دفعت هيمنة مرسيدس على سباقات الفورمولا واحد في بداية الموسم الى مخاوف من بطولة لا مكان فيها لأي منافسة، وتحذيرات من تأثير ذلك على شعبيتها، خصوصا من قبل سائق الفريق البريطاني لويس هاميتلون الذي حقق وزميله الفنلندي فالتيري بوتاس، خمس ثنائيات في السباقات الخمسة الأولى لبطولة 2019.

وأحرز هاميلتون سباق الأحد على حلبة كاتالونيا في إسبانيا، متقدما على بوتاس، ليمنحا فريقهما المتوج بطلا للعالم في الأعوام الخمسة الماضية، الثنائية الخامسة تواليا منذ بداية الموسم، ما سمح له بتعميق الهوة التي تفصله عن المنافسين، لاسيما فيراري.

وأعاد الفوز هاميلتون الى صدارة الترتيب العام على حساب زميله، في تواصل للمنافسة بينهما منذ مطلع العام على المركز الأول.

وبعدما اعتقد أن سباق إسبانيا قد يكون مختلفا عن السباقات الأربعة الأولى، استنادا الى النتائج التي حققتها سيارة فيراري على حلبة كاتالونيا خلال التجارب الشتوية، شعر هاميلتون بالخيبة نتيجة غياب المنافسة مع بدء التساؤلات عن إمكانية فوز مرسيدس بكل السباقات الـ21 هذا الموسم.

وبعدما حل بوتاس في المركز الأول خلال التجارب التأهيلية أمام هاميلتون، نجح الأخير في خطف الصدارة عند الانطلاق وحافظ عليها حتى النهاية. ولم يلق سائقا مرسيدس أي منافسة، إن من سائقي فيراري الألماني سيباستيان فيتل وشارل لوكلير من موناكو، أو سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن الذي أنهى السباق ثالثا أمام سائقي الفريق الإيطالي الذي لم تنفعه التعديلات الى أدخلها على سيارته في إسبانيا.

ومع انتقال السائقين الى شوارع إمارة موناكو التي تحتضن الجولة السادسة في 26 أيار/مايو، قد يتمكن أحد السائقين من وضع حد لهيمنة مرسيدس في ظل الطبيعة المختلفة لمسار السباق المقام على الطرق الضيقة والمتعرجة في الإمارة، وحيث تكون الأفضلية عادة للسائق الذي ينطلق من المركز الأول بسبب صعوبة التجاوز.

لكن في ظل سرعة سيارة مرسيدس في التجارب التأهيلية أيضا، يرشح المتابعون الفريق الألماني لإضافة فوز جديد يسير به خطوة إضافية نحو هيمنة كاملة على البطولة، وهذا ما لا يتمناه هاميلتون الذي رأى أن "التهديد الأكبر يكون دائما من الشخص الأقرب اليك، وهذا الشخص هو فالتيري (بوتاس)، لكن الشعور العام أن الوقت ما زال مبكرا".

وأكد بطل العالم خمس مرات أن "الأمر ليس ممتعا بقدر المنافسة مع سائق من فريق آخر. هذا هو فحوى الفورمولا واحد. هذا هو الجزء المثير، عندما تبلغ (السباق) وأنت تنافس مع فريق أو إثنين يقدمان أيضا أفضل ما لديهما".

بالنسبة للبريطاني الذي تصدر ترتيب السائقين بفارق سبع نقاط عن بوتاس بعد نيله أيضا في إسبانيا النقطة الإضافية المخصصة لصاحب أسرع لفة، فإن منافسة مفتوحة مثل تلك التي يتمناها تغيير مجرى الأمور وتزيد من الحماس والإثارة "لكن عند غياب ذلك (المنافسة)، فالأمور لا تعود مثيرة بالتأكيد من وجهة نظر تنافسية. أن تنحصر المنافسة ضمن الفريق الواحد، فهذه ليست الطريقة التي يجب أن تكون عليها الفورمولا واحد بحسب رأيي، لكن هذا هو الوضع حاليا".

- إنجاز ليفربول وتوتنهام حاضر أيضا -

ولم يسبق لأي فريق في تاريخ البطولة أن فاز بكل سباقات الموسم، لكن فريق ماكلارين كان قريبا من ذلك عام 1988 حين فاز بـ15 من أصل 16، ومرسيدس عام 2016 حين فاز بـ19 من أصل 21.

وعلى غرار هاميلتون، أبدى مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف قلقه، لكنه حذر من أي توقعات سابقة لأوانها، مؤكدا إدراكه للمشكلة التي تسبب بها فريقه من خلال هيمنته، وتأثير ذلك على الحماس والإثارة وشعبية الرياضة التي تراجعت في الأعوام الماضية لأسباب مختلفة.

وقال وولف "إذا أخرجت نفسي من موقعي في مرسيدس، فأي مشجع يريد بالطبع التبدلات وعدم القدرة على التنبؤ"، مضيفا "استمتعنا جميعا بعودة ليفربول بقوة كما فعلوا، ومخالفة توتنهام لجميع التوقعات".

وتأهل ليفربول وتوتنهام الإنكليزيان لنهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بعدما حول الأول خسارته ذهابا أمام برشلونة الإسباني صفر-3 فوزا إيابا 4-صفر، والثاني خسارته ذهابا على أرضه أمام اياكس الهولندي صفر-1 ثم تخلفه إيابا صفر-2، الى فوز 3-2 بفضل ثلاثية البرازيلي لوكاس مورا.

وكشف وولف "كان جهاز الكمبيوتر المحمول على ركبتي لمتابعة المباراة عندما رأينا أنهم كانوا يهزمون برشلونة! لكن، حيث نحن الآن، لا يمكن أن يكون هذا هدفنا"، محبذا عدم الحديث من الآن عن توجه فريقه للفوز باللقب لأن أحدا لا يمكنه تنبؤ ما يمكن أن يحصل الأسبوع التالي.

وأوضح "خضنا خمسة سباقات رائعة، لكننا لا نعتبر (اللقب) أمرا محسوما. سيكون الأسبوع المقبل (في إشارة الى سباق 26 الحالي) تحديا هائلا لنا. لم نحقق أداء جيدا في موناكو خلال الأعوام الأخيرة"، حيث لم يفز مرسيدس بالسباق منذ عام 2016 حين توج به للمرة الرابعة تواليا، بينها ثلاث لبطل العالم المعتزل الألماني نيكو روزبرغ.