تحاول الأميركية المخضرمة سيرينا وليامس العائدة هذه السنة الى ملاعب كرة المضرب بعد وضع مولودتها الأولى الصيف الماضي، أن توفق بين الأمومة ومتطلبات العودة الى المنافسة، وستكون في فلاشينغ ميدوز الأميركية مع محاولة التتويج بلقبها الرابع والعشرين في البطولات الكبرى.

تحمل سيرينا الرقم القياسي في عدد ألقاب بطولات الغراند سلام في عصر الاحتراف، في رقم لا تتفوق عليه سوى الأسترالية مارغريت كورت التي حققت 24 لقبا غالبيتها قبل بدء تطبيق نظام الاحتراف عام 1968.

وفي آخر البطولات الكبرى لهذا الموسم، والتي تنطلق الاثنين وتستمر حتى التاسع من أيلول/سبتمبر، ستسعى سيرينا الى لقبها السابع في فلاشينغ ميدوز، والانضمام الى كورت والأسترالية إيفون غولاغونغ والبلجيكية كيم كلايسترز، كاللاعبات الوحيدات اللواتي توجن بلقب كبير بعد الإنجاب.

الا أن عودة سيرينا الى الملاعب كانت متفاوتة، فهي بلغت نهائي بطولة ويمبلدون الإنكليزية، ثالثة البطولات الكبرى، في تموز/يوليو الماضي، قبل أن تخسر أمام المصنفة أولى عالميا سابقا الألمانية أنجيليك كيربر.&

الا أن أداء الأميركية في الدورات اللاحقة لم يكن على قدر الآمال. وقالت بعد الخسارة في الدور الثاني لدورة سينسيناتي الأميركية الأسبوع الماضي أمام التشيكية بترا كفيتوفا "لا زلت في البداية، مسار العودة سيكون طويلا".

وقبل نحو ثلاثة أسابيع، تلقت سيرينا أيضا خسارة كانت الأسوأ لها في مسيرتها، وذلك بنتيجة 1-6 وصفر-6 أمام البريطانية جوهانا كونتا.

وكشفت سيرينا في وقت لاحق أن جل ما كانت تفكر به يومها، كان إطلاق السراح المشروط الذي منح لقاتل أختها غير الشقيقة يتوندي برايس، والذي علمت به قبل دقائق من دخولها ملعب المباراة.

كان هذا التصريح إشارة إضافية على التداخل الكبير بين الحيزين الخاص والرياضي في مسيرة "الأم" سيرينا. اللاعبة الصلبة التي هيمنت على منافسات كرة المضرب لأعوام، لم تخف منذ وضع مولودتها الأولى أليكسيس أولمبيا في أيلول/سبتمبر 2017، أنها تعاني للتوفيق بين واجباتها كأم والتواجد مع ابنتها بشكل كاف، ومتطلبات كرة المضرب المحترفة.

ولم تقدم سيرينا مستوى ثابتا في الدورات الست التي شاركت فيها هذا الموسم، لاسيما في رولان غاروس الفرنسية حيث انسحبت بسبب الإصابة قبل مواجهة مرتقبة في ثمن النهائي مع الروسية ماريا شارابوفا.

وقالت "في خلاصة الأمور، كل لعبي يجب أن يتحسن"، لاسيما اذا ما أرادت أن تتفادى إنهاء الموسم من دون لقب كبير للمرة الأولى منذ 2011.

أضافت "أشعر بأن علي أن أكون صالحة بحق نفسي (...) علي أن أكون سعيدة، أن أواصل العمل بشكل جاد"، مشددة على أن الجهود التي تبذلها "ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف".

- هاليب مرتاحة -

منحت سيرينا المركز 17 في تصنيف المشاركات في البطولة الأميركية، وهو أفضل بتسعة مراكز من تصنيفها العالمي حاليا. الا أنها تواجه مسارا معقدا في نيويورك، قد يؤدي الى مواجهتها شقيقتها الكبرى فينوس في الدور الثالث، والمصنفة أولى عالميا الرومانية سيمونا هاليب في الدور الرابع.

وأعربت هاليب (26 عاما) عن ثقتها بأدائها قبيل انطلاق فلاشينغ ميدوز، وستخوضها من دون ضغوط لاسيما بعدما فكت النحس الذي لازمها في بطولات الغراند سلام.

وتدخل الرومانية منافسات فلاشينغ ميدوز وهي حاملة للقب رولان غاروس الفرنسية، أول لقب كبير في مسيرتها بعدما خسرت ثلاث مباريات نهائية في بطولات كهذه (رولان غاروس 2014 و2017، وأستراليا 2018).

وتظهر هاليب هذه السنة نضوجا إضافيا على أرض الملعب أتاح لها بلوغ المباراة النهائية في ست دورات شاركت بها. وقالت الرومانية في نيويورك "لا أشعر بالضغط (...) ثمة شيء ما تغير في داخلي. أشعر براحة أكبر".

أضافت "حققت حلميّ بأن أكون مصنفة أولى عالميا وأحرز لقب بطولة كبرى. قلت دائما بأن صدارة التصنيف العالمي من دون لقب في الغراند سلام لا تعني أنك اللاعبة الأولى".

وتابعت "بعد بطولة فرنسا المفتوحة، بدأت فعليا بالاعتقاد أنني الأولى".

في المقابل، تشارك المصنفة ثانية عالميا الدنماركية كارولاين فوزنياكي وسط شكوك حول وضعها البدني، اذ انسحبت مؤخرا من دورة واشنطن بسبب إصابة في الرجل اليمنى، ومن سينسيناتي بسبب الركبة اليسرى.

وتجد الأميركية سلون ستيفنز نفسها في موقف لم تعهده من قبل، اذ ستخوض حملة الدفاع عن لقبها الأول في البطولات الكبرى، والذي أحرزته العام الماضي في نيويورك، وتبدو مرشحة لبلوغ النهائي للمرة الثالثة في آخر خمس بطولات غراند سلام شاركت فيها.

الا أن أداء ستيفنز كان متفاوتا في الأشهر الماضية: فبعد تتويجها الأميركي، خسرت ثماني مباريات متتالية، قبل أن تحرز لقب دورة ميامي الأميركية في آذار/مارس وتبلغ نهائي رولان غاروس ونهائي مونتريال الكندية، لتخسر في المناسبتين أمام هاليب.

ومن المرشحات أيضا بطلة ويمبلدون الألمانية كيربر التي بلغت ربع النهائي على الأقل في البطولات الكبرى هذه السنة، بعدما أقصيت من الدور الأول لفلاشينغ ميدوز 2017 عندما كانت تدافع عن لقبها فيها.