أعلن نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني عزمه استئناف قرارات اتحاد كرة القدم الأميركي الجنوبي (كونميبول) بفرض غرامة مالية وإقامة مباراتين دون جمهور بحق غريمه ريفر بلايت، وذلك في أعقاب إعلان الهيئة القارية إقامة المباراة المؤجلة بين الغريمين في نهائي مسابقة كوبا ليبرتادوريس، في مدريد.
وبعد مد وجزر بشأن إياب الدور النهائي الذي يجمع للمرة الأولى بين الغريمين الأرجنتينيين، أعلن الاتحاد القاري الخميس إقامته في التاسع من كانون الأول/ديسمبر على ملعب سانتياغو برنابيو التابع لنادي ريال مدريد، في العاصمة الإسبانية الواقعة على مسافة نحو عشرة آلاف كلم من بوينوس ايريس.
وفي اليوم ذاته، عاقب الاتحاد ريفر بحرمانه الجمهور في ملعبه لمباراتين في السنة المقبلة وغرامة مالية بقيمة 400 ألف دولار، على خلفية تعرض مشجعيه لحافلة بوكا قبيل مباراة الإياب التي كانت مقررة السبت الماضي على ملعب "مونيومنتال" التابع لريفر (الذهاب 2-2 على ملعب بوكا).
وكان بوكا قد تقدم هذا الأسبوع بطلب الى الاتحاد القاري لتطبيق مواد في قوانيه تتصل بحالات مماثلة، تشمل اعتبار منافسه خاسرا أو إقصائه من المسابقات. وعليه، اعتبر أن العقوبات المتخذة غير كافية.
وأعلن بوكا مساء الخميس عزمه على استئناف هذه العقوبات أمام الهيئات المعنية في كونميبول، ملوحا باللجوء لمحكمة التحكيم الرياضي في سويسرا. وأكد النادي أنه "لا يشارك" اللجنة التأديبية لكونميبول، الحجج التي تقدمت بها لتبرير اقتصار العقوبات على منع الجمهور والغرامة.
وأتى بيان بوكا بعيد إعلان رئيس الاتحاد القاري أليخاندرو دومينغيز إقامة مباراة الإياب على ملعب سانتياغو برنابيو الذي يتسع لنحو 81 ألف متفرج، وأن رئيس ريال فلورنتينو بيريز عرض استخدامه "مجانا".
وأوضح دومينغيز "مدريد هي المدينة التي تتواجد فيها أكبر جالية أرجنتينية في العالم (...) هي عاشر مدن العالم أمانا، لديها مطار متصل بشكل كبير (برحلات من أميركا الجنوبية)، هي مدينة ذات ثقافة كرة قدم".
ويقدر عدد الأرجنتينيين المقيمين بشكل قانوني في إسبانيا بنحو 72 ألف شخص، بحسب الاحصاءات الرسمية للبلد الأوروبي.
- لا مكان لمثيري الشغب -
وأوضح دومينغيز أنه سيُسمَح لمشجعي الفريقين بدخول مدرجات الملعب، وهو ما لم يكن متاحا بحال إقامتها في الأرجنتين.
وتم منع مشجعي الفرق الأرجنتينية من حضور مباريات فرقها خارج ملعبها منذ عام 2013 بسبب العنف المتصل باللعبة الشعبية، والذي أودى بأكثر من 300 شخص في الأعوام الخمسين الأخيرة،بحسب جمعية "سالفيموس ال فوتبول" ("لننقذ كرة القدم") الخيرية.
وحذر دومينغيز مثيري الشغب في الملاعب الذين يعرفون في الأرجنتين باسم "بارابرافاس"، من الانتقال الى إسبانيا لحضور المباراة.&
وقال "لا ينبغي أن يحلم هؤلاء حتى بالذهاب. لا مكان لهم"، متابعا "أنا متأكد من أن الرسالة التي سيبعث بها المشجعون (الذين سيحضرون المباراة) هي ما ينتظره العالم: الأخيار سيفوزون هذه المرة".
وكانت مباراة الإياب مقررة السبت على ملعب ريفر، الا أن تعرض الحافلة للاعتداء بالعصي والحجارة، وإصابة عدد من اللاعبين جراء الزجاج المتناثر وأيضا الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة لتفريق الجموع، أدى بداية لإرجائها لوقت لاحق في الأمسية نفسها.
لكن الاتحاد القاري عاد ورحّل المباراة الى اليوم التالي (الأحد 25 تشرين الثاني/نوفمبر). وقبل ساعات من الموعد الجديد، أعلن إرجاء المباراة حتى إشعار آخر لأن الظروف غير ملائمة لإقامتها.&
وفي أعقاب اجتماع الثلاثاء في الباراغواي حيث مقر كونميبول، بين مسؤولي الاتحاد وممثلين للناديين، تقررت إقامة المباراة خارج الأرجنتين، وحدد زمانها ومكانها من قبل الاتحاد القاري أمس الخميس.
وطالب بوكا باعتباره فائزا باللقب ومنحه الكأس، علما أن الاتحاد سبق له اللجوء للمواد القانونية المرتبطة بحالات مماثلة، عندما أقصى بوكا قبل ثلاثة أعوام من المسابقة نفسها، على خلفية قيام أحد مشجعيه برش رذاذ الفلفل نحو لاعبي ريفر بلايت، خلال لقاء بين الفريقين في الدور ربع النهائي. وأحرز ريفر لقب المسابقة ذاك الموسم في نهاية المطاف.
الا أن الفارق بين الحالتين، هو أن حادثة عام 2015 حصلت داخل ملعب بوكا، ما يحمل النادي مسؤولية مباشرة، في حين أن اعتداء السبت وقع خارج حدود الملعب، ما يرفع المسؤولية عمليا عن ريفر.
- مدريد تستضيف نهائيين -
ومع اختيار سانتياغو برنابيو لاستضافة إياب النهائي، ستستضيف العاصمة الإسبانية نهائيي مسابقتين كرويتين كبيرتين في ظرف أشهر، اذ من المقرر أن تقام المباراة النهائية للمسابقة الموازية في القارة العجوز، أي دوري أبطال أوروبا، على ملعب واندا متروبوليتنانو العائد لأتلتيكو مدريد في الأول من حزيران/يونيو 2019.
وخلال الأيام الماضية، طرحت أسماء مدن عدة لاستضافة مباراة الإياب في لقاء الغريمين الذي يعرف بـ "سوبر كلاسيكو"، من عاصمة الباراغواي أسونسيون، الى الدوحة ومدينتين جنوى الإيطالية وبيلو هوريزونتي البرازيلية، وصولا الى ملعب كامب نو التابع لنادي برشلونة الإسباني.
وبعد إعلان اختيار سانتياغو برنابيو، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر "تويتر"، عن "استعداد" بلاده للاستضافة، مؤكدا أنها "جاهزة لنشر العدد الضروري والكافي لضمان أمن الحدث" في الملعب.
وسيكون هذا النهائي الأخير بنظام الذهاب والإياب لكوبا ليبرتادوريس، حيث تقرر اعتماد نظام المباراة النهائية اعتبارا من 2019. ويقام النهائي الأول في العاصمة التشيلية سانتياغو.&
ويمثل الفائز بلقب المسابقة، قارة أميركا الجنوبية في كأس العالم للأندية في الإمارات، والتي تنطلق في 12 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
ويعود الفوز الأخير لبوكا جونيورز بلقب المسابقة إلى 2007 عندما ظفر بلقبه السادس. أما ريفر بلايت فيسعى الى التتويج به للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015.
التعليقات