لم تنتظر الصحافة البريطانية كثيراً لترد على تصريحات المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد عندما برر هيمنة مانشستر سيتي على بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز بقيمة التعاقدات التي قام بها والتي تجاوزت 300 مليون جنيه إسترليني منذ تولي الإسباني بيب غوارديولا الإشراف الفني على "السيتزن" في صيف عام 2016 .

وكان مورينيو قد أطلق تصريحات صحيفة بأنه لو أتيحت له الفرصة لإنفاق المبالغ في مانشستر يونايتد مثل التي انفقها مانشستر سيتي ، لتمكن من تحقيق نفس النتائج.
 
هذا و ودع مانشستر يونايتد سباق المنافسة على لقب الدوري الممتاز ليس فقط بسبب الانتصارات المتتالية التي حققها جاره مانشستر سيتي و جعلته يبتعد في الصدارة بفارق مريح ، ولكن بسبب النتائج المتواضعة التي سجلها "الشياطين الحمر" كان آخرها تعادلهم على أرضهم أمام بيرنلي.
 
و في هذا السياق سارعت صحيفة "ذا صن" البريطانية إلى كشف فاتورة الإنفاق على التعاقدات الصيفية والشتوية التي قام بها نادي مانشستر يونايتد منذ صيف عام 2013 ، وتحديداً منذ اعتزال مدرب الفريق الشهير الإسكتلندي السير اليكس فيرغسون ، والذي جعل من الفريق أحد أقوى أندية إنكلترا و أكثرها تتويجاً بالألقاب.
 
وبحسب أرقام الصحيفة فان مانشستر يونايتد انفق 600 مليون باوند إسترليني أي أكثر مما أنفقه جاره "السيتي" ، من اجل القيام بثورة إحلال بعدما تعاقد مع 22 لاعباً ، حيث لم يبقى من عناصر المدرب الإسكتلندي سوى بعض الأسماء على غرار الحارس دافيد دي خيا و لاعب الوسط مايكل كاريك.
 
وأكدت الصحيفة أن النادي ظل ينفق أكثر مع كل موسم جديد ، وبالتزامن مع تغيير جهازه الفني ، حيث تداول على تدريبه ثلاثة مدربين بداية بالإسكتلندي دافيد مويز مروراً بالهولندي لويس فان غال ونهاية بالبرتغالي جوزيه مورينيو ، إلا أن أحوال الفريق بقيت كما هي ، ولم تتغير بتلك التغييرات العديدة بل أنها أدت إلى مزيد من التراجع .
 
و رغم بلوغ حجم الإنفاق على التعاقدات والتي وصلت إلى سقف الـ 600 مليون باوند في ظرف أربعة أعوام أي بمعدل تجاوز الـ 150 مليون كل موسم ، إلا أن الحصيلة بقيت متواضعة ، حيث اخفق "اليونايتد" في إحراز البطولة منذ اعتزال فيرغسون ، حتى انه ظل يخرج مبكراً من سباق المنافسة على اللقب ، ويفشل حتى في إنهاء الموسم ضمن الرباعي الأول في الترتيب العام ، لتبقى إبرز انجازاته بحصوله على لقب كأس الاتحاد في عام 2016 ثم كأس الرابطة وأخيراً لقب الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الذي احرزه الموسم المنصرم.
 
وكانت وسائل الإعلام قد انتقدت التبريرات التي صاغها مورينيو لتفسير تواضع نتائج "اليونايتد"، و عجزه عن مجاراة إيقاع فريقي مانشستر سيتي في الموسم الجاري ، وتشيلسي في الموسم المنصرم ، إذ يحاول مورينيو تبرئة نفسه من هذا الفشل ونسبه إلى اللاعبين وإدارة النادي في وقت انه يبقى المسئول الرئيسي على تلك النتائج ، خاصة انه اشرف بنفسه على سوق الانتقالات في عام 2016 ثم عام 2017 ، إذ كان يفترض أن تكون صفقاته ناجحة إلا أن الملعب كشف بانه تعاقد مع لاعبين غير مؤهلين أو انه لم ينجح في توظيفهم بشكل إيجابي.
 
هذا وبدا واضحاً ان "السبيشل وان" بتصريحاته لا يريد فقط تبرئة نفسه من الحصيلة السلبية التي حققها مانشستر يونايتد ، ولكنه يريد أيضا تقزيم تفوق غريمه غوارديولا و اعتباره غير مساهم في ما يمكن أن يحققه مانشستر سيتي من ألقاب و بطولات بنهاية الموسم.