تتجه إيطاليا إلى تعديل نظامها الضريبي وإقرار ما يعرف بـ "قانون بيكهام" من اجل تحفيز نجوم كرة القدم على القدوم إلى الدوري الإيطالي حتى يستعيد بريقه الذي فقده مع بداية الألفية لصالح الدوري الإنكليزي والدوري الإسباني.

وأمام عجز الأندية الإيطالية عن تقديم رواتب سنوية خيالية (مثلما هو معمول به في إنكلترا) ، فإن تحفيز النجوم على اللعب في صفوفها يتمثل بتقليص الضرائب المفروضة عليهم مثلما كان معمولاً به في إسبانيا، والذي ساهم بشكل كبير بإنتقال الاسماء اللامعة لصفوف ناديي برشلونة و ريال مدريد.

وتنتظر الأوساط الكروية في إيطاليا مصادقة الحكومة على "قانون بيكهام" في التاسع والعشرين من شهر يونيو القادم في خطوة يتوقع ان تكون لها انعكاسات إيجابية على تطوير الدوري المحلي خاصة من حيث التعاقد مع اللاعبين الأجانب الذين تراجع تواجدهم في الأندية الإيطالية بسبب ارتفاع الضرائب المفروضة عليهم خاصة ممن يتقاضون رواتب&عالية .

ووفقا لما اوردته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن التعديلات على النظام الضريبي ستكون لصالح اللاعبين الأجانب من خلال تخفيض نسبة الضرائب المفروضة على عائداتهم من 47% إلى 30% في مدن الشمال الغنية على غرار مدينتي ميلانو و تورينو ، ومن 44% إلى 15% في مدن الجنوب الفقيرة على غرار نابولي.

ويرتقب ان يبدأ العمل بهذه القوانين في الأول من شهر يناير من عام 2020 ، أما بالنسبة للاعبين، فإن تطبيقها سيكون بداية صيف هذا العام على اعتبار أن الموسم الرياضي ينطلق قبل ذلك التاريخ.

ومن شأن هذه الحوافز الضريبية ان ترفع من الإيرادات السنوية للاعبين فمثلا أي لاعب يتقاضى سنوياً مليون يورو ، فإن دخله سيكون في حدود 850 الف يورو إذا لعب في صفوف نادي نابولي ، بينما سيصل إلى 700 الف يورو في حال التحق بصفوف نادي يوفنتوس أو نادي إنتر ميلان ، مع الإشارة الى أن دخل اللاعب السنوي حالياً يقدر بـ &540 الف يورو.

ويتوقع ان تساهم هذه التعديلات في تغيير معطيات سوق انتقالات اللاعبين في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى لصالح الدوري الإيطالي خلال الانتقالات الصيفية القادمة ، إذ يتوقع ان تبرم انديته تعاقدات وازنة هذا الصيف مع ترشيح أسماء لامعة للانتقال إلى هناك مثل النجم الويلزي غاريث بيل جناح ريال مدريد .

وعلى عكس ما كان في الثمانينات والتسعينات ، فإن انتقال الاسماء الوازنة لإيطاليا قد تراجع بشكل لافت في ظل الضائقة المالية التي تعاني منها كافة الأندية في البلاد، مما جعلها تقدم رواتب متواضعة تسببت برحيل اللاعبين الكبار و عزوفهم عن الانتقال إلى إيطاليا ، إذ يصعب على نجم كبير ان يلعب ضمن صفوف نادٍ لا يمنحه راتباً كبيراً ويفرض عليه ضرائب باهظة.

ما هو قانون بيكهام ؟

يرتبط "قانون بيكهام" بإسم اللاعب الإنكليزي السابق دافيد بيكهام الذي كان اول من استفاد من قرار الحكومة الإسبانية بتخفيض الضرائب المفروضة على الأجانب ممن يحققون دخلاً سنوياً يساوي أو يفوق 600 الف يورو ، وذلك تزامناً مع انتقاله إلى نادي ريال مدريد الإسباني في عام 2003 متقاضياً راتباً سنوياً يفوق هذا الرقم بكثير.

وعمدت الحكومة الإسبانية إلى تقليص الضرائب المفروضة على الأجانب من 45% يدفعها المواطن الإسباني إلى 24% فقط يدفعها الأجانب التي تفوق رواتبهم 600 الف يورو لمدة ستة اعوام ، حيث كان الهدف من هذا القرار هو تحفيز الأجانب اصحاب الكفاءات في مختلف المجالات على القدوم إلى إسبانيا و الإقامة على أراضيها.

وأصبح النجم الإنكليزي أول لاعب يطبق عليه هذا القرار عام 2003 لذلك عرف القانون إعلامياً باسمه، إلا ان هذا القانون تم إلغاؤه عام 2010 مع تأثر اقتصاد إسبانيا بالأزمة المالية العالمية عام 2008، ليتم استثناء اللاعبين الذين تنقضي عقودهم &في عام 2015 من القرار ، على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد، الذي يرجح ان يكون السبب الأساسي وراء تركه إسبانيا هو إلغاء قانون بيكهام .
&