حاول الاتحاد الانكليزي لكرة القدم فرض نظام حصص غير رسمي على عدد اللاعبين ذو البشرة السمراء الذين يجب على المدير الفني لمنتخب البلاد استخدامهم. وذلك وفقاً لما جاء في كتاب جديد صدر مؤخراً حول العنصرية في الرياضة.
&
وبحسب ما جاء حصرياً في صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن بعض فقرات الكتاب المسمى "الملعب الأسود" للمؤلف ايمي أونورا – واحد من أبرز النشطاء في مكافحة العنصرية في الرياضة – تتضمن أن المدير الفني السابق لانكلترا غراهام تايلور اعترف للمؤلف بأن اثنين من المسؤولين الكبار الأعضاء في التسلسل الهرمي للاتحاد قالا له "بعبارات لا لبس فيها" أنه "لا ينبغي عليه أن يتجاوز حداً معيناً".
&
وفي حين أنه ليست هناك أي ايحاءات على أن تايلور، الذي لديه تاريخ طويل في العمل مع بعض اللاعبين السود الرائدين في انكلترا على مدى السنوات الثلاثين الماضية، التزم بهذه السياسة. إلا أن الكتاب يروي عنه قوله إن شخصيات بارزة حاولت الضغط عليه للحفاظ على فريق أغلبيته من اللاعبين البيض.
&
وذكر الكتاب أيضاً أن تايلور كشف ذلك خلال مهنته كمدير فني في نادي واتفورد في الموسم 1999-2000 عندما كان ريتشي موران ضيف شرف.
&
ويذكر موران، مهاجم برمنغهام سيتي في التسعينات الذي اعتزل اللعبة في نهاية المطاف بسبب اهانات عنصرية تعرض لها، في هذا الكتاب "قال تايلور لي: انظر سأقول لك شيئاً.. سوف لن اعترف بذلك أبداً لأنه ستتم مقاضاتي بتهمة التشهير.. عندما كنت مديراً فنياً لانكلترا تم استدعائي من قبل مسؤولين كبيرين في الاتحاد، لا أريد تسميتهما، قالا لي بعبارات لا لبس فيها عدم اختيار عدد كبير جداً من اللاعبين من ذوات البشرة السمراء للمنتخب الوطني".
&
وأفيد كذلك أن المدير الفني السابق لانكلترا كشف عن هذه المحادثة لضيوف آخرين عندما حضر حفل لمنظمة "اركله خارجاً" (بدأت كحملة في 1993 باسم دعونا نركل العنصرية خارج كرة القدم وأصبحت منظمة في 1997) في عام 2004.
&
وعندما تمت مفاتحة تايلور حول محتويات الكتاب، صرح لصحيفة "الغارديان" أنه لا يتذكر تحديداً محادثاته مع موران. وأضاف "ليس هذا تهرباً، كما أنه لا يعني انني لم أقل ذلك. ولكن إذا نظر أي شخص في سجلاتي أثناء قيامي بمهمة تدريب أندية أو المنتخب، فإنه سيكون من الواضح للجميع انني لم التزم بما قيل على ما يبدو، ولا يستطيع أي شخص أن يتهمني بعرقلة الطريق أمام أي لاعب أسود".
&
ولكن تايلور عاد واستدرك عندما نفى في حديثه مع صحيفة "الاندبندنت" البريطانية بشكل قاطع هذه المزاعم، قائلاً إن ما جاء في كتاب "الملعب الأسود" هو "شيء تافه، وبكل بساطة لم يحدث".
&
وهاجم بشدة الدار التي نشرته بحجة عدم التشاور معه حول هذا الادعاء، قائلاً "لا استطيع أن أتذكر كل ما حدث، ولكنني من المحتمل جداً ألا أنسى مطالب اتحاد الكرة بعدم اختيار عدد كبير جداً من اللاعبين ذوو البشرة السمراء".
&
وكتاب أونورا، الذي اطلق رسمياً الجمعة، يؤكد مسألة عدم تهرب تايلور من الإجابة وأنه لا يتذكر جيداً محتوى محادثاته مع موران. ولكن هذه المزاعم لا يحتمل إلا أن تثير تساؤلات جدية حول موقف بعض الشخصيات في الاتحاد الانكليزي لكرة القدم خلال تلك الفترة – تايلور كان مديراً فنياً للمنتخب بين عامي 1990 و1993 – عندما من المفترض أن تترك رياضة وراءها المبادئ الأكثر وضوحاً للعنصرية من العقود الماضية.
&
وعلى الرغم من أنه تم اخطار الاتحاد عن هذه الإدعاءات، إلا أنه رفض التعليق. علماً أنه لم يكن أحد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الحالي مسؤولاً في ذلك الوقت.
&
أونورا، الذي كان أخاه غير الشقيق أفيم مهاجماً في 9 من أندية محترفة وبعد ذلك تم تعيينه مدرباً لمنتخب إثيوبيا، حاصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإثنية والعلاقات العرقية، وسبق له أن ألقى محاضرات على نطاق واسع حول قضايا العِرق في الرياضة. وتحليله هو أنه من غير المرجح أن يكون تايلور أول مدير فني لانكلترا قد اعطيت له مثل هذه التعليمات.
&
وذكر أونورا في كتابه "كشف موران على أن الشاغل الرئيسي للاتحاد الانكليزي هو الحفاظ على صورة المنتخب يغلب عليه طابع اللاعبين البيض، وهي الصورة التي أنشأوها بأنفسهم واتخذوا خطوات كبيرة للحفاظ عليها".
&
وأشار "ليس هناك أدنى شك أن تايلور قد تصرف بناء على هذه التعليمات، ولكن هذه الحادثة تثير بعض أسئلة مهمة حول احتمالية اعطاء نفس التعليمات لمديرين فنيين آخرين الذين شعروا بالضغط للحد من أعداد اللاعبين من ذوو البشرة السمراء المختارين للمشاركة مع المنتخب الوطني".
&