توقع كافة المتابعين ان يترك انتقال المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى صفوف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي فراغاً رهيباً في نادي برشلونة الإسباني يصعب سده، خاصة بعدما فشل النادي الكتالوني في التعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي فيليب كوتينيو بسبب إصرار نادي ليفربول الإنكليزي على الاحتفاظ بخدماته. 

وكان المتابعون قد توقعوا ان يتراجع الأداء التهديفي للأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز بعد رحيل نيمار عن الفريق ، غير ان "البرغوث" الأرجنتيني، خيب تلك التوقعات بعدما بصم على عروض فنية وتهديفية قوية تعكس شعوره بالمسؤولية تجاه النادي الذي تبناه وجعل منه نجماً وأفضل لاعب في العالم.
 
وبعدما كان العديد من الصحف المقربة من نادي برشلونة قد أكد بأن ميسي قد اسر لنيمار بانه لم يعد يولي الجوائز الفردية اهتماماً كبيراً على أمل إقناعه بالبقاء في "الكامب نو" ، عاد الدولي الأرجنتيني ليؤكد تعطشه للجوائز الفردية التي تساعده على تقديم مردود فني إيجابي لفريقه يساعده على تحقيق نتائج مميزة، وهو ما تحقق بالفعل ، بعدما نجح "البارسا" في تسجيل العلامة الكاملة بحصده 9 انتصارات في 9 مباريات ببطولة الدوري الإسباني وبطولة دوري أبطال أوروبا بفضل الجهود المضنية التي بذلها "البرغوث".
 
وتؤكد صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية في تقرير لها بعد الثلاثة "الهاتريك " التي احرزها ميسي للأرجنتين ليؤهلها الى نهائيات مونديال روسيا ، بأن برشلونة تجاوز مشكلة رحيل نيمار دون ان يترك خلفه آثاراً أو فراغاً بفضل تألق ابن "التانغو".
 
واستعرضت الصحيفة الأرقام التهديفية التي حققها المهاجم الأرجنتيني والتي ترشحه لتسجيل 40 هدفاً جديداً في مسابقة الدوري الإسباني خلال الموسم الجاري بعدما سبق له ان فعلها في ثلاثة مواسم سابقة عندما سجل 50 هدفاً في موسم (2011-2012) ، ثم إحرازه لـ 46 هدفاً في موسم (2012-2013) ، ثم توقيعه على 43 هدفاً في موسم (2014-2015) ثم اقترابه من حاجز الـ 40 هدفاً في الموسم المنصرم عندما سجل 37 هدفاً.
 
وجاء ترشيح ميسي لبلوغ او تجاوز سقف الأربعين هدفاً للمرة الرابعة بعد الإنطلاقة السريعة والقوية له بتوقيعه على 11 هدفاً في 7 مباريات بمعدل 1.6 هدف في المباراة الواحدة ، وهو المعدل الذي يعزز من فرصته في تسجيل 40 هدفاً على الاقل عند نهاية الموسم، كما يعزز من آماله في إحراز 50 هدفاً طالما ان الموسم لا يزال أمامه 30 جولة قبل ختام منافسات الموسم .
 
وتؤكد جل وسائل الإعلام بان رحيل نيمار سجل حافزاً قوياً لميسي ليبذل جهداً مضاعفاً لصالح برشلونة، خاصة بعدما فشلت إدارة النادي في التعاقد مع البرازيلي كوتينيو الذي تمت المراهنة عليه ليضفي حيوية على خط الوسط، ثم تعرض الفرنسي عثمان ديمبيلي للإصابة جعلته يخرج من حسابات الفريق بعدما منحه الطاقم الطبي راحة لعدة أشهر، تحتاج معها عودته الى مستواه لفترة اطول.
 
هذا ونجح ميسي وهو على مشارف سن الـ 31 عاماً في تسجيل افضل بداية له بعدما بلغ رصيده الإجمالي من الأهداف 16 هدفاً ، منها 13 هدفاً مع ناديه برشلونة في مسابقتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا و 3 أهداف مع منتخب بلاده في مرمى الإكوادور جعلت منه نجماً بلا منازع.
 
ومن شأن هذه البداية القوية ان تعزز من حظوظ ميسي في استعادة جائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في العالم لعام 2017 بعدما كان اللاعب الأفضل على المستوى الفردي والجماعي بكل المقاييس التهديفية والتكتيكية في وقت ان منافسيه البرتغالي كريستيانو رونالدو و البرازيلي نيمار دا سيلفا يظهران بأداء متذبذب.
 
وبعد تألق ميسي، فإنه يتأكد للجميع بأن برشلونة كان المستفيد الأكبر من رحيل نيمار عن صفوفه فنياً ومالياً، وان الخاسر الاكبر سيكون "الفتى البرازيلي" خاصة في حال استمر "البرغوث الأرجنتيني" في توهجه، ليتأجل حلمه في الفوز بـ "الكرة الذهبية" طالما بقي "ابن التانغو" على أرض الملاعب نجماً.