يخوض بطل آسيا المنتخب القطري لكرة القدم المكون بمعظمه من لاعبين شبان، غمار بطولة كوبا أميركا في كرة القدم للمرة الأولى الى جانب كبار القارة الأميركية الجنوبية، في "خطوة مهمة" قبل ثلاثة أعوام ونصف عام على استضافة بلاده مونديال 2022.

وحل العنابي في المجموعة الثانية التي تضم الأرجنتين والباراغواي وكولومبيا، ويخوض مباراته الأولى الأحد ضد الباراغواي، ضمن البطولة التي تستضيفها البرازيل بدءا من الجمعة.

واعتبر المدرب الإسباني فيليكس سانشيز الذي قاد المنتخب القطري الى الانجاز غير المسبوق في كأس آسيا 2019 في الإمارات، أن المشاركة ضد منتخبات قوية ستكسب لاعبيه خبرة إضافية في التحضير للمونديال.

وقال المدرب الإسباني الذي مدد الاتحاد القطري عقده في أيار/مايو الماضي حتى موعد النهائيات العالمية المقبلة، إن بطولة كوبا أميركا "خطوة مهمة في طريقنا نحو كأس العالم".

أضاف في حديث الى الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي (فيفا) "سنواجه منتخبات ذات خبرة وهي دون أدنى شك أعلى كعبا من التي واجهناها في كأس آسيا" التي توج العنابي بلقبها على حساب اليابان المدعوة أيضا للمشاركة في كوبا أميركا، وذلك ضمن المجموعة الثالثة مع الأوروغواي والاكوادور وتشيلي حاملة اللقب.

وتابع المدرب الإسباني الذي يعرف لاعبيه عن قرب بعدما عمل مع عدد منهم في الفئات العمرية "تضم مجموعتنا الأرجنتين الغنية عن التعريف، كولومبيا التي تقدم عروضا استثنائية أكان في كأس العالم أو كوبا أميركا. كما تألقت الباراغواي في السابق"، معتبرا أن مواجهة منتخبات مماثلة "سيعطينا فكرة عما وصلنا اليه وما المطلوب منا في المرحلة القادمة".

وكان المنتخب القطري الذي يحتل المركز الخامس والخمسين في التصنيف العالمي بعد إنجازه القاري، خاض امتحانا صعبا ضد البرازيل الدولة المضيفة وخسره بهدفين نظيفين، لكنه قدم مستوى لائقا في مباراة شهدت تعرض نجم البرازيل نيمار لإصابة ستبعده عن البطولة.

وكان سانشيز قد قال بعد المباراة في تصريحات أوردها الموقع الالكتروني للاتحاد القطري "استطعنا مجاراة المنتخب البرازيلي في بعض أوقات الشوط الأول، وكان أداء منتخبنا القطري جيدا في الشوط الثاني وخرجنا بفوائد عظيمة (...) اللاعبون القطريون اكتسبوا خبرة كبيرة من هذا اللقاء، مما سيمنحهم دفعة معنوية في المباريات القادمة في كوبا أمريكا".

- الأولية لمونديال 2022 -

يدرك سانشيز أن البطولة ستكون بمثابة اختبار لا أكثر لمنتخب شاب اذ يبلغ معدل أعمار لاعبيه نحو 25 عاما.

وتضم التشكيلة غالبية اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان العنابي في كأس آسيا، مثل القائد حسن الهيدوس (28 عاما)، وبوعلام خوخي (28 عاما)، والمعز علي (22 عاما) أفضل لاعب في كأس آسيا وهدافها (9 أهداف، وهو رقم قياسي)، وعبد الكريم حسن (25 عاما) أفضل لاعب في آسيا.

ويرى سانشيز أن الأولوية بالنسبة الى المنتخب تبقى التحضير الجيد للمونديال، موضحا "بالنسبة الينا يجب علينا التركيز على أولويتنا، فقطر تتجه نحو حدث تاريخي يتمثل باستضافة مونديال 2022".

وحدد مسؤولية الجهاز الفني "في أن نتأكد من أن الفريق في كامل جاهزته وعلى قدر التطلعات الموضوعة عليه من الدولة. بالاضافة الى مشاركتنا، نحن مصممون على ترك اثر في تاريخ كأس العالم لا سيما وانها المرة الأولى التي تستضيف فيها قطر المونديال".

وستشكل استضافة المونديال بمشاركة 32 منتخبا، قبل زيادة عدد المنتخبات الى 48 بدءا من مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تتويجا لجهود بذلتها الدولة الخليجية في الأعوام الأخيرة لفرض نفسها على ساحة الرياضة العالمية.

واستثمرت قطر مئات ملايين الدولارات لتحقيق ذلك، وأنشأت أكاديمية أسباير للتفوق في الدوحة عام 2004 للبحث عن مواهب في قطر وتنميتها. والعديد من لاعبي المنتخب حاليا هم من الذين نشأوا في أسباير.

ويوضح سانشيز "بما ان فريقنا يضم العديد من اللاعبين الشبان، فنحن نتطلع قدما لكسب المزيد من الخبرة في هذه البطولة المرموقة"، متابعا "أريد أن يظهر الفريق بشكل صحيح ومحترم ويؤكد الى أي مدى تطور".

وتابع "هذا الأمر لا يمكن ان يقاس من خلال حصد النقاط وبلوغ الدور الثاني، لكن اذا حصل هذا الأمر فسيكون جيدا طبعا".

وعلى الرغم من التفوق الذي أظهره لاعبو المنتخب القطري آسيويا في البطولة القارية الأخيرة، الا أن لاعبيه يدركون أن مستوى القارة يبقى متراجعا اذا ما تمت مقارنته بمناطق أخرى مثل أوروبا وأميركا الجنوبية.

وقال المعز علي "لا نتوقع إحراز اللقب لكن فقط التعلم لأن كوبا اميركا هي البطولة الأكبر بعد كأس العالم"، مضيفا "آسيا هي القارة الأضعف من ناحية كرة القدم، سنتعلم الكثير من المشاركة في كوبا أميركا".

وشدد لاعب فريق الدحيل على أن المهمة "لن تكون سهلة".