انتزع المنتخب المغربي بطاقة التأهل الأولى الى الدور ثمن النهائي عن المجموعة الرابعة الأصعب في بطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم المقامة في مصر، بفوزه الجمعة على ساحل العاج 1-صفر في الجولة الثانية، محققا انتصاره الثاني تواليا وصدارة المجموعة.

وأتى الهدف المغربي عبر المهاجم يوسف النصيري اثر تمريرة على طبق من ذهب من نور الدين أمرابط (23)، ليكرر أسود الأطلس النتيجة التي حققوها في الدور الأول على حساب ناميبيا، وذلك في منافسات المجموعة التي تضم أيضا جنوب إفريقيا.

وانضم المغرب بذلك الى منتخبات مصر (المجموعة الأولى) ونيجيريا (الثانية) والجزائر (الثالثة) في بلوغ ثمن النهائي.

وحقق المغرب الفوز الثاني تواليا على ساحل العاج في بطولة الأمم، بعد تفوقه في دور المجموعات لنسخة 2017 في بنتيجة مماثلة. ومنح لاعبو المغرب مدربهم الفرنسي هيرفيه رونار فوزه الثاني أيضا في البطولة على المنتخب العاجي الذي سبق له أن قاده الى لقب نسخة 2015.

وقال أمرابط الذي اختير أفضل لاعب في المباراة "كانت مباراة صعبة، ساحل العاج فريق جيد جدا. نحن سعداء بالنقاط الثلاث. ست نقاط في مباراتين، هذا هو الأهم (...) ماذا نريد أكثر من ذلك؟".

وأضاف بشأن خروجه مصابا "تعرضت لالتواء على مستوى الكاحل (...) آمل في ألا يكون سيئا".

واحتفظ رونار بمعظم لاعبيه الذين بدأوا المباراة الأولى، باستثناء مشاركة يونس بلهندة الذي كان يتعافى من إصابة ولم يتمكن من خوض لقاء ناميبيا، ودخول كريم الأحمدي كأساسي، في مقابل بقاء مهدي بوربيعة ويوسف آيت بن ناصر بين البدلاء.

في المقابل، اعتمد مدرب ساحل العاج إبراهيما كامارا على التشكيلة ذاتها بمشاركة نجوم من قبيل نيكولا بيبي وماكس ألان غراديل وجوناثان كودجيا مسجل الهدف ضد جنوب إفريقيا، إضافة الى القائد سيرج أورييه الذي خرج مصابا في الشوط الثاني.

فاز كل منتخب بنتيجة 1-صفر في الجولة الأولى: المغرب على ناميبيا بهدف بالنيران الصديقة في الدقيقة ما قبل الأخيرة من المباراة بعد ركلة حرة مباشرة نفذها حكيم زياش، بينما فازت ساحل العاج على جنوب إفريقيا بهدف كودجيا.

وحفل الشوط الأول بالضغط المتبادل والفرص من الطرفين، وكان جرس إنذاره بدءا من الدقيقة الأولى برأسية للعاجي جوناثان كودجيا من مسافة قريبة، أنقذها قلب الدفاع المغربي غانم سايس من على خط المرمى.

وبدأ أسود الأطلس بالتحرك في المنطقة العاجية لاسيما عبر أمرابط وزياش وبلهندة. وكسب الاول ركلة حرة من على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء، نفذها زياش فوق المرمى (12).

بعد ذلك، تحول النصيري الى مصدر الخطر الأكبر، اذ هز الشباك الخارجية (19)، قبل أن يسجل الهدف الأول بعد أربع دقائق من تسديدة أرضية من داخل المنطقة، بعد مجهود فردي وتمريرة متقنة من خلف المدافعين لامرابط.

وكاد النصيري أن يضيف هدفا ثانيا بعد هجمة مغربية مرتدة بدأها أشرف حكيمي، ومنه تحولت الكرة الى زياش على الجهة اليمنى، فتمريرة بالعرض نحو امرابط الذي موّه ببراعة وتركها تمر الى مهاجم فريق ليغانس الإسباني الذي سدد قوية نحو المرمى، تصدى لها ببراعة الحارس العاجي سيلفان غبوهوو (39).

وبين هدف النصيري وفرصته الأخيرة في الشوط الأول، سنحت لساحل العاج فرص عدة، منها تسديدة للاعب جان ميكايل سيري بالشباك الخارجية للمرمى الخالي بعد خروج الحارس المغربي ياسين بونو لقطع انفراد بيبي (25)، وتسديدة التفافية من سيرج أورييه من على الجهة اليمنى، علت عارضة حارس مرمى جيرونا الإسباني.

وأتيحت للعاجيين فرصة خطرة في الدقيقة 40 بتسديدة لجيفري سيري، حولها بونو الى فوق العارضة ركنية.

-&استبدال زياش -

وهدأ إيقاع المنتخبين في الشوط الثاني، وكانت من أبرز فرصه تسديدة لزياش في الدقيقة 60 علت العارضة، قبل نحو ربع ساعة من خروجه ودخول سفيان بوفال بدلا منه. وبدا زياش غير راض عن التبديل، اذ خرج لاعب أياس امستردام الهولندي بتباطؤ من أرض الملعب، وصافح مدربه رونار ببرودة.

وتلا خروج زياش استبدال أمرابط لاعب نادي النصر السعودي بعدما عانى من ألم على مستوى الركبة وأسفل الساق اليسرى، ودخل بدلا منه نصير مزراوي.

وأتيحت للمنتخب المغربي فرص عدة في الدقائق المتبقية من الشوط الثاني، بينها تسديدة لبلهندة من داخل المنطقة حولها الحارس غبوهوو الى ركنية، بينما كانت الفرصة الأخطر لمزراوي بمتابعة قريبة لتمريرة مقتنة من مبارك بوصوفة في داخل المنطقة، لكن محاولته ارتدت من العارضة (90).

وسبق للمنتخبين أن التقيا أربع مرات سابقا في بطولة الأمم الإفريقية، ففاز المغرب مرة واحدة (1-صفر في الدور الأول من نسخة 2017 في الغابون)، بينما فازت ساحل العاج مرتين (في الدور الأول لنسخة مصر 2006 ومباراة المركز الثالث لنسخة 1986 في مصر أيضا)، وتعادلا سلبا مرة واحدة في الدور الأول لنسخة المغرب 1988.

تعادل مخيب جديد لتونس

واصل المنتخب التونسي نتائجه المخيبة بسقوطه في فخ التعادل أمام نظيره المالي 1-1 الجمعة على استاد السويس الجديد&في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة&ضمن كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في مصر.

وكانت مالي البادئة بالتسجيل عبر ديادي ساماسيكو في الدقيقة 60، وردت تونس بعد عشر دقائق بواسطة وهبي الخزري.

وهو التعادل الثاني تواليا لتونس بعد الأول أمام أنغولا بالنتيجة ذاتها في الجولة الأولى، فيما عززت مالي صدارتها برصيد 4 نقاط بعد فوزها على موريتانيا 4-1.

وتلتقي موريتانيا مع أنغولا السبت على الملعب ذاته في ختام الجولة الثانية للمجموعة.

وتقام الجولة الثالثة الأخيرة الثلاثاء المقبل، فتلعب تونس مع موريتانيا، ومالي مع أنغولا.

وخلافا لمباراته الأولى أمام أنغولا، ظهر المنتخب التونسي بمستوى أفضل أمام مالي وكان يستحق النقاط الثلاث لأنه كان الأفضل والأكثر خلقا للفرص الحقيقية للتسجيل، فيما اكتفى المنتخب المالي بالدفاع ولم يبادر إلى الهجوم إلا نادرا.

ودفع المنتخب التونسي ثمن الفرص المهدرة في الشوط الأول واستقبلت شباكه هدفا بخطأ فادح للحارس معز حسن الذي أشركه المدرب الفرنسي ألان جيريس أساسيا بعدما استبعد فاروق بن مصطفى الذي كان ارتكب بدوره خطأ فادحا في المباراة الأولى تسبب من خلاله في هدف التعادل للمنتخب الأنغولي.

لكن تونس نجحت في إدراك التعادل بعد 10 دقائق عبر الخزري من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالحائط البشري وخدعت الحارس دجيغوي ديارا.

وأجرى جيريس ثلاث تبديلات على التشكيلة التي خاضت المباراة الأولى فدفع بطه ياسين الخنيسي وأنيس البدري والحارس معز حسن، الأول بدلا من يوسف المساكني المصاب والثاني بدلا من رامي البدوي والثالث مكان الحارس بن مصطفى الذي ارتكب خطأ في التصدي لتسديدة منح بموجبه كرة سهلة لدجالما سجل منها هدف التعادل.

وكانت أول وأخطر فرصة تونسية من ركلة حرة جانبية من خارج المنطقة انبرى لها الخزري بيمناه ارتدت من العارضة (5).

وكاد الخزري يفعلها بتسديدة خادعة من منتصف الملعب عندما انتبه لخروج الحارس ديارا من عرينه اثر هجمة مرتدة لكن الأخير أبعدها بصعوبة إلى ركنية (7).

وجرب الخزري حظه بتسديدة زاحفة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن للحارس (33).

ونجحت مالي في افتتاح التسجيل من ركلة ركنية انبرى لها لاعب وسط ريد بول سالزبورغ النمسوي ديادي ساماسيكو فأفلتت من يدي الحارس معز حسن وعانقت الشباك (60).

ودفع جيريس بالمساكني مكان أنيس البدري (62)، ثم أشرك فراس شواط مكان الخنيسي (70).

ونجح الخزري في إدراك التعادل من ركلة حرة مباشرة ارتطمت بموسى ماريغا الذي كان متواجدا في الحائط البشري وخدعت الحارس (70).

وتصدى معز حسن لتسديدة قوية للاعب وسط لايبزيغ الألماني أمادو حيدارا من خارج المنطقة (82).

ولعب جيريس ورقته الأخيرة بإشراك المدافع أيمن بن محمد مكان نعيم السليتي (84).

وكاد ماريغا يخطف هدف لافوز برأسية لماريغا من مسافة قريبة فوق العارضة (89)، ثم أنقذ حسن مرماه من هدف قاتل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بتصديه لانفراد ماريغا.

- جنوب إفريقيا تحيي آمالها -

وأحيت جنوب افريقيا آمالها بالتأهل بتغلبها على ناميبيا 1-صفر ضمن المجموعة ذاتها، بهدف بونغاني زونغو في الدقيقة 68.

وتقاسمت جنوب إفريقيا وساحل العاج المركز الثاني في المجموعة بثلاث نقاط لكل منهما، خلف المغرب، فيما تحتل ناميبيا المركز الأخير من دون نقاط بعد تلقيها الخسارة الثانية عقب الاولى أمام المغرب.
وتختتم منافسات المجموعة الاثنين المقبل حيث تلعب جنوب افريقيا مع المغرب، وناميبيا مع ساحل العاج.

ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الدور ثمن النهائي إلى جانب أفضل أربع منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست للبطولة.