بعد أن باتت ابتهاج محمد، ذات الأصول الإفريقية، أول رياضية أميركية مسلمة محجبة تشارك في فعاليات دورة الألعاب الأولمبية المقررة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، الصيف المقبل، بدأت تثار تساؤلات من الآن حول ما إن كانت ستكون الشخص الذي سيحمل علم الوفد المُمَثِّل للولايات المتحدة في الأولمبياد أم لا.

أشرف أبوجلالة – إيلاف: وهو ما تحدثت عنه مجلة النيويوركر في تقرير مطول أبرزت من خلاله مدى المعاناة التي واجهتها ابتهاج وأسرتها في الولايات المتحدة ومدى التمييز الذين يواجهوه لكونهم مسلمين من جهة، وكونهم من أصول افريقية من جهة أخرى، وأنهم قد قرروا اللجوء لعالم الرياضة كوسيلة يندمجون بها بشكل أكبر داخل المجتمع.

وبعد سلسلة صعوبات واجهتها ابتهاج نتيجة لذلك الزي المحتشم الذي كانت تحرص على الظهور به في الرياضات التي كانت تمارسها مثل التنس، الركض والكرة الطائرة، قادتها الصدفة وحدها للتعرف على الرياضة التي تحترفها الآن، وهي رياضة المبارزة بالسيف، وهي في سن الـ 12 عاماً، خاصة وأن زيها تماشى مع ما كانت تبحث عنه لارتدائه أثناء ممارسة الرياضة ( بدل كاملة وخوذات تغطي الشعر ).

وأوضحت المجلة أن ابتهاج وأسرتها تعرضن لواقع مرير للغاية في أعقاب وقوع هجمات الـ 11 من أيلول/ سبتمبر نتيجة لنظرة المجتمع التي تم تكوينها ضد المسلمين في ذلك الوقت، حيث تم نبذهم واستهدافهم على نطاق كبير في كل مكان هناك.

وبعد معاناة، تمكنت ابتهاج من الحصول على منحة أكاديمية جزئية في جامعة ديوك، حيث تخصصت في سيف المبارزة. كما لم تستسلم والدتها، عناية محمد، لمحاولات تقييدهم مجتمعياً، ونجحت في أن تتحول لتصبح رائدة أعمال، وبالفعل أطلقت وأقرباؤها قبل عامين خط ملابس يحمل الاسم "لويلا –"Louella على اسم جدتهم.

ورغم ما حققته ابتهاج من بطولات على المستوى العالمي في رياضة المبارزة بالسيف، إلا أن سخافات بعض الساخطين من الإسلام ما زالت تطاردها حتى الآن، وأدلت بتصريحات للمجلة تتحدث فيها عن حالة القلق والخوف التي تعيشها نتيجة لذلك، خاصة في ذلك الوقت التي تخشى فيه كثير من الأقليات الاستنجاد بقوات الشرطة، وبالتزامن مع دعوة المرشح الرئاسي دونالد ترامب لإصدار قرار يقضي بمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة بصورة تامة، وتمنت لو يتم انتخاب رئيس يمكنه معالجة الهواجس التي تراود أفراد المجتمع الأميركي المسلم خلال الفترة المقبلة.