يجد نادي أرسنال الانكليزي لكرة القدم نفسه أمام خطر انهيار آماله بتحقيق أي نتيجة إيجابية هذا الموسم بعد الخسارة القاسية أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة المحلية الأحد، ما يثير أسئلة جديدة حول مستقبل مدربه المخضرم الفرنسي أرسين فينغر.

وخسر النادي اللندني الاحد بنتيجة صفر-3 أمام الفريق المتألق للمدرب الاسباني جوسيب غوارديولا، والذي يتصدر ترتيب الدوري الممتاز بفارق 13 نقطة عن أقرب مطارديه مانشستر يونايتد. أما أرسنال، فيحتل المركز السادس بفارق 10 نقاط عن جاره اللندني توتنهام هوتسبر صاحب المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة الى دوري أبطال اوروبا الموسم المقبل.

وأتت الخسارة في نهائي كأس الرابطة بعدما فقد أرسنال لقبه في كأس انكلترا مطلع كانون الثاني/يناير بخسارته أمام نوتنغهام فورست من الدرجة الاولى 2-4 في الدور الثالث. 

وبات نادي "المدفعجية" أمام خيارات محدودة لانقاذ موسمه، لاسيما في حال رغب بالعودة الى المنافسة في المسابقة القارية الأم الموسم المقبل، بعدما غاب عنها هذا الموسم للمرة الأولى منذ نحو عقدين. فعدا عن احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري المحلي، وهو ما يبدو صعبا حاليا، يمكن لأرسنال ان يراهن على إحراز لقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، ما سيضمن له خوض غمار دوري الأبطال الموسم المقبل. 

الا ان تحقيق ذلك يتطلب من النادي تخطي عقبات أولها نادي ميلان الايطالي الذي سيكون على موعد معه في الدور ثمن النهائي.

وأبرز فينغر ضرورة التركيز على "يوروبا ليغ"، من دون ان يغفل أهمية المباريات المحلية، وأبرزها الموعد مع سيتي الخميس في الدوري.

وقال "سنتعامل بالطبع مع يوروبا ليغ بجدية تامة (...) لكن يجب علينا ايضا الفوز في مباريات كبيرة لانه اذا اردت الذهاب بعيدا في يوروبا ليغ يجب ان تفوز بمباريات كبيرة".

وانتقد المهاجم الفرنسي السابق تييري هنري استسلام ناديه السابق أمام سيتي على ملعب ويمبلي، قائلا عبر شبكة "سكاي"، "يمكنك ان تخسر مباريات، وان تخسر نهائيات. انا خسرت نهائيات ولكن الامر يتعلق بالطريقة التي تخسر بها"، معتبرا ان ناديه كان قادرا على تفادي هدفين.

أضاف "مانشستر سيتي لم يكن بهذه الروعة، وعلى رغم ذلك لم يتمكن أرسنال من القيام بشيء"، معتبرا ان الفريق "ليس على ما يرام في الدوري".

واعتبر انه كان "من المثير الفوز بكأس الرابطة ثم الامل بتعزيزها بلقب يوروبا ليغ. هذا ما يمكن ان اسميه موسما رائعا. هذا ما فعله مانشستر يونايتد العام الماضي"، في إشارة الى إحراز "الشياطين الحمر" لقبي كأس الرابطة المحلية والدوري الأوروبي الموسم الماضي، علما ان اللقب الثاني ضمن ليونايتد المشاركة في دوري الابطال في الموسم الحالي.

- "بلا وجهة" -

كما لقي أداء أرسنال في المباراة انتقاد المدافع السابق لمانشستر يونايتد غاري نيفيل، الذي اتهم لاعبي النادي اللندني بـ "ضعف الشخصية".

أضاف "قبل الهدف الثالث، كان لاعبو أرسنال يسيرون الى الخلف، ويمشون الى الأمام، ويمشون نحو الكرة. لا يمكنك ان تمشي على أرض الملعب، هو الامر الوحيد الذي لا يجب ان تفعله".

وأكد نيفيل انه يجد "صعوبة في تقبل الامر لانه ناد رائع لكرة القدم يملك تاريخا رائعا وتقاليد عظيمة، ولكن في الوقت الراهن يتراجع من حيث مستوى الاداء والمعايير".

وزادت خسارة كأس الرابطة من الضغوط على فينغر، المدرب الذي يتولى مهامه منذ العام 1996. فعلى رغم ان النادي اللندني حطم مرتين في الأشهر الماضية رقمه القياسي في التعاقدات (أولا لضم المهاجم الفرنسي ألكسندر لاكازيت من ليون في الصيف، والثاني للتعاقد مع الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ من بوروسيا دورتموند الالماني في كانون الثاني/يناير)، الا ان ذلك لم ينعكس على أرض الملعب بعد.

كما وقع لاعب الوسط الدولي الالماني مسعود أوزيل عقدا جديدا مع النادي جعل منه الأعلى أجرا في تاريخ النادي.

في ظل هذه التحولات، تبدو رياح التغيير حاضرة في كواليس أرسنال، مع استقطاب مسؤول جديد عن اكتشاف المواهب الجديدة هو سفن ميسلينتات القادم من دورتموند الالماني، وتعيين راوول سانليهي مسؤولا عن علاقات كرة القدم في النادي، ما يؤشر الى احتمال تراجع نفوذ فينغر.

واعتبر أبرز محرري كرة القدم في صحيفة "ديلي تيليغراف" الانكليزية هنري وينتر ان علاقة فينغر مع ارسنال تقترب من نهايتها.

وقال "أرسنال يسير بلا وجهة في إشراف أرسين فينغر، وهو وضع للأسف يبدو جليا منذ أربعة أو خمسة مواسم، لكن الآن الجميع يرون ذلك باستثناء الاشخاص العاطفيين".