يستعد نادي تشابيكوينسي البرازيلي لخوض مباراة حاسمة الأحد من أجل تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية، وذلك بعد عامين على حادث تحطم الطائرة الذي أدى الى مصرع عدد كبير من لاعبيه وطواقمه الفنية والإدارية.

في 28 تشرين الياني/نوفمبر 2016، كان الفريق البرازيلي متوجها الى كولومبيا من أجل مواجهة أتلتيكو ناسيونال في نهائي "كوبا سوداميريكانا"، لكن الطائرة التابعة لشركة "لاميا" البوليفية فرغت من الوقود وسقطت في جبال الأنديز قرب مدينة ميديين الكولومبية، ما أدى الى وفاة 71 شخصا بينهم 19 لاعبا و23 من مسؤوليه وأعضائه و20 صحافيا (لقي 71 شخصا حتفهم من أصل 77 كانوا في الطائرة).

ومن بين الناجين الستة، آلان روشيل، وهو رمز لنهضة النادي، الذي عاود اللعب بعد ثمانية أشهر فقط من وقوع الحادث وما زال يلعب في صفوف الفريق.

ويدرك روشيل أهمية مباراة الأحد على ملعب فريقه ضد ساو باولو ضمن المرحلة الأخيرة من الدوري، وحتمية الفوز لضمان البقاء بغض النظر عن نتائج باقي المباريات.

وقال روشيل في تصريح لقناة "سبورتفي" الأسبوع الماضي "لقد عانينا ما يكفي مع كل ما حدث ولن يكون من العدل بالنسبة لنا ترك النادي يهبط إلى الدرجة الثانية".

وستقام المباراة على ملعب كوندا أرينا في تشابيكوينسي حيث نعت الجماهير أبطالها في جنازة مهيبة قبل عامين. قبلها ببضعة أيام، احتفلوا بالتأهل التاريخي الى نهائي كأس أميركا الجنوبية الذي يعادل الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

خلال تلك الرحلة إلى كولومبيا لخوض مباراة ذهاب الدور النهائي تحطم حلم هذا النادي المتواضع الذي كان يلعب في الدرجة الرابعة عام 2009.

لم يكن أمام المسؤولين عن النادي حتى الوقت الكافي للحزن حيث انكبوا بسرعة على تشكيل فريق جديد بعد شهر من وقوع المأساة.

- محنة أسر الضحايا -

بدأ تشابيكوينسي الجديد مسيرته بقوة حيث توج بلقب بطولة ولاية سانتا كاتارينا في أيار/مايو 2017. كما أن نادي المدينة الموجودة جنوب البرازيل حقق مرتبة مشرفة في الدوري البرازيلي بإنهائه الموسم في المركز الثامن.

لكن تشابيكوينسي عانى الأمرين هذا العام ووجد نفسه في مراكز أسفل الترتيب معظم فترات الموسم، وهو يتقدم بنقطة واحدة فقط عن أول الهابطين إلى الدرجة الثانية قبل مرحلة من نهاية الموسم.

لكن النكسات الرياضية للنادي لا توازي محنة أسر الضحايا، الذين يواصلون المطالبة بتحديد مسؤوليات الكارثة بوضوح.

وقالت فابيين بيل رئيسة جمعية عائلات ضحايا الكارثة والتي فقدت زوجها أخصائي العلاج الطبيعي في الفريق، في تصريح لوكالة فرانس برس "بدأ الحادث قبل سقوط الطائرة، بسبب سلسلة من الاهمال".

وأضافت "لو وقع الحادث على متن الطائرة التي كانت تقل المنتخب الأرجنتيني، لو قٌتِل ميسي، هل كانت ستتم معاملة العائلات بنفس الطريقة؟"، في اشارة الى رحلة لاعبي المنتخب الأرجنتيني على متن طائرة تابعة لشركة "لاميا" قبل أسابيع قليلة من وقوع المأساة خلال سفرهم لخوض إحدى مباريات التصفيات الأميركية المؤهلة لنهائيات مونديال 2018.

وكانت السلطات الكولومبية خلصت إلى أن الطائرة تحطمت بسبب نقص الوقود، ولكن الجمعية لم تقبل التعويض بقيمة 225 ألف دولار عن كل ضحية منحتها شركات التأمين في حال قررت عائلات الضحايا عدم الملاحقة القانونية.

يذكر أن اتحاد اللعبة في اميركا الجنوبية (كونميبول) قرر وقتها منح لقب المسابقة لتشابيكوينسي بناء على طلب من خصمه اتلتيكو ناسيونال، كما قرر الاتحاد القاري منح جائزة اللعب النظيف للنادي الكولومبي.

واقلعت الطائرة من البرازيل، وتوقفت لاسباب تقنية في بوليفيا قبل التوجه إلى كولومبيا.

وأكد أحد ممثلي الشركة البوليفية أن طاقم الطائرة لم يحترم خطة الطيران التي تنص على إعادة التزود بالوقود في كوبيخا، وهي مدينة بوليفية على الحدود مع البرازيل، أو في بوغوتا.

وخطوط "لاميا" الجوية هي شركة طيران مستأجرة مسجلة في بوليفيا تؤمن رحلات ال"تشارتر" ومتخصصة في نقل أندية كرة القدم في أميركا اللاتينية.