منح المدرب الإنكليزي الدائم الترحال لمنتخب الهند ستيفن كونستانتاين البلاد المجنونة برياضة الكريكيت، أملا لمستقبل كرة القدم، بعد تقديمه مستويات متطورة في كأس آسيا 2019 في الإمارات.

فاجأت الهند خصمتها تايلاند في الجولة الأولى وأسقطتها 4-1 الأسبوع الماضي محققة فوزها الأول في النهائيات في أكثر من 50 سنة. وبرغم الخسارة أمام الإمارات المضيفة صفر-2، يصر كونستانتاين على أن كرة القدم هزت عرش الكريكيت ولو قليلا.

وقال المدرب البالغ 56 عاما لوكالة فرانس برس "بعد التأهل ومباراتين رائعتين، قمنا بذلك وأكثر".

أضاف "الهنود يعشقون الكريكيت لكنكم تشهدون تحولا في كرة القدم ويجب أن نفخر بذلك"، متابعا كونستانتاين "بلوغ الأدوار الإقصائية سيكون هائلا. لقد تجاوزنا التوقعات مهما يحصل".

وبعد بروزه في النهائيات وتخطيه عدد الأهداف الدولية للأرجنتيني ليونيل ميسي، تمت مقارنة النجم سونيل تشيتري بقائد منتخب الكريكيت فيرات كوهلي، خصوصا وأن "النمور الزرق" ما زالوا يحلمون ببطاقة التأهل إلى دور الـ16.

يقول المدرب الذي شهد نزاعات دموية خطيرة أثناء تدريبه منتخبات مالاوي، السودان ورواندا قبل العودة لفترة ثانية مع منتخب الهند، "كرة القدم شعبية في الهند برأيي، لكن لا تحظى بتغطية مناسبة".

تابع "بالطبع عندما يبلي منتخب الكريكيت البلاء الحسن خلافا لكرة القدم، سيكون هناك فائز واحد".

والمفارقة أن الفوز في المباراة الأولى في كأس آسيا، سبق بوقت وجيز إنجازا في الكريكيت بفوز أول منذ نحو سبعة عقود على أستراليا في سلسلة على أرض الأخيرة. وهنأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منتخب الكريكيت عبر "تويتر"، دون التطرق لنتيجة منتخب كرة القدم.

وبحسب كونستانتاين، "الأمور تغيرت الآن" مشيرا إلى تطور فريقه والتأثير الإيجابي لدوري المحترفين الذي أطلق عام 2013.

أضاف "عندما وصلت لم يكن بمقدورنا مواجهة المنتخبات الكبرى. نحن كتلة صلبة، نعمل جاهدين على جميع أصعدة اللعب وإذا كنا في يومنا يمكننا ايذاء كل الفرق".

- تحسن جذري -

برغم عدد سكانها الذي يناهز 1,3 مليار نسمة، لم تتمكن الهند من فرض اسمها على خارطة كرة القدم حتى الآن.

خسرت نهائي نسخة 1964 عندما كانت كأس آسيا تقام بمشاركة أربعة منتخبات فقط، ثم خرجت من الدور الأول في 1984 وتأهلت إلى 2011 عندما تعرضت لثلاث خسارات مذلة أمام أستراليا، البحرين وكوريا الجنوبية واهتزت شباكها 13 مرة.

لكن التقدم الذي حققه المنتخب المصنف 97 عالميا كان مذهلا.

يضيف كونتسانتاين الذي سيواجه البحرين الإثنين في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى "باختصار يعود الفضل للاعبين، لقد منحوني كل شيء".

تابع "أنا فخور جدا بإيقاع العمل، التصميم وسلوك اللاعبين".

جزء من السر وراء التحسن الهائل للهنود في إشراف كونتسانتاين يعود إلى تركيزه على العِلم الرياضي، التغذية والسهر على "عافية" لاعبيه.

يتابع المدرب الذي تعرض لإطلاق نار في الخرطوم عندما كان يدرب السودان ويقود سيارته لمشاهدة أحد اللاعبين، "أثبت هذا النهج نجاحه في السنوات الأخيرة في الهند أو باقي الدول التي دربت فيها".

لا يمكن اخضاع كونستانتاين بسهولة، إذ أثار جدلا كبيرا في الهند بعد نزعه شارة القائد عن النجم سونيل تشيتري قبل كأس آسيا.

لكن حدة الانتقادات خفت مع تحقيق الفوز الكبير على تايلاند، والمدرب يعد بأن الأفضل سيأتي. وأوضح "عندما أفكر أين كنا في العام 2015، نكون قد قطعنا مسارا طويلا. أنا متأكد من أن مستقبلنا مبهر خصوصا وأن هذه التشكيلة هي الأصغر في تاريخ المنتخب الهندي".