صحيح ان المصنف اول في العالم الاسباني رافايل نادال قد فرض نفسه ملكاً للملاعب الترابية، الا انه يستهل مشواره في بطولة ويمبلدون الانكليزية لكرة المضرب، ثالث البطولات الاربع الكبرى، والتي تنطلق الاثنين بآمال ضئيلة في احراز اللقب للمرة الاولى منذ 2010 عندما توج للمرة الثانية في البطولة بعد الاول في 2008.

وكان نادال عزز رقمه القياسي الرائع في بطولة فرنسا المفتوحة، ثاني البطولات الاربع الكبرى الشهر الماضي على ملاعب رولان غاروس في العاصمة باريس، باحراز اللقب الحادي عشر بعد ان سحق النمسوي دومينيك تييم في المباراة النهائية.

واستفاد الاسباني البالغ 32 عاماً من فترة ذهبية على الملاعب الترابية هذا الموسم، واحرز القاب مونتي كارلو وبرشلونة وروما قبل تتويجه الاخير في باريس.

وأنهت هذه السيطرة المستمرة من العام الماضي، فترة صعبة في مسيرة الاسباني استمرت نحو سنتين ذاق فيهما مرارة الاصابة.

وقد فاز ابن مايوركا بثلاث من البطولات الاربع الكبرى، بينها لقبان توالياً في بطولة فرنسا، ولقب في بطولة الولايات المتحدة في 2017.

الا ان نادال واجه صعوبة في نقل سيطرته على الملاعب الترابية، الى الملاعب العشبية في نادي عموم انكلترا حيث تقام بطولة ويمبلدون، في مرحلة متقدمة من مسيرته في الملاعب.

وقد فاز نادال المتوج بـ 17 لقباً كبيراً في "الغراند سلام" باثنين من القابه في ويمبلدون، ولم يتمكن بعدها من تخطي دور ال 16 منذ 2011.

وكان نادال اعترف في الماضي بمواجهته صعوبات في الانتقال من الارضيات الترابية الى الارضيات اعشبية.

ولطالما شكا من تسبب الارضيات العشبية بتفاقم اصابته في الركبة، التي عانى منها اعواماً طويلة.

ولهذه الغاية، قرر نادال عدم خوض التحضيرات التي تسبق بطولة ويمبلدون العام الماضي، وغاب عن دورة كوينز الاسبوع الماضي لمنح جسده راحة كان يحتاج اليها بعد موسم ترابي قاسٍ. 

وقال نادال وقتذاك "خضت حملة قاسية على الارضيات الترابية، وعلى جسدي المهنك نيل فترة الراحة اللازمة. سأصل الى ويمبلدون بتحضيرات أقل من تلك المطلوبة، لكني سأتوجه الى هناك بثقة عالية بالنفس بعد موسمً مميزً على الارضيات الترابية".

وقد استعد نادال في الاسابيع الاخيرة لبطولة ويمبلدون، بتمارين على ملاعب مايوركا العشبية قرب مسقط رأسه.

- حكاية الويل -

الا ان نادال واجه في تحضيراته الاسبانية خشية من تجدد الاصابة، بعد تعرضه لالتواء في كاحله.

لكن اللاعب الاسباني تعافى سريعاً مستفيداً من عدم خوضه مباريات تنافسية.

ورغم ذلك، تحوم الشكوك حول قدرته على انتزاع لقب ثالث في النسخة الـ 132 لاقدم بطولة في العالم والتي انطلقت عام 1877.

وكان نادال أفاد الاحد الماضي من استعادته المركز الاول في التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، بعد خسارة غريمه السويسري روجيه فيدرر امام الكرواتي بورنا كوريتش في نهائي دورة هاله الالمانية، وفقدانه تاليا اللقب وصدارة التصنيف.

وتقاسم فيدرر ونادال الالقاب الستة الاخيرة في بطولات الغراند سلام بواقع ثلاثة لكل منهما.

وتبدو كفة فيدرر أرجح للاحتفاظ بلقبه في ويمبلدون وتعزيز رقمه القياسي بلقب تاسع، مستفيداً من فترة راحة من الموسم الترابي.

وعلى رغم بلوغ نادال المباراة النهائية في ويمبلدون خمس مرات بين 2006 و2011 (غاب عن نسخة 2009 بداعي الاصابة)، فإن البطولة الانكليزية تحولت كابوساً بالنسبة الى الاسباني اخيراً.

وقد بدأت المعاناة في 2012 بخسارته امام التشيكي لوكاس روسول المنصف 100 في الدور الثاني.

ثم جاء العام التالي اكثر سوءاً لنادال في ويمبلدون، عندما تمكن البلجيكي المغمور ستيف دارسيس من اخراجه من الدور الاول، وبعدها بسنة، خسر امام الاسترالي نيك كيريوس المصنف 144 في دور الـ 16.

وفي 2015، اخرج الالماني (من أصل جامايكي) داستن براون "الماتادور" الاسباني من الدور الثاني، على رغم انه كان خارج نادي الـ 100 الاوائل، في حين خسر العام الماضي امام اللوكسمبورغي جيل مولر في الدور الرابع (ثمن النهائي)، في مباراة من خمس مجموعات انتهت الاخيرة الفاصلة 13-15.