سيكون هناك ضيف غير مألوف بجانب احواض السباحة خلال اولمبياد ريو 2016 الذي ينطلق الجمعة، حتى ان الاسطورة الاميركية مايكل فيلبس سيكون "بحاجة" اليه بحسب القوانين البرازيلية المفروضة منذ 2001.

قد يكون فيلبس (22 ميدالية اولمبية بينها 18 ذهبية و29 رقما قياسيا عالميا) الاولمبي الاكثر نجاحا في التاريخ لكن ذلك لا يعني بانه ليس معرضا للغرق بحسب القانون البرازيلي الذي صدق عليه عام 2001 وفرض على جميع احواض السباحة، بغض النظر عن الهدف منها، ضرورة تواجد حارس انقاذ.

وهذا القانون لا يستثني مجمع "اولمبيك اكواتيك ستاديوم" في ريو الذي يحتضن فيلبس ومواطنيه راين لوشت وكايتي ليديكي وغيرهم من سباحي الدول المشاركة على مدى ثمانية ايام.

ومن بين حراس الانقاذ الـ78 الذين تمكن استخدامهم مقابل راتب قدر من قبل صحيفة "فوليا دي ساو باولو" بـ1500 ريال (470 دولار) من اجل تأمين سلامة السباحين في الاحواض السبعة المخصصة للبطولة، هناك سائق الاجرة جوزوي ريبيرو اي دوس سانتوس.

سيتولي ريبيرو مهمة السهر على عدم غرق اي سباح اولمبي، مستندا الى "الخبرة" التي اكتسبها خلال دورة تدريبية لمدة ستة اسابيع.

واذا وجد فيلبس ورفاقه المنافسين انفسهم بـ"خطر" فبامكانهم اللجوء الى ريبيرو او احد من زملائه الذين سيرتدون زيا اصفر مع قميص كتب عليها حارس انقاذ ("لايف غارد" بالانكليزية والبرتغالية).

- متأهب على الدوام -

وهناك ايضا جوزوي الذي يعمل ايضا كسائق اجرة في غواراتيبان الحي الشعبي الذي يبعد حوالي 27 كلم عن الحديقة الاولمبية في بارا.

لكن، وخلافا لريبيرو الذي شكر "الرب على هذه الوظيفة"، يتمتع جوزوي بالخبرة لانه عمل حارس انقاذ لمدة ستة اعوام في عدة احواض.

يحتاج جوزوي الى اكثر من ساعة كل يوم للوصول الى الحديقة الاولمبية في بارا لكن الوضع يصبح افضل عندما يصل الى هناك لان ليس لديه اي شيء يفعله سوى "التنزه" ذهابا وايابا بجانب الحوض ومشاهدة السباحين الاولمبيين في الحوض والاستماع الى صافرات المدربين الذين يصدرون تعليمات بلغات لا يفهمها.

ومن وقت الى اخر، يتوقف جوزوي من اجل الدردشة مع احد زملائه او المساعدة في اعادة تركيب الحبل الذي يفصل بين السباحين في الحوض.

ورغم اعترافه بان فرص غرق احد السباحين الاولمبيين شبه معدومة، فهو يؤكد بانه متأهب على الدوام قائلا: "يجب ان نكون متأهبين على الدوام لانهم (السباحون) قد يشعرون في اي لحظة بتقلص عضلي او قد يغرقون. نحن هنا من اجل مساعدتهم".

وواصل: "اذا كانت هناك اي مشكلة، انا اول الاشخاص الذين سيهبون (للمساعدة)"، مشيرا الى ان الاجراءات المتبعة تقضي بان "اغطس، اخرجهم من الحوض وانتظر سيارة الاسعاف".

وعندما سئل عما اذا اضطر للتدخل من اجل انقاذ احد السباحين الاولمبيين، اجاب جوزوي بارتياح: "كلا، اشكر الرب على ذلك".

والحوادث في احواض السباحة خلال الاولمبية ليست خارج الحسابات على الاطلاق، ففي اولمبياد سيول 1988 اصطدم رأس الاميركي غريغ لوغانيس بمنصة الغطس لكنه لم يتعرض لاذى وخرج من الحوض دون مساعدة واكمل المنافسات واحتفظ بذهبيتيه للغطس عن علو 3 و10 امتار.

ما هو مؤكد ان ريبيرو وجوزوي هما محط حسد الكثيرين لان منافسات السباحة في العاب ريو 2016 هي الاكثر استقطابا للجماهير في ظل وجود النجوم الكبار وعلى رأسهم فيليس وليديكي ولوشت والاسترالية كايت كامبل والصيني سون يانغ.

لكن بالنسبة لريبيرو، الاختلاط بنجوم الاحواض ليس سوى يوم اخر في العمل: "بصراحة ان لا اعرفهم. قد اعرف بعض البرازيليين مثل ثياغو بيريرا لكني لم اره هنا".