عمت مظاهر الفرح شوارع القاهرة بعيد منتصف ليل الاربعاء الخميس، بعدما امتلأت بآلاف المصريين المحتفلين بتأهل منتخب بلادهم إلى نهائي كأس الأمم الافريقية في كرة القدم، عبر إطلاق العنان لأبواق السيارات والصافرات والتلويح بالاعلام.

وبلغت مصر النهائي بفوزها على بوركينا فاسو بركلات الترجيح 4-3، اثر التعادل في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1، في مباراة كان نجمها الحارس المخضرم عصام الحضري، بصده ركلتي ترجيح.

وتحمل مصر الرقم القياسي في عدد القاب البطولة (سبعة القاب)، علما انها غابت عن النسخ الثلاث الاخيرة، منذ احرازها لقب 2010.

وقال شهاب علاء (25 عاما) الذي كان يتابع المباراة في احد مقاهي وسط القاهرة، بفرح كبير "الثامنة ان شاء الله"، في اشارة الى لقب ثامن محتمل، في حال فوز منتخب الفراعنة في النهائي المقرر الاحد في العاصمة الغابونية ليبرفيل، على المتأهل من نصف النهائي الثاني الذي يجمع الخميس غانا والكاميرون.

وفي المقهى نفسه الواقع بحي العجوزة، لم يخف العشرات حماستهم وفرحهم الكبير بالتأهل. كما اكتظت تقاطعات رئيسية في العاصمة المصرية بالسيارات التي لوح ركابها بالاعلام.

وعلى وقع ابواق السيارات، هتف كثيرون "مصر، مصر، مصر" وهم يلوحون بالاعلام، بينما قام آخرون بالتقاط صور ذاتية "سيلفي".

وقال اسلام ناصر (29 عاما) "انا سعيد للغاية"، مضيفا "المباراة كانت جميلة جدا. كنت اشعر باننا سنفقد المباراة، لكن الحمدلله كسبنا".

اضاف "مصر بالذات مع ظروف البلد، محتاجة ان تفرح وان نكون كلنا يدا واحدة"، معتبرا ان الفوز "سيعطي طاقة ايجابية للناس".

ويواجه المصريون منذ اشهر ارتفاعا كبيرا في الاسعار منذ ان قررت الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر تحرير سعر صرف الجنيه ورفع اسعار المحروقات في اطار خطة اصلاح اقتصادي مرتبطة بقرض من صدوق النقد الدولي قيمته 12 مليار دولار على ثلاث سنوات.

الا ان الحماسة المصرية اللامتناهية تجاه كرة القدم، وضعت جانبا هذه الازمات الاقتصادية خلال متابعة نصف النهائي.

واكتظت المقاهي برواد يدخنون النرجيلة ويحتسون الشاي، ويهتفون مرارا مع كل فرصة مصرية للتسجيل "حلوة، حلوة".

وقال المهندس محمد عبد السلام (46 عاما) "بهذا (الفوز) اخدنا مكانتنا وسط الدول الافريقية ورجعت مصر رائدة القارة".

وهيمنت مصر بشكل كبير على كرة القدم الافريقية خلال العقود الماضية، لاسيما بين العامين 2006 و2010 عندما احرزت كأس الامم الافريقية ثلاث مرات تواليا. الا ان المنتخب غاب عن البطولة منذ احراز لقبه الاخير، وتراجع مستواه في ظل الازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ عام 2011.

وقال محمد الجبالي (37 عاما) "نحنا بحاجة الى ما يفرحنا، ينسينا الكثير من التعب والمشاكل".

واعتبر احمد ياسين (34 عاما) ان "90 مليون مصري كانوا يريدون ان يطمئنوا اننا سنعبر هذه المباراة بالسلامة"، معتبرا ان لاعبي المنتخب أدوا بشكل جيد، الا ان الوقت الاضافي تطلب منهم مجهودا كبيرا".

وفي مدينة 6 اكتوبر في غرب العاصمة، تجمع الآلاف في احدى الساحات العامة لمتابعة المباراة، ورددوا بعد الفوز "ارفع راسك فوق انت مصري"، و"تحيا مصر".