لا تزال الانتقادات تطال إدارة نادي ريال مدريد الإسباني ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان بسبب تسريح المهاجم الإسباني ألفارو موراتا لصالح نادي تشيلسي الإنكليزي في الميركاتو الصيفي المنصرم على الرغم من أدائه المتميز ورصيده التهديفي الإيجابي في الموسم الماضي وإسهامه الكبير في إحراز الفريق لثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا بسبب أهدافه الحاسمة.
وفي وقت يعاني فيه الفريق المدريدي من ضعف في خط المقدمة ونقص الفعالية لدى مهاجميه، فإن موراتا يصنع أفراح فريقه اللندني في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة "سبورت" الإسبانية تقريراً إحصائياً أكدت من خلاله بأن بيع موراتا كان قراراً خاطئاً وارتجاليا لم يراعِ فيه الرئيس فلورنتينو بيريز مصلحة الحسابات التكتيكية لمدربه زيدان بقدر ما راعى خزينة النادي التي استفادت من 80 مليون يورو نظير تحويله إلى العاصمة لندن.
وتشير الأرقام إلى أن موراتا سجل لتشيلسي في مسابقة "البريميرليغ" الإنكليزية أكثر مما سجله ثلاثي "البي بي سي" لصالح ريال مدريد في "الليغا" الإسبانية بعدما احرز المهاجم الشاب 7 أهداف هذا الموسم، منها هدفه الأخير في القمة التي جمعت تشيلسي بمضيفه مانشستر يونايتد ، والتي بفضلها استعاد أبناء العاصمة لندن عافيتهم، مقابل اكتفاء الثلاثي المدريدي بتسجيل 4 أهداف فقط بواقع هدفين للويلزي غاريث بيل وهدف لكل من البرتغالي كريستيانو رونالدو (الهداف التاريخي للنادي) وهدف للفرنسي كريم بن زيمة.
واستغربت الصحافة الإسبانية القرار الارتجالي الذي اتخذته الإدارة الملكية ببيع موراتا لنادي تشيلسي رغم أن الحصيلة التي حققها الموسم المنصرم كانت إيجابية وأفضل من حصيلة أي فرد من أفراد ثلاثي "البي بي سي" من حيث الفعالية والأهداف الحاسمة التي تعيد الفريق إلى أجواء المباراة أو تمنحه فوزاً قاتلا.
ونجح موراتا في إحراز 20 هدفاً خلال 1872 دقيقة فقط لعبها بموسم (2016-2017) في مختلف المسابقات الرسمية أي انه نجح في هز الشباك بهدف كل 93 دقيقة ، في وقت أن رونالدو كان يحتاج إلى 98 دقيقة ليسجل هدفاً، فيما يحتاج بن زيمة إلى 170 دقيقة ليحرز هدفاً، بينما يتطلب غاريث بيل لعب 215 دقيقة للتوقيع على هدف في المباراة .
والحقيقة أن معطيات كثيرة كانت تفرض على إدارة ريال مدريد الاحتفاظ بموراتا وتسريح فردين من ثلاثي "البي بي سي" في الانتقالات الصيفية المنصرمة ، حيث كان المهاجم الإسباني الحلقة الأفضل من حيث الفعالية الهجومية فيما يعتبر الأصغر من حيث عامل السن، على اعتبار أن رونالدو تجاوز الـ 32 عاماً من عمره ، و بن زيمة تجاوز الـ 30 عاماً و غاريث بيل تجاوز الـ 28 عاماً ، في حين لا يزال موراتا في الـ 25 من عمره أي انه يمثل مستقبل الهجوم المدريدي .
ومن هنا يتضح ان بيريز فرط في 237 مليون يورو، كان بإمكان خزينته ان تستفيد منها لو تحلى بالشجاعة وباع أفراد الثلاثي الهجومي والاحتفاظ بموراتا والتعاقد مع مهاجمين آخرين بإمكانهما ضخ دماء أكثر حيوية لشرايين "الهجوم الملكي".
التعليقات