بات استمرار المدربين مع الاندية السعودية مرهونا بالنتائج حصرا دون النظر الى حجم العمل الذي يقدمه أي منهم، واذا كان منسجما مع رؤية إداراتها ويتوافق مع تطلعاتها أو العكس.
&
&هذا هو الواقع الذي تعيشه أندية الدوري السعودي لكرة القدم في كل موسم، حتى أصبحت البطولة التي تحتل المرتبة الثالثة آسيويا حسب التصنيف حقل تجارب للمدربين.
&
ومع أن بطولة الدوري في جميع أنحاء العالم تحتاج إلى نفس طويل، إلا أن الدوري السعودي في هذا الموسم الذي تبقى منه سبع مراحل سجل رقما ألف عليه الوسط الرياضي منذ سنوات، هذا المشهد تمثل في الإطاحة بالعديد من المدربين والتعاقد مع آخرين، في الغالب هم أقل قدرة وكفاءة من أسلافهم بدليل عدم استمرارهم سوى مباريات معدودة قبل أن تتم إقالتهم والبحث من جديد عن مدربين آخرين، الأمر الذي ساهم في غياب الاستقرار الفني داخل تلك الفرق وفي نفس الوقت كلف الأندية مبالغ كبيرة زادت "الطين بله"، سيما وأنها تعاني من أزمات مالية خانقة وضعتها تحت خط الفقر.
&
وإذا ما استثنيا أندية الأهلي والهلال والتعاون والخليج والفتح والفيصلي، فإن بقية الأندية الثمانية قد استبدلت مدربيها الذين بدأت معهم الموسم، قبل أن تقوم أربعة منها بتغيير المدرب ثانية، فضلا عن تكليف عدد من المدربين بالمهمة مؤقتا لحين التعاقد مع مدرب جديد.
&
ومن خلال الرصد نجد أن النصر بطل الدوري في آخر نسختين تعاقد مع ثلاثة مدربين هم الأوروغوياني خورخي داسيلفا والإيطالي فابيو كانافارو ثم الأسباني راوول كانيدا الذي كان مدربا للفريق مطلع الموسم الفائت، كما أسند المهمة مؤقتا لمدرب الحراس الشهير خوسيه هيغيتا في مناسبتين.
&
وسلك القادسية الصاعد هذا الموسم الى دوري الاضواء نفس الطريق فتعاقد مع المدرب التونسي جميل قاسم ثم البرازيلي الكسندر غالو وأخيرا السعودي حمد الدوسري.
&
ولم يذهب هجر الذي يصارع حاليا من أجل البقاء بعيدا عن سابقيه حيث بدأ الموسم مع المدرب المونتينيغري نيبويشا يوفوفيتش ثم كلف السعودي عبدالله الجنوبي بالمهمة الى ان تعاقد مع البلجيكي ستيفان ديمول الذي عاد وأقيل من منصبه قبل ستة أيام، لتسند المهمة مجددا الى عبدالله الجنوبي الذي سيكمل المشوار حتى نهاية الموسم.
&
وبدوره، فان الرائد الذي ما يزال الخطر يهدده بالهبوط لدوري المظاليم تعاقد مع المدرب الجزائري عبد القادر عمراني وبعد مرحلتين فقط تمت الإطاحة به ليخلفه اليوناني تاكيس لمونيس الذي أقيل فيما بعد وكلف المغربي رضا حكم بالمهمة مؤقتا حتى قدوم المدرب الصربي الكسندر أليكس.
&
في المقابل، فإن الاتحاد أقال مدربه الروماني لازلو بولوني وأسند المهمة مؤقتا للمدرب المصري عادل عبدالرحمن بانتظار التعاقد مع الروماني فيكتور بيتوركا الذي كان مدربا له في الموسم الفارط.
&
وقام الشباب بإقالة مدربه الأوروغوياني ألفارو غوتيريز وتعاقد مع التونسي فتحي الجبال، بينما أقال الوحدة مدربه الأوروغوياني خوان رودريغيز وكلف المصري بدرالدين حامد بالمهمة حتى وصول الجزائري خير الدين مضوي، في الوقت الذي أقال فيه نجران مدربه التونسي فتحي الجبال وأوكل المهمة الفنية للاعب الدولي السابق الحسن اليامي قبل أن يتعاقد مع المدرب البرازيلي دوس أنغوس الذي سبق ان تولى الاشراف على المنتخب السعودي قبل اعوام.
&
ومنذ بداية الموسم حتى الآن، تناوب على تدريب فرق الدوري السعودي 32 مدرباً منهم 6 مدربين تم تكليفهم لفترة مؤقتة و12 مدربا تمت إقالتهم في فترات مختلفة و14 مدربا ما زالوا يؤدون مهامهم منهم 6 منذ بداية الموسم.
&
ويعتبر الرائد أول المبادرين الى إقالة مدربه عندما أطاح الجزائري عبدالقادر عمراني بعد الجولة الثانية، فيما هجر هو صاحب القرار الاخير عندما فسخ عقد البلجيكي ستيفان ديمول بعد الجولة التاسعة عشرة وأسند المهمة لعبدالله الجنوبي.