تنتقل مطاردة السائق الألماني سيباستيان فيتل لبطل العالم سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في الترتيب العام، الى حلبة مونزا الإيطالية معقل فريقه فيراري، والتي تستضيف في نهاية الأسبوع المرحلة الرابعة عشرة من بطولة العالم في الفورمولا واحد.

في نهاية الأسبوع الماضي، تمكن فتيل على حلبة سبا-فرانكورشان البلجيكية، من انتزاع الفوز بعد انطلاقه من المركز الثاني خلف هاميلتون، بتجاوز في اللفة الأولى على الجزء المستقيم من الحلبة، ما دفع السائق البريطاني للإقرار بأن فيراري تفوقت بسرعتها على مرسيدس، الفريق الذي يهيمن على لقب بطولة العالم للسائقين والصانعين منذ العام 2014.

ومع انتقال البطولة الى الحلبة الإيطالية الشهيرة التي تعرف بأجزائها السريعة، سيعود التنافس بين بطلي العالم أربع مرات، على من يسبق الثاني الى فوزه السادس هذا الموسم، في السباق الرابع عشر من أصل 21.

وتمكن فيتل بنتيجته البلجيكية، من تقليص الفارق مع المتصدر هاميلتون الى 17 نقطة، وهو يأمل بمنح فيراري الفوز الأول في مونزا منذ عام 2010 (مع الإسباني فرناندو ألونسو)، وأن يصبح ثاني سائق في التاريخ يفوز بالسباق الشهير مع ثلاثة فرق مختلفة (2008 مع تورو روسو، و2011 و2013 مع ريد بول)، بعد البريطاني ستيرلنغ موس (1959 مع كوبر-كلايماكس، و1957 مع فانوول، و1956 مع مازيراتي).

الا أن هاميلتون لن يكون منافسا سهلا في مونزا، حيث سبق له الفوز أربع مرات (2012، 2014، 2015 و2017)، وهو الثاني في ترتيب السائقين من حيث عدد الانتصارات على هذه الحلبة، تساويا مع البرازيلي نيلسون بيكيه، وبسباق أقل من الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر.

كما انتزع هاميلتون المركز الأول عند الانطلاق في الأعوام الأربعة الأخيرة.

وقال فيتل بعد تتويجه في بلجيكا "أعتقد أننا قمنا بكل شيء بالطريقة الصحيحة في سبا، وأعتقد أنه إطراء كبير بأن ينوه الناس بمحركنا الآن، لأنه في الأعوام الخمسة الماضية لم ينوه أحد سوى بمحرك مرسيدس".

أضاف "الآن لدينا سيارة جيدة يبدو أنها تعمل بشكل جيد في كل مكان (على كل حلبة)، لذا آمل في أن نتمكن من نقل هذا الزخم الى مونزا".

وتابع "من الجيد حصول تغيير وأعتقد أن كل هذا يجعل من مارانيلو (مقر فيراري في إيطاليا) وكل المشجعين وقسم المحركات التابع لنا، سعداء جدا".

وتعرف الحلبة الإيطالية بالمد الأحمر الذي تشهده مدرجاتها خلال عطلة نهاية الأسبوع دعما لسائقي فيراري من قبل المشجعين. ولم يسبق لفيتل أن صعد الى قمة منصة التتويج أمامهم بألوان الفريق الأحمر، اذ اكتفى بالحلول ثانيا في 2015 وثالثا عامي 2016 و2017.

على رغم ذلك، لم يخف فيتل سعادته الغامرة باللحظة التي يحتاج فيها المشجعون أرض الحلبة بعد السباق وأثناء تتويج السائقين الثلاثة الأوائل.

وقال "اذا كنت ترتدي اللون المناسب (في إشارة الى الأحمر)، وهذا ما أقوم به، أعتقد أن مونزا هي دائما القمة المطلقة (للموسم). كسائق سباقات، لا أعتقد أنه ثمة طريقة لجعل الأمر أفضل مما هو عليه" في الحلبة الإيطالية.

- السرعة مفتاح الفوز -

وتبدو سيارة فيراري في أفضل حال لكسر هيمنة مرسيدس على سباق مونزا في الأعوام الأربعة الماضية، وذلك عبر هاميلتون وزميله السابق الألماني نيكو روزبرغ الفائز بالسباق في 2016، عام تتويجه بلقب بطولة العالم.

وأقر هاميلتون بصراحة بعد سباق بلجيكا، بأن سيارة فيراري كانت أسرع. وقال "قدمنا كل شيء اليوم (الأحد)، الا أن فيراري تجاوزتنا وكان من الصعب أن نعادل أوقاتها (...) كانوا أسرع منا في الأجزاء المستقيمة من الحلبة، ولم يكن ثمة ما يمكننا القيام به".

وتابع "للأسف، فيراري تساوت معنا (بالسرعة) وتفوقت علينا"، مشددا على ضرورة تحسين الأداء لاسيما في المجالات "حيث يتفوقون علينا".

وحذر هاميلتون من أن سيارة الفريق الإيطالي قد تتمتع بأفضلية على حلبة مونزا التي تعد من الأسرع في روزنامة البطولة، وأن سيارة مرسيدس "قد تعاني لمجاراة" سرعة سيارة الفريق الإيطالي.

الا أن مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف، بدا أقل قلقا من سائقه، معتبرا بعد السباق البلجيكي أن حلبة "سبا لطالما كانت مخادعة بالنسبة إلينا".

أضاف "مونزا كانت جيدة. لذا أنا فضولي لمعرفة كيف ستسير الأمور. العام الماضي كنا الى حد كبير مسيطرين على كامل عطلة نهاية الأسبوع (التجارب الحرة والتأهيلية والسباق)، بينما حظي فريق فيراري بأسوأ نهاية أسبوع له في كل الموسم".

وتابع "لذلك، أنا لست قلقا على صعيد الأداء".

الى ذلك، يسعى فريقا ريد بول ورايسينغ بوينت فورس انديا الى البناء على ما حققاه في بلجيكا، اذ حل الأسترالي دانيال ريكياردو (ريد بول) رابعا، بينما انطلق سائقا فورس انديا الفرنسي استيبان أوكون والمكسيكي سيرجيو بيريز من المركزين الثالث والرابع تواليا.