجل الدون 313 هدفاً في كافة الاستحقاقات الإسبانية والأوروبية والعالمية ، أي انه سجل للريال مرتين أكثر مما سجل لليونايتد بعدما بلغ الفارق بين الحصيلتين التهديفية نحو 200 هدفاً وهو فارق شاسع جداً يعكس الكثير من الامور التي تغيرت خلال التجربتين.
&
ورغم إرتفاع المعدل التهديفي لرونالدو بألوان الميرينغي إلا ان حصاده من الألقاب كان أقل، إذ نال سبع بطولات فقط أي أقل من حصاده في إنكلترا ببطولتين، ففي مدريد أحرز لقب الدوري مرة واحدة فقط عام 2012&، ونال كأس الملك مرتين في عامي 2011 و2014 ، وظفر بالسوبر الإسباني مرة،&والسوبر الاوروبي مرة واحدة،&واخرى بمونديال الاندية عام 2014 &بجانب لقب واحد في دوري أبطال أوروبا، حيث&انفق الريال على هذه البطولات نصف مليار جنيه لإبرام صفقات خيالية العديد منها كانت فاشلة خاصة صفقة البرازيلي كاكا في نفس العام مع صفقة رونالدو .
&
المدربين الذين أشرفوا عليه
&
وتعامل رونالدو في مانشستر مع مدرب واحد هو الأسطورة الإسكتلندية السير أليكس فيرغسون،&بينما أشرف على تدريبه في ريال مدريد ثلاثة مدربين ، بدء من&التشيلي مانويل بيليغريني ثم البرتغالي جوزيه مورينيو ، فالإيطالي&كارلو انشيلوتي.
&
ويبرز الفرق بشكل واضح بين رونالدو مانشستر ورونالدو مدريد في الجوائز الفردية التي ظفر بها، وهو ما يعكس دوره ومكانته في كلا التجربتين، ففي اليونايتد لم يكن الدون هو النجم الأول للفريق بفضل دهاء وحنكة فيرغسون الذي جعل الفريق هو النجم بفضل تواجد عدة أسماء مثل واين روني وراين غيغز وآخرين تقاسموا النجومية والشهرة مع رونالدو، بينما الأمر اختلف معه في الريال حيث استحوذ الدون واحتكر النجومية، وأصبح هو النجم الاوحد في النادي بالرغم من تواجد أسماء وازنة معه أكثر شعبية ونجومية من زملائه السابقين في مانشستر يونايتد .
&
خدمته للفريق
&
وفي إنكلترا كان رونالدو في خدمة الفريق بينما أصبح في مدريد الفريق في خدمة رونالدو ، وهو ما تجلى في الأرقام التهديفية التي حققها في كلا التجربتين والتي بفضلها حصل على جوائزه الفردية ، فمع مانشستر يونايتد أحرز جائزة الكرة الذهبية مرة واحدة عام 2008 ، وحققها بعدما نال مع الفريق لقب الدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية أي أنها تحققت ضمن مشروع ناجح&للنادي ، كما فاز بجائزة أفضل&هداف للدوري الإنكليزي مرة واحدة كانت موسم 2007-2008 بتوقيعه على 31 هدفاً جعلته أيضاً يحرز جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا .
&
أما في تجربته بألوان ريال مدريد فقد أحرز جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم مرتين الأولى عام 2013 دون أن يحرز أي لقب أو بطولة، والثانية في عام 2014 ، وجاءت بعدما قاد الريال لنيل النجمة الأوروبية العاشرة كبطل لأبطال أوروبا وكأس الملك ومونديال الأندية والسوبر الأوروبي.
&
و بدا وكأن الدون توج بالكرة الذهبية مع الريال بسبب تراجع أداء منافسه وغريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة ، وليس لأنه كان الافضل خاصة بعد الفترة الانتقالية التي عرفها ميسي عقب رحيل المدرب بيب غوارديولا.
&
جوائزه والركلات الجزائية
&
كما نال الدون مع الريال ثلاث مرات لقب "البيتشيتشي" كأفضل هداف في الدوري الإسباني ومثلها لقب الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا، عام&2010 بواقع 40 هدفاً وعام 2014 بـ 31 هدفاً وعام 2015 بـ 48 هدفاً.
&
و مما يؤكد أيضاً اختلاف الأدوار التي أداها رونالدو في تجربتيه هو عدد الأهداف التي سجلها عن طريقة ركلات الجزاء ، ففي مانشستر سجل 17 هدفاً فقط مقابل 56 سجلها مع الميرينغي حتى اصبح ينعت في وسائل الإعلام بـ"بينالدو" في اشارة إلى اعتماده على ركلات الجزاء التي يحصل عليها زملائه لتعزيز غلته التهديفية بعدما جعل منه مدربو الريال الثلاث الاختصاصي الأول في تسديدها عكس ما كان عليه الحال مع فيرغسون الذي كان يعمد إلى تنويع خياراته في هذا الصدد مانحاً ثقته لأكثر من لاعب يجيد التسديد من نقطة الجزاء .
&
ويبقى التفوق الإيجابي الوحيد في مسيرة رونالدو مع الريال مقارنة بمشواره مع اليونايتد يتعلق بالتمريرات الحاسمة بـ65 تمريرة مقابل 34 فقط.
&
ضحاياه من الأندية
&
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أهم ضحايا المهاجم البرتغالي، ففي إسبانيا يعتبر نادي اشبيلية الضحية الأولى بعدما اهتزت شباكه بأقدام رونالدو21 مرة ، أما في إنكلترا فإن استون فيلا هو&الضحية الأكبر بـ9 أهداف.
&
ومن الملاحظ خلال الإحصائيات بأن رونالدو لم يسجل كثيراً في مرمى الأندية الإنكليزية الكبرى مثل تشيلسي وأرسنال وليفربول ومانشستر سيتي أكثر من أربعة أهداف طوال تجربته في الملاعب الإنكليزية، عكس كبار الدوري الإسباني ، حيث&سجل 15 هدفاً في عرين برشلونة في الكلاسيكو، ومثلها في عرين أتلتيكو مدريد في الدربي المدريدي.
&
الفعالية التهديفية
&
ولم تختلف الفعالية التهديفية لرونالدو من مانشستر إلى ريال مدريد في ما يتعلق بالأوقات المفضلة لديه لهز شباك منافسيه ، ففي كلتا التجربتين فإن 45 % من أهدافه سجلها في الأشواط الأولى للمباريات، ونحو 55% سجلها في الاشواط الثانية.
&
الغريب أن رونالدو مانشستر اختلف عن رونالدو مدريد حتى في ما يتعلق بحصيلته مع المنتخب البرتغالي، فخلال تواجده في إنكلترا حقق نتائج جيدة مع البرتغال بعدما بلغ نهائي أمم اوروبا 2004 ثم نصف نهائي مونديال 2006 بألمانيا، بينما خرج مبكراً من كلتا المنافستين عندما انتقل إلى إسبانيا، خاصة مونديال البرازيل بعدما تعرض منتخب بلاده للإقصاء من الدور الأول للبطولة.
&