رغم أن منتخب إيطاليا غائب عن كأس العالم التي جرت وقائعها على الملاعب الروسية ، إلا أن الفكر التكتيكي الإيطالي كان حاضراً في البطولة و نجح بفضله المنتخب الفرنسي في التتويج باللقب بعدما فاز على نظيره الكرواتي بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية.

&وكان المنتخب الإيطالي فشل في التأهل إلى مونديال روسيا بعد خسارته المباراة الفاصلة أمام السويد في الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم .
&
وتكشف مواجهات "الديوك" بداية بمباراة استراليا ، ومروراً بنزاله مع الأرجنتين و الأوروغواي وبلجيكا ، ونهاية بمواجهة كرواتيا ، بأن المنتخب الفرنسي كان "إيطالي التكتيك" بعدما استعان مدربه ديدييه ديشان بفلسلفة "الكاتيناتشو" المعدلة من أجل رفع كأس العالم في روسيا.
&
هذا وبدا واضحا من خلال أداء "الديوك" في المونديال الروسي أن منتخب فرنسا كان نسخة كاربونية من منتخب إيطاليا في مونديال إسبانيا 1982 ، الذي عرف تتويج الطليان باللقب العالمي من خلال انتهاجهم للأداء الدفاعي القائم على ترك المساحات للمنافس والاعتماد على الهجمات المرتدات وتأمين الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين تجنباً لإحراز أي هدف في شباكهم ، إذ كان يبدأون مبارياتهم بالاعتماد على فرض التعادل السلبي ، وعندما ينجحون في خطف هدف عبر هدافهم باولو روسي، فأنهم يتجهون للتكتل الدفاعي حفاظاً على هذا التقدم ، و هي الخطة التي ساعدتهم على إحراز لقبهم العالمي الثالث على حساب الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وسط دهشة الخبراء الذين اجمعوا على أن إيطاليا فنياً لم تكن تستحق حتى تجاوز دور المجموعات غير أنها تكتيكياً أصبحت مدرسة يقتدى بها .
&
ولم يتخلف "الآزوري" في نتيجة أي مباراة من مبارياته السبع في المونديال الإسباني رغم أنه واجه أقوى المنتخبات ، لينجح في التتويج باللقب وينال مهاجمه روسي جائزة "الحذاء الذهبي" كهداف للبطولة برصيد ستة أهداف جاءت جميعها من هجمات مرتدة .
&
وفي مونديال روسيا لجأ ديشان إلى استنساخ ذات التكتيك الذي طبقة المدرب الإيطالي الراحل إنزو بيرزوت في مونديال 1982 ، حيث استفاد الفني الفرنسي من تواجد أفضل لاعبي الإرتكاز في العالم حالياً ممثلاً بالثنائي نغولو كانتي و بول بوغبا من اجل تنفيذ الفكر التكتيكي الإيطالي ، مع تواجد أيضا قلبي دفاعي متمرسين هما صامويل اومتيتي و رافائيل فاران ، كما استفاد أيضا من سرعة كيليان مبابي للقيام بالهجمات المرتدة على طريقة باولو روسي ، مع اعتماده على المهارات الفردية لأنطوان غريزمان لإبعاد الضغط عن منطقة الحارس هوغو لوريس .
&
ولم يكن الاستحواذ على الكرة يشكل أهمية كبيرة للمدرب ديشان ، إذ كان الأهم بالنسبة له هو النتيجة بغض النظر عن الأداء ، لذلك فأن نسبة امتلاكه للكرة لم يتجاوز معدل 40% في كافة مواجهاته بما فيها المباراة النهائية أمام كرواتيا ، مقابل استحواذ منافسيه على الكرة بنسبة 60% .
&
و لم يكترث ديشان للانتقادات التي وجهت له من قبل صحافة بلاده حيال الأداء الفني المتواضع الذي قدمه& "الديوك" الفرنسية " مصراً على اللعب بنفس التكتيك حتى الإقصاء أو التتويج.
&
و على غرار الفني الإيطالي في مونديال 1982 ، ظل ديشان حريصا في مونديال 2018 على تفادي تلقي الأهداف والتخلف في النتيجة ، باستثناء المباراة أمام الأرجنتين عندما تخلف الفرنسيين في النتيجة بهدفين لواحد ، قبل أن يعدلوا ويسجلوا ثلاثة أهداف ، فيما شهدت بقية مبارياتهم تقدمهم في النتيجة سواء بإستغلال الكرات الثابتة من ركنيات أو الركلات الحرة، أو بالاستفادة من سرعة مبابي& لصعق منافسيهم .
&
هذا واجمع الخبراء على أن الطريقة الدفاعية التي لعب بها منتخب فرنسا في مونديال روسيا ونالٍ بفضلها لقبه العالمي الثاني ، هي طريقة مملة للجماهير غير أنها طريقة تساعده على تحصين مرماه و تجعل إلحاق الخسارة به مهمة عسيرة على أي منتخب، وقد كانت المواجهة التي جمعت فرنسا ببلجيكا شاهدة على ذلك حيث حاول "الشياطين الحمر" مراراً و تكراراً اختراق الدفاعات الفرنسية دون جدوى ، تماماً مثلما فعل البرازيليين في مونديال 1982 مع الإيطاليين دون فائدة ، و لو كان زيكو و سقراط و فالكاو و سيريزو نجحوا في تخطي عقبة الطليان في ذلك المونديال، لتمكن هازارد و لوكاكو و دي بروين من تجاوز عقبة الفرنسيين في المونديال الأخير.