عاد الصراع بين الأجيال الذهبية التي عرفتها الكرة الجزائرية عبر تاريخها العريق ليثير الجدل في الأوساط الإعلامية والشعبية، في أعقاب التصريحات المثيرة التي أطلقها كل محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وسفيان فيغولي نجم خط وسط الخضر ونادي ويست هام يونايتد الإنكليزي، بعد المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري وضيفه الكاميروني في افتتاح الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منتخب.

 و قال روراوة في حوار للتلفزيون العمومي بأن الجيل الحالي الذي يقوده فيغولي ورياض محرز وياسين براهيمي ورايس مبولحي والآخرون، هو الجيل الأفضل الذي عرفته الكرة الجزائرية، واصفًا المحاربين بالأبطال الحقيقيين، وهي نفس التصريحات التي أطلقها فيغولي ردًا على ذات الانتقادات.
 
وجاءت تصريحات روراوة وفيغولي رداً على الانتقادات القوية التي وجهت للمنتخب ومردوده المتواضع أمام الكاميرون من قبل عدد من نجوم الخضر في الثمانينات، خاصة ما يتعلق بالحسابات التكتيكية جراء استدعاء لاعبين غير جاهزين، ولا يلعبون مع أنديتهم بشكل منتظم مقابل عدم منح الفرصة لأسماء أخرى.
 
واعتبر عدد من نجوم منتخب الجزائر في الثمانينات على غرار صاحب الكعب الذهبي رابح ماجر والمدافع فضيل مغارية والحارس العربي الهادي تصريحات روراوة وفيغولي بأنها استفزازية في حقهم، ولم يكن لها أي مبرر أو داعٍ، مطالبين إياهما في السياق ذاته بالاعتذار عمّا بدر منهما في حق جيل بأكمله لم يدخر أفراده أي جهد للتضحية من أجل رفع الراية الوطنية في سماء الملاعب العالمية في مختلف البطولات، خاصة في نهائيات كأس العالم التي بلغها هذا الجيل مرتين في دورتي إسبانيا 1982 ثم مكسيكو 1986.
 
وتفاعلت وسائل الإعلام المحلية مع هذا الصراع، بعدما فتحت صفحاتها وبرامجها للنقاش حول أيهما أحق بلقب الجيل الذهبي الأول للكرة الجزائرية، شأنها شأن الجماهير التي استعانت بمواقع التواصل الاجتماعي للمساهمة في إثراء النقاش ورفع درجة حرارة الجدل إلى مستويات قياسية .
 
ويرفض لاعبو المنتخب الحالي وصفهم بـ "المغتربين" على اعتبار أنهم ولدوا وترعرعوا في فرنسا قبل أن يختاروا تمثيل الجزائر، معتبرين أنفسهم جزائريين مثل بقية الجزائريين، ولا أحد يمكنه التشكيك أو المزايدة في وطنيتهم.
 
في المقابل، يرفض قاهري المنتخب الألماني في ملحمة خيخون في مونديال 1982 بإسبانيا التنازل عن لقب الجيل الذهبي الأول للخضر، حيث يرون أن منتخبهم في عام 1982 بقيادة الثلاثي رابح ماجر ولخضر بلومي وصالح عصاد أفضل بكثير من المنتخب الحالي .
 
وصبّ سفيان فيغولي النار على الزيت، بعد التغريدة التي نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي " تويتر"، ونقلها أيضا زميله رياض محرز نجم خط وسط نادي ليستر سيتي الإنكليزي على حسابه في ذات الموقع، عندما علق من خلالها بأن قدامى المنتخب ينتقدون المنتخب الحالي ليس من اجل إبراز عيوبه التكتيكية ومعالجتها بل يهدفون من ورائها الى الضغط على رئيس الاتحاد ليحصلوا على مناصب عمل سواء فنية أو إدارية في الاتحاد والمنتخبات الوطنية.
 
وبدوره، طالب روراوة رئيس "الفاف" من اللاعبين القدامى بالكف عن إطلاق الانتقادات العشوائية واستغلال تواجدهم لتأجيج الجمهور الرياضي على لاعبي الخضر و استغلال تعثر المنتخب ضد الكاميرون في وقت هم في حاجة لمساندتهم ودعمهم.
 
و رغم ان تصريحات روراوة كانت موجهة لكافة منتقدي الخضر، إلا أن كلامه كان يستهدف بالدرجة الأولى رابح ماجر مدرب السباق للخضر، الذي لديه علاقة متوترة وسيئة مع رئيس الاتحاد الجزائري، منذ أن اقاله من منصبه كمدرب للمنتخب في عام 2002 على خلفية الانتقادات التي وجهها للمسؤولين على الكرة الجزائرية عقب إطلاقه تصريحات لصحيفة بلجيكية منتشيًا بتعادل سلبي في مباراة ودية أمام المنتخب البلجيكي، معتقدًا بأنه بلغ القمة ليجد نفسه خارج الجهاز الفني للخضر، ويتم تعويضه بالمدرب البلجيكي جورج ليكنز.