لم يكن القطري مبارك شنان (20 عاما) قد وُلِد عندما انطلقت بطولة قطر المفتوحة للتنس عام 1993. وقتذاك تميزت البطولة في عامها الأول بمشاركة مجموعة من اللاعبين الكبار من بينهم النجم الألماني بوريس بيكر الذي تُوج باللقب الأول بفوزه على الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش في المباراة النهائية.

مبارك، نجح هذا العام في انتزاع بطاقة دعوة للمشاركة في البطولة بعدما تفوق على زملائه في المنتخب القطري في دورة مصغرة أقيمت فيما بينهم ليصبح اصغر لاعب يشارك في بطولة قطر المفتوحة.. وهو ما ضاعف من أهمية حضوره في هذه البطولة كونه يمثل مع زملائه في المنتخب النواة التي يعتمد عليها الاتحاد القطري لتحقيق النتائج المرجوة والتقدم في التصنيف العالمي.

ويُعتبر مبارك، نموذجًا يمكن البناء عليه في هذا الجانب، خصوصا ان المواكب لبطولات قطر الدولية على مدار 22 عاما السابقة يلاحظ مدى الاهتمام الذي توليه الدولة بهذه الرياضة إذ تسّخر كافة الامكانيات لنجاح بطولتي الرجال والسيدات اللتين تقامان مطلع كل عام.

وما يعزز من قيمة الهدف المنشود لمبارك أنه نشأ في عائلة تربطها علاقة قوية ب"التنس" حيث سبقه الى الميدان شقيقيه الاكبر زايد وموسى ويسير على خطاه حاليا شقيقيه الاصغر عبد الله وعيسى، وهو ما يعكس الاهتمام والرعاية العائلية لهذه المواهب الصاعدة وايمانها بامكانية الذهاب بعيدا في الحضور القوي في "التنس العالمي" .

ويرى مبارك في حديث لوكالة "فرانس برس" ان ما حققه سابقا اللاعب القطري سلطان خلفان كان مميزا جدا معتبرا انه يمثل دافعا للعديد من اللاعبين للانخراط في اللعبة التي تعاني ايضا مثل غيرها من الالعاب الفردية من "سطوة" كرة القدم وسيطرتها على قلوب معظم محبي الرياضة.

ومما لا شك فيه ان الخطة التي وضعها الاتحاد القطري للتنس تستهدف اكبر عدد ممكن من النشىء، وهي تعتمد على اقامة البطولات الخاصة بالفئات العمرية فضلا عن اتفاق تم ابرامه بين الاتحاد وعدد كبير من المدارس، ينص على زيارات اسبوعية يقوم بها مدربون من الاتحاد للمدارس لتقديم تدريبات خاصة بالتنس، وهو ما يساعد على استقطاب الموهوبين في هذه اللعبة .

وتعد بطولة المستقبل (الفيوتشر) التي انطلقت في الدوحة من بين البطولات القوية التي يشرف عليها الاتحاد الدولي للتنس وتحظى باهتمام عالمي كبير سواء من الإعلاميين أو من اللاعبين الشبان البارزين الذين يبحثون على الحصول على مزيد من النقاط ضمن رابطة اللاعبين المحترفين "ATP" بالإضافة إلى الجوائز المالية التي ترصد لها.

وتأتي البطولة الحالية ضمن ثلاث بطولات ستقام على مدى ثلاثة أسابيع وذلك بهدف توفير أفضل فرص الاحتكاك للاعبي المنتخب ، علمًا بأن كل بطولة ستقام بصورة مستقلة وستخصص لها جوائز مالية قيّمة للفائزين.

ويشارك في الأدوار الرئيسية لفردي الرجال 32 لاعبا بينما يلعب 16 فريقا في منافسات الزوجي وهم يمثلون دولا مختلفة منها الهند وروسيا وايرلندا والمملكة المتحدة وفرنسا وتونس وسلوفاكيا والتشيك والولايات المتحدة وإيطاليا إضافة إلى قطر البلد المستضيف.

ويبدو مبارك شنان في حديثه طموحا الى اقصى الحدود، حيث بدا كمن وضع خطة لنفسه تمتد لخمس سنوات يهدف من ورائها لحجز مكان بين أفضل مئة لاعب في التصنيف العالمي ، ويقول "ترتيبي الحالي 1500 ، وسأعمل ما في وسعي مع نهاية العام الجاري حتى اصل الى 800 أو 700 .. على ان أواصل العمل في السنوات المقبلة على نفس المنوال".

ويوجه مبارك رسالة الى الشباب القطري بضرورة التركيز على الالعاب الفردية ومنها "التنس" لاسباب متعددة أبرزها ان فرصة المشاركة تكون أكبر وثانيا لانها تساعد الدولة على حصد اكبر عدد من الميداليات في البطولات الكبرى .

وكان الاتحاد القطري للتنس قد قام برسم طريق المستقبل لتطوير المستوى عندما تعاقد مطلع العام الماضي مع المغربي يونس العيناوي اللاعب الدولي السابق للإشراف على المنتخب القطري للرجال حيث تم الكشف حينها أن الهدف من المهمة هو بناء لاعبين محليين قادرين على التطور على المستويين الإقليمي والدولي بصفة تدريجية وتحقيق مشاركات قوية في البطولات الدولية والخارجية.

وكان العيناوي قد سجل 13 حضورا في بطولة قطر المفتوحة. ويعتبر عام 2002 من أنجح أعوامه في تاريخ بطولات رابطة التنس للاعبين المحترفين حين توج باللقب في الدوحة.

ولعل ما يضاعف من اهتمام الشباب القطري بالتنس، هو انخراطه في تنظيم البطولة إذ يتم الاعتماد بنسبة كبيرة على الكوادر المحلية .. وهذا لا يقتصر على الجانب التنظيمي فقط بل كانت اللجنة المنظمة لبطولات قطر المفتوحة حريصة على اقامة قرية تراثية تحاكي التراث القطري الاصيل، وهي فرصة متاحة للمشجعين القادمين من مختلف دول العالم للتعرف على الوجه التاريخي والتقليدي لدولة قطر.