تطمح أماني وهيام وأميمة لاعبات المنتخب النسائي التونسي لكرة الركبي الى التأهل الى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل.

وستكون رياضة الركبي بسبعة لاعبين حاضرة في هذا الاولمبياد لأول مرة.

في هذا البلد الصغير في شمال افريقيا حيث كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة، تبقى انجازات الركبي باسم المنتخب النسائي احد افضل 3 منتخبات في القارة السمراء الى جانب جنوب افريقيا وكينيا.

وأحرزت تونس بطولة افريقيا للركبي النسائي في 2012 وحلّت ثالثة في بطولة 2015. واذا كان الاتحاد التونسي للركبي رأى النور عام 1971، فان منتخبها النسائي تأسس سنة 2002 هو الافضل في المنطقة العربية.

وستشارك سيدات تونس نهاية هذا الاسبوع في ايرلندا في التصفيات المؤهلة للأولمبياد.

وعلى الرغم من ان مهمتهن لن تكون سهلة، فإن سيدات تونس واثقات في حظوظهن.

وقالت أماني الغربي (22 عاما) قائدة المنتخب التونسي "لما لا؟ المنتخبات التي ستذهب الى الالعاب الاولمبية ليست افضل منّا".

واضافت خلال حصة تمارين تحت اشعة الشمس الحارقة "لقد ضحينا كثيرا (..) وابتعدنا كثيرا عن عائلاتنا" من أجل التأهل إلى الأولمبياد.

وأماني اصيلة مدينة القيروان (وسط) المحافظة، ووالدها لاعب كرة قدم، وقد حملتها الصدفة الى لعبة الركبي.

-"رياضة أولاد"-

تذكر اماني التي تمارس ألعاب القوى منذ ثمانية سنوات، كيف طلب منها مدربها ذات يوم المشاركة معه في مباراة ركبي لأنها "سريعة" و"تساعده" في الفوز بالمباراة.

وقالت ضاحكة "في الاول، ولأني لا أعرف كيف أمرّر الكرة أو اتصدى للمنافس، أخذت الكرة وشرعت في الجري".

وأضافت "مع مرور الوقت أحببت هذه الرياضة (..) كانت تلك أول مرة انضم فيها الى فريق، لذلك قررت المواصلة".

أما اللاعبة أميمة الدزيري (19 عاما) التي يعلق عليها المنتخب امالا كبيرة، فمسيرتها مختلفة إذ بدات لعب الركبي في سن مبكرة بفضل تركيز السلطات الرياضية في تونس البنى التحتية الخاصة بهذه اللعبة منذ بداية السنوات 2000.

وقالت اميمة ان والديها رفضا في الأول السماح لها بلعب الركبي لأنها "رياضة أولاد" إلا أنهما تراجعا بعد ان لوحت بمغادرة المدرسة في حال أصرا على منعها من ممارسة هذه الرياضة.

وأكد سمير بن مقطوف المدير الفني للمنتخب النسائي التونسي للركبي ان "تعاطي رياضة فيها احتكاك مع المنافس لم يكن أمرا سهلا في بلد مسلم. لكن تدريب فتيات على الركبي كانت فكرة عظيمة".

وفي تونس اليوم نحو ألف لاعبة ركبي موزعات على حوالي 20 مركز تكوين.

تنحدر عدة لاعبات دوليات بالمنتخب التونسي من أوساط اجتماعية متواضعة، وقد وجدن في رياضة الركبي بسبعة لاعبات فرصة لاكتشاف العالم، وكثيرات منهن يحلمن بالانضمام الى فرق فرنسية.

-قلة إمكانيات-

وقال الفرنسي فرانسيس كريسبو المدير الفني السابق للمنتخب التونسي ان كل لاعبات المنتخب شاركن العام الماضي في تربص بخمسة اسابيع في جزر فيجي "ما يعني ان كل العائلات سمحت لهن بالسفر. وهذا أمر مهم".

وافاد كريسبو وهو المدير العام الحالي للمنتخب التونسي بان "كثيرا يتفاجؤون" خلال مباريات بالخارج بمواجهة فريق نسائي عربي، لافتا الى ان الرياضة النسائية في تونس "متطورة" مقارنة بغيرها من الدول العربية.

ولا يحظى الركبي التونسي باهتمام في وسائل الاعلام وتنقصه الامكانيات المادية.

وقال سمير بن مقطوف ان تحقيق المنتخب النسائي التونسي نتائج مشرفة في الاولمبياد القادم قد "يغير الكثير" لدى الدولة والممولين في تونس.

ويطمح المشرفون على المنتخب بالفوز ببطولة افريقيا لسنة 2017 المؤهلة لمونديال 2018.

وقال بن مقطوف "الهدف هو وضع كل الركبي التونسي على السكة من هنا وحتى 4 سنوات".