بعد عملية "الإحماء" الطويلة في الموسم المنتظم، ينتقل غولدن ستايت ووريرز حامل اللقب في الموسمين الماضيين الى الأمور الجدية السبت مع انطلاق الأدوار الإقصائية (بلاي أوف) لدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.

ويخوض ووريرز الذي أحرز لقب البطل ثلاث مرات وحل وصيفا مرة في آخر أربعة مواسم باشراف مدربه الحالي اللاعب السابق ستيف كير، البلاي أوف للمرة الخامسة تواليا بعد حسمه صدارة المنطقة الغربية، وسيواجه في الدور الأول لوس أنجليس كليبرز صاحب المركز الثامن.

ويلعب غدا أيضا في المنطقة الغربية دنفر ناغتس الثاني مع سان أنتونيو سبيرز السابع، وفي الشرقية تورونتو رابتورز (2) مع أورلاندو ماجيك (7)، وفيلادلفيا سفنتي سيكسرز (3) مع بروكلين نتس (6).

لكن فريق أوكلاند أنهى الموسم المنتظم مع 57 فوزا (و25 خسارة)، وهي أضعف نسبة منذ بدء هيمنته على البطولة عام 2015، علما أن رقمه القياسي هو 73 انتصارا و9 هزائم في موسم 2015-2016.

ولم يحسم رجال ستيف كير المنافسة مبكرا هذا الموسم كما درجت العادة، وواجهوا مطبات كثيرة. ففي تشرين الثاني/نوفمبر خسروا أربع مرات متتالية، في سابقة لم تحدث منذ آذار/مارس 2013.

إضافة الى ذلك، تعرض ووريرز في آذار/مارس الفائت لهزيمتين قاسيتين في ملعبه أمام بوسطن سلتيكس (95-124) ودالاس مافريكس (91-126)، وهذا الأمر لم يحدث مذ تولى كير الإشراف على الفريق في تموز/يوليو 2014.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر أيضا، كانت لافتة المشادة التي حدثت خلال سير المباراة بين درايموند غرين وكيفن دورانت، فضلا عن العودة البطيئة للاعب الارتكاز ديماركوس كازنس من غياب طويل بسبب الإصابة، أو حتى أخفاق لاعبه كلاي طومسون معظم الأحيان في مواجهة سلة الفريق الخصم.

ورغم كل هذه الأمور، يبقى ووريرز المرشح الأكبر لخلافة نفسه، وباستطاعته أن يصبح أول فريق يحرز ثلاثة ألقاب متتالية منذ أن حقق ذلك لوس أنجليس ليكرز بين 2000 و2002.

-61,6 في المئة -

اعتبرت شركة "سبورتس لاين" المتخصصة في تحليل إحصائيات الدوري الأميركي للمحترفين أن نسبة اعتلاء ووريرز منصة التتويج مجددا تصل الى 61,6 في المئة، لكن ذلك يمر بشكل إلزامي بتخطي الدور الأول على حساب كليبرز المتأهل الأخير عن المنطقة الغربية.

وصرح كير عشية انطلاق البلاي أوف "لقد فاجأوا (كليبرز) كثيرا من الناس، وعندما نرى كيف كانوا يلعبون في الأشهر الأخيرة، يفرض ذلك علينا أن نلعب بشكل جيد وأن نقاتل".

وأضاف "انه خصم قوي، لكن في كل الأحوال، عندما نصل الى البلاي أوف، يجب أن نلعب جيدا من أجل عبور الأدوار تباعا".

ووقع هيوستن روكتس الرابع والذي قد يكون المنافس الأكبر لووريرز في المنطقة الغربية، في مواجهة خصم أكثر تعقيدا هو يوتا جازا الخامس.

والتقى الفريقان في بلاي أوف الموسم الماضي وتحديدا في نصف نهائي المنطقة، وحسم روكتس المواجهة بأربعة انتصارات مقابل خسارة.

وقال مدرب روكتس مايك دانطوني "المهمة ستكون صعبة، لكننا في وضع جيد جدا. منذ استراحة مباراة كل النجوم (في شباط/فبراير)، نلعب فعلا بشكل جيد".

وكانت الحصيلة سلبية لرجال دانطوني في منتصف كانون الأول/ديسمبر (13 فوزا مقابل 14 خسارة)، لكن الفريق نجح بعد ذلك في تحقيق الفوز 40 مرة في 55 مباراة.

-في الشرقية، مفاجأة ميلووكي-

في المنطقة الشرقية، أظهر الموسم المنتظم مفاجآت كبيرة أولها هو أن بوسطن سلتيكس الذي كان من المفترض أن يفيد من ترك "الملك" ليبرون جيمس لفريقه كليفلاند كافالييرز، بطل المنطقة في المواسم الأربعة الأخيرة والدوري عام 2016، لفرض هيمنته، اكتفى بالمركز الرابع الذي يعتبر متواضعا قياسا على مكانته في السنوات السابقة.

وغالبا ما أعطى سلتيكس الذي يتواجه في الدور الأول مع إنديانا بايسرز الخامس، الانطباع بأنه على شفير الهاوية بسبب عدم التفاهم والتوافق بين لاعبيه.

ويبقى ميلووكي باكس، اكبر مفاجآت المنطقة بفضل العملاق اليوناني يانيس أنتيتوكونمبو الذي قاده الى صدارة الشرقية والدوري عموما مع 60 فوزا و22 خسارة، في أفضل حصيلة منذ الفترة الذهبية مع كريم عبد الجبار في مطلع سبعينات القرن الماضي.

وقال انتيتوكونمبو، الوحيد القادر على حرمان نجم روكتس جيمس هاردن من اللقب الثاني تواليا كأفضل لاعب في البطولة، "نستطيع إلحاق الهزيمة بأي فريق آخر في البلاي أوف".

ومن المرجح أن تكون بداية ميلووكي سهلة في مواجهة ديترويت بيستونز الثامن والذي انتزع بطاقة التأهل الأخيرة في آخر مباراة له في الموسم المنتظم.

والفريق الثاني الذي لفت الأنظار أيضا في الشرقية هو فيلادلفيا سفنتي سيكسرز الثالث الذي سيواجه بروكلين نتس السادس، لكنه سيحرم من جهود لاعبه الكاميروني جويل إمبيد في المباراة الأولى غدا، بسبب إصابة في الركبة.

وأخيرا سيكون ليبرون جيمس أكبر الغائبين عن البلاي أوف، وذلك للمرة الأولى منذ 2005، وذلك بعدما عجز عن اخراج فريقه الجديد لوس أنجليس ليكرز من كبوته.

وآثر جيمس الانتقال الى ليكرز على البقاء مع فريقه السابق كليفلاند كافالييرز، ما أثر على الأخير الذي انهى الموسم في المركز الرابع عشر قبل الأخير (19 فوزا و63 خسارة)، فيما لم يستفد فريقه الجديد منه بالشكل المطلوب ولم يتأهل الى البلاي أوف بحلوله عاشرا في الغربية (37 فوزا و45 هزيمة).

ويعود الغياب الاخير لجيمس (34 عاما) عن البلاي اوف الى موسم 2004-2005، عندما كان يخوض موسمه الثاني مع كليفلاند كافالييرز.

كما تجمدت سلسلة من ثماني مباريات نهائية على التوالي للاعب المكنى "الملك" والمتوج أربع مرات بلقب أفضل لاعب في الدوري.

وبفشله بالتأهل الى البلاي اوف للمرة السادسة تواليا، يكون ليكرز قد صنع اسوأ سلسلة في تاريخه، وهو يتخبط حاليا في أزمة كبيرة بعد استقالة رئيسه الأسطورة السابق ماجيك جونسون.