عادت تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم ("في ايه آر") الى إثارة الجدل منذ استخدامها في المباراة الأولى من المرحلة الأولى للدوري الألماني لكرة القدم، ولاقت انتقادات حادة من مدرب هوفنهايم يوليان ناغلسمان.

واستخدمت التقنية في المباراة الأولى من الدوري بين حامل اللقب بايرن ميونيخ وهوفنهايم الجمعة، والتي انتهت بفوز الأول 3-1. وبقي التعادل 1-1 سيد الموقف حتى الدقائق العشر الأخيرة، عندما احتسب الحكم باستيان دانكرت ركلة جزاء لصالح بايرن بعد سقوط الفرنسي فرانك ريبيري في منطقة الجزاء، اثر احتكاك مع لاعب هوفنهايم النروجي هافارد نوردفيت.

الا أن لقطات الإعادة التلفزيونية أظهرت أن ريبيري قفز من فوق منافسه، ولم يكن ثمة احتكاك لدرجة تستدعي احتساب ركلة جزاء. واعتبر مدرب هوفنهايم أن هذه الحادثة كان يجب أن تخضع لإعادة بتقنية الفيديو.

وقال "سيبقى لغزا بالنسبة إلي عدم التدقيق في ما حصل قبل (احتساب) ركلة الجزاء"، معتبرا أن "كرة القدم هي رياضة احتكاك، وفي حال تمت عرقلة مسار لاعب من دون احتكاك، فهذا ليس خطأ".

وسأل "أين كان حكام الفيديو المساعدون؟".

والمفارقة أن تقنية الفيديو استخدمت في ركلة الجزاء لكن لسبب آخر. فبعدما سدد مهاجم بايرن روبرت ليفاندوفسكي الكرة وتصدى لها حارس هوفنهايم أوليفر باومان، تابعها روبن في المرمى مسجلا الهدف الثاني. الا أن الحكم أعاد تنفيذ الركلة بعدما لاحظ حكام الفيديو أن روبن دخل منطقة الجزاء بشكل مبكر. ونجح ليفاندوفسكي في المحاولة الثانية مباشرة، مانحا فريقه التقدم 2-1 في الدقيقة 82، قبل أن يضيف روبن الهدف الثالث في الوقت المحتسب بدل ضائع.

وتابع ناغلسمان انتقاداته لما جرى بحدة قائلا "كان ثمة فترة غباء في متابعة الفيديو (...) لا حاجة لوضع 14 شاشة في كولن (في إشارة الى مركز التحكم المركزي بتقنية الفيديو في الدوري)، ضعوا المزيد من الشاشات في الملعب. سيكون الأمر أقل كلفة".

وأتت التصريحات من جهة بايرن متوافقة مع ما أدلى به ناغلسمان لجهة عدم أحقية ركلة الجزاء. وقال المدرب الكرواتي للنادي نيكو كوفاتش "لا أعتقد أنها كانت واضحة. (لو كنت حكما) لما كنت قد احتسبتها".

أما المهاجم توماس مولر مسجل الهدف الأول لبايرن، فاختار المزاح وسيلة للتعليق على استخدام التقنية، بقوله أنها مفيدة للمشجعين لأنها "تمنح وقتا إضافيا أوتوماتيكيا، ما يوفر للمشجعين قيمة مضافة للأموال التي يدفعونها".

واستخدمت تقنية الفيديو في الدوري الألماني للمرة الأولى الموسم الماضي، ولم تسلم من الانتقادات. وإضافة الى هذه الانتقادات التي حضرت أيضا في مختلف أماكن استخدام التقنية، أكان في بطولات أوروبية أخرى أو في كأس العالم 2018 في روسيا، كان الوضع أسوأ في ألمانيا.

ومن الأمور التي سجلت في الموسم الماضي، استبدال المشرف على التقنية هلموت كروغ في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 على خلفية اتهامات بالتلاعب والتأثير على نتائج مباريات. أما الحادثة الأشهر فكانت في مباراة بين ماينتس وفرايبورغ في نيسان/أبريل 2018، عندما استدعى الحكم اللاعبين الى أرض الملعب من غرف الملابس، لتنفيذ ركلة جزاء لصالح ماينتس، أظهرت تقنية الفيديو وجودها بعد إطلاق صافرة نهاية الشوط.

وانتهت المباراة بفوز ماينتس بهدفين نظيفين، أحدهما من ركلة الجزاء.