&سيكون العام الجديد 2016 عام التحديات بالنسبة لنادي برشلونة على كافة الأصعدة، وهي تحديات عليه كسبها تجسيداً لتطلعاته وطموحاته للحفاظ على مكانته التي وصل إليها في عام 2015 وجعلت منه أقوى وأفضل نادٍ في العالم بعدما حقق خماسية تاريخية أخرى تضاف إلى سجله الحافل بالألقاب والبطولات.

صحيفة "إيلاف" تستعرض في هذا التقرير لقرائها الأوفياء من عشاق البارسا أبرز وأقوى التحديات التي يواجهها برشلونة في عام 2016.
&
الحفاظ على الثلاثية
&
بلا شك فإن التحدي الأول والابرز لمختلف فعاليات النادي الكتالوني هو التتويج بثالث ثلاثية في تاريخ النادي بعد تلك التي احرزها عامي 2009 و2015 ، ورغم صعوبة المهمة إلا ان الجميع في برشلونة متحفز لكسب هذا التحدي خاصة المدرب لويس انريكي الذي إن نجح في ذلك سيكون إنجازاً تاريخياً غير مسبوق على صعيد المدربين، كأول مدرب يقود نادياً لتحقيق الثلاثية لموسمين على التوالي.
&
ولتحقيق هذا التحدي يحتاج البارسا إلى استجماع قواه بعدما كشف النصف الأول من الموسم أن كل بطولة نالها البلوغرانا الموسم المنصرم سيكون له فيها أكثر من منافس من العيار الثقيل ، ومثال ذلك في مسابقة الدوري الإسباني، حيث لن تنحصر المنافسة على غريمه ريال مدريد فقط بل سيكون هناك اتلتيكو مدريد الذي استعاد عافيته، فضلاً عن اندية أخرى ترى في الفوز على البارسا لقباً في حد ذاته.
&
والامر نفسه بالنسبة لكأس الملك حيث عنصر المفاجأة غالباً ما يكشف ما يحدد مصير البطولة وهوية البطل.
&
أما في مسابقة دوري أبطال أوروبا فإن طريقه أكثر وعورة بعدما اوقعته القرعة في مواجهة من العيار الثقيل أمام أرسنال الإنكليزي العائد بقوة هذا العام بدليل أنه يتصدر الترتيب العام للدوري الإنكليزي وفي حال نجح البارسا في تجاوز عقبة الدور ثمن النهائي، فإن الطريق الأوروبي سيزداد وعورة مع أندية أخرى تتربص به ، حيث يحلم البارسا وعشاقه بالتتويج بصاحبة الأذنين للعام الثاني على التوالي، ليكون أول نادٍ يحقق هذا الانجاز بصيغة البطولة الجديدة والثاني بعد ميلان الإيطالي الذي ناله في عامي 1989 و1990.
&
التمديد لـ "MSN"&
&
كشفت مباريات برشلونة في عام 2015 الدور المحوري الهام والمؤثر الذي أداه الثلاثي الهجومي الذي يتكون من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروغوياني لويس سواريز في تقديم الفريق أقوى العروض الفنية وتحقيق أفضل النتائج، حيث لم يكن بمقدور البارسا أن يحقق الخماسية في ظل الظروف العسيرة التي عاشها الفريق خاصة في ظل حرمانه من التعاقدات والتشويش عليه والمشاكل الإدارية التي تعرض لها.&
&
كما كشف عام 2015 أن هناك محاولات جادة من قبل الأندية المنافسة سواء في إسبانيا أو خارجها هدفها إضعاف برشلونة من خلال إفساد الكيمياء الهجومية التي تجمع بين المهاجمين الثلاثة عن طريق تقديم عروض مالية مغرية لهم أو لبعضهم خاصة ميسي ونيمار بما أن سواريز لم يمر على قدومه للفريق سوى أقل من عامين، وهو ما جعل إدارة الرئيس جوسيب بارتوميو تكثف مساعيها لتمديد عقود الثلاثي مهما كلفها ذلك من رواتب حفاظاً على نقطة القوة الرئيسية في الفريق.
&
التجديد للمدرب انريكي
&
لا أحد يمكن أن ينكر البصمة التي تركها المدرب الجديد لويس انريكي على أداء ونتائج البارسا منذ توليه الإدارة التقنية للفريق في شهر يوليو من عام 2014 ، ورغم الانتقادات القوية التي تعرض لها منذ ترأسه الجهاز الفني للفريق في أشهره الأولى ، إلا انه نجح في إخراج الفريق إلى بر الامان بعد موسم مخيب للآمال، لتصبح الآن الكرة في أقدام إدارة البارسا، والذي يستوجب عليها مراجعة عقد المدرب انريكي لتمديد اقامته في كامب نو وتحسين راتبه السنوي وجعله يوازي الانجازات التي حققها الفريق تحت إمرته، ومتماشياً أيضا مع الرواتب التي يتقاضاها بقية مدربي الأندية الكبرى التي تتجاوز عند بعضهم المليون يورو شهرياً.
&
ومما لا شك فيه أن تجارب برشلونة في المواسم الأخيرة كشفت أن استقرار الجهاز الفني للفريق هو مفتاح نجاح الفريق ، وأن التغيير من خارج أسوار النادي مغامرة محفوفة بالمخاطر وتجربة الأرجنتيني جيراردو مارتينو خير دليل على ذلك، ما يجعل الإدارة الكتالونية مطالبة بتعزيز ثقتها في اللوتشو من خلال تقديم عقد &طويل الأمد براتب مُغرٍ تقطع من خلاله الطريق على الأندية الراغبة في كسب خدماته.
&
الاحتفاظ ببوسكيتس وروبيرتو وانتداب بوغبا
&
التحدي الآخر الذي ينبغي لإدارة الرئيس بارتوميو العمل عليه هو التعاقد مع نجم خط الوسط الفرنسي بول بوغبا لاعب يوفنتوس الإيطالي، والذي سيمنح للفريق قوة وقيمة فنية إضافية كبيرة على مستوى الوسط والهجوم .
&
وفي ظل التقارير الإعلامية التي تؤكد أن الديك الفرنسي يحلم بالصياح في كامب نو فما على مسؤولي البارسا سوى تكثيف جهودهم، والرضوخ لمطالب السيدة العجوز لاستقدامه، &ذلك أن قدوم بوغبا لبرشلونة سيعزز كثيراً من قدرات كتيبة اللوتشو ومن خياراته التكتيكية ، وبالمقابل فإن ذلك سيمثل إضعافاً للمنافسين سواء ريال مدريد او الأندية الإنكليزية.
&
&كما ينبغي على الإدارة الكتالونية تحصين عقدي الثنائي سيرجيو بوسكيتس وسيرجي روبيرتو مالياً وقانونياً من خلال رفع راتبيهما ومضاعفة قيمة الشرط الجزائي، لأن الأداء الفني الباهر الذي قدمه هذا الثنائي في خط الوسط جعلهما عرضة لإغراءات أندية عديدة منها باريس سان جيرمان الفرنسي.
&
الحصول على رعاية أفضل
&
التحدي الاخر لمجلس إدارة النادي الكتالوني يتعلق بضرورة إنهاء المفاوضات مع الرعاة الرئيسيين للنادي شركة "نايكي" الأميركية التي تتكفل بالعتاد الرياضي للنادي &بالإضافة إلى شركة قطر للطيران الراعي الأول لقميص النادي.
&
ويراهن البارسا على أموال الرعاة لتجسيد مشاريعه الرياضية في المرحلة المقبلة ، حيث يترقب الحصول على عقود رعاية أعلى من الحالية بعد الانجازات التي حققها الفريق في العام المنصرم وخاصة أن هناك جهات عالمية منها شركة "أديداس" الألمانية وشركات طيران أخرى تترقب سير المفاوضات بين الطرفين، ومستعدة لتقديم عروض أفضل لوضع شعارها على قميص أفضل وأقوى نادٍ في العالم حالياً.
&
تجديد و تحديث كامب نو
&
يعتبر تجديد وتحديث ملعب كامب نو من أهم التحديات التي تنتظر الإدارة الكتالونية في العام الجديد حيث تريد التعاقد مع أحد الرعاة لتمويل المشروع الذي أصبح ضرورياً ليكون للنادي ملعباً يضاهي الملاعب الأوروبية الكبرى على غرار ملاعب أرسنال ومانشستر سيتي الإنكليزيين وبايرن ميونيخ الألماني ليتماشَ مع طموحاته الأخرى.
&
ولأن الفريق يختلف في إنجازاته وفي أدائه ، فإنه يريد أن يختلف أيضاً في ملعبه من خلال إنجاز تحفة معمارية تنال إعجاب عشاق الساحرة المستديرة من زواره.
&
تحسين صورة النادي
&
رغم النتائج الإيجابية التي حققها البارسا في عام 2015 ، إلا أن صورته في وسائل الإعلام لا تزال تشوبها بعض النقاط السوداء جراء المشاكل العديدة التي عرفها النادي مع القضاء بسبب صفقة المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، وتدهور علاقته مع الإتحاد الدولي بسبب قضية مدرسته "لاماسيا" وتعرضه لعقوبة قاسية بسببها، حيث يتطلع برشلونة ليكون عام 2016 عام خالٍ من أي مشاكل من خلال طي صفحة عقوبة الفيفا التي انتهت بنهاية 2015 وقضية نيمار مع الضرائب ليستعيد بذلك البارسا بريق صورته كنادٍ كبير بفريقه وإدارته.