قلل رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو من تأثير قضية إيقاف المدرب الأميركي ألبرتو سالازار وضعف الحضور الجماهيري، على مسار بطولة العالم المقامة في الدوحة حتى الأحد.

وتطرق كو في تصريحات للصحافيين الأربعاء، الى إيقاف المدرب الأميركي المثير للجدل على خلفية مخالفات لقوانين المنشطات، ما أدى الى سحب اعتماده من البطولة التي يشارك فيها عدد من رياضييه.

وقال كو "هذا الأمر (قضية سالازار) لن يؤثر على مسار البطولة. ربما هي مشكلة لوسائل الاعلام لكن في الحقيقة ليست موضوعا هاما بالنسبة لكثيرين يتابعون هذه الألعاب".

أضاف "قد يتأثر بعض الرياضيين (المرتبطين بالمدرب) لكن وحدة النزاهة (في ألعاب القوى) اتصلت بهم (...) لدينا الأساليب لإدارة هذا الأمر".

وأعلنت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات الثلاثاء، إيقاف سالازار، المدرب السابق للبطل الأولمبي البريطاني السابق مو فرح ولعدد من الرياضيين المشاركين حاليا في بطولة الدوحة، على خلفية مخالفات لقوانين المنشطات في إطار "مشروع أوريغون" المدعوم من شركة نايكي.

وقام الاتحاد الدولي من جهته بسحب اعتماد سالازار من بطولة العالم التي تستضيفها الدوحة حتى السادس من تشرين الأول/أكتوبر.

ويشرف المدرب الكوبي الأصل البالغ من العمر 61 عاما، على تدريب العداءة الهولندية سيفان فرح التي توجت بذهبية سباق 10 آلاف م في بطولة الدوحة، والعداء الأميركي دونوفان بريزييه بطل سباق 800 م.

وحذر كو من التشكيك المجاني بالرياضيين الذين تدربوا بإشراف سالازار، قائلا "أنا لا أعيش في عالم أتوقع فيه بشكل تلقائي الأسوأ".

لكن العداء البريطاني السابق الذي أعيد انتخابه في الأسبوع الماضي لولاية ثانية على رأس اتحاد ألعاب القوى، شدد على ان الاتهامات الموجهة الى سالازار من قبل الوكالة الأميركية "خطيرة للغاية".

وحض كو الرياضيين على التدقيق بأنظمة التدريب التي يتبعونها، موضحا "اذا كان أحد ما يتولى تدريبك، عليك أن تكون مرتاحا بالكامل وواثقا من أنك تعمل في مناخ آمن وسليم ولن تعرض سمعتك للضرر"، متابعا أنه على الرياضيين "أن يعرفوا أن ما ينفذ باسمهم، ينفذ وفق أفضل المعايير".

وفي تصريحات لشبكة "زيد دي أف" الألمانية، أكد رئيس الوكالة الأميركية ترافيس تايغارت أن الرياضيين في الدوحة غير معنيين بالقضية.


أضاف "يجب أن تفهموا أن الرياضيين لم تكن لديهم أي فكرة عما يحصل معهم، ما كان يقدم إليهم (...) لم يعرفوا حتى ما اذا كانت المواد محظورة أم لا"، معتبرا أن هؤلاء استخدموا مثل "حيوانات مختبرات".

- لا مشكلة في الجماهير -

وفي تصريحاته الى الصحافيين، قلل كو أيضا من ضعف الحضور الجماهيري في مدرجات ستاد خليفة الدولي لمتابعة منافسات البطولة التي انطلقت الجمعة الماضي وتختتم بنهاية الأسبوع الحالي.

وشهدت البطولة إقبالا ضعيفا في أيامها الأولى، قبل أن تتحسن الأمور تدريجيا. ويستع ستاد خليفة لنحو 40 ألف متفرج، لكن تم خفض سعته الى النصف تقريبا خلال البطولة.

ونفى كو وجود شكوى من الرياضيين، قائلا "لا أحد (...) تحدث عن هذا الموضوع"، مضيفا "أعتقد أن الرياضيين الذين يركزون اهتمامهم على هذه المشاكل الخارجية، هم الذي يودعون من دون أي ميدالية".

أضاف "بطبيعة الحال، كنا نود ان نرى عددا أكبر من المتفرجين في الملعب، بيد أنه ثمة أسباب يسهل فهمها جعلت هذا التحدي صعبا"، متطرقا الى أسباب منها منها الأزمة الدبلوماسية الخليجية بين قطر من جهة، ودول الجوار (السعودية والامارات والبحرين)، والتي نتج عنها وقف الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة وعواصم الدول الثلاث.

وعن الانتقادات التي رافقت إقامة بعض السباقات الطويلة كالماراتون والمشي وسط حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، قال كو "لم أر أبدا أفضل من التجهيزات الطبية التي رأيتها هنا في بطولة عالم أو حتى في إحدى دورات الألعاب الأولمبية. أشك بأننا سنرى تجهيزات مماثلة في طوكيو" التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في صيف العام 2020.

وأضاف "نعم الحرارة مرتفعة لكن فريقنا الطبي كان جاهزا. مرة اخرى ما اقوله يأتي من المدربين. الأميركيون على سبيل المثال قالوا لي في ما يتعلق بسباقات المشي، إنهم لم يروا أبدا في احدى البطولات الجهد المبذول لمواجهة الظروف المناخية الصعبة" كما كانت الحال في الدوحة.

ووجه العديد من الرياضيين انتقادات حادة للاتحاد الدولي على خلفية درجات الحرارة والرطوبة خلال سباقات المسافات الطويلة، والتي أقيمت في الهواء الطلق في شوارع العاصمة القطرية، وشهدت انسحابات عديدة بسبب الظروف المناخية. أما غالبية المنافسات فتقام في ستاد خليفة الدولي المجهّز بنظام تكييف يجعل الحرارة داخله في محيط 25 مئوية.

كما طرح رياضيون تساؤلات عن اختيار الدوحة للبطولة، والتي تأتي قبل ثلاثة أعوام من استضافة الدولة الخليجية لمونديال كرة القدم 2022.

ودافع المسؤول البريطاني عن خيار الدوحة، معتبرا أن لها "تاريخا في ألعاب القوى أكثر من بعض الدول المشاركة هنا في البطولة".

وتابع "جئت الى قطر في منتصف التسعينات وكانت ألعاب القوى ضمن المنهج التدريسي. انها الدولة الوحيدة في العالم التي تخصص يوما للاحتفال باليوم الرياضي واستضافت احدى أفضل النسخ من بطولة العالم لألعاب القوى داخل قاعة عام 2010".

وشدد كو على ان الاتحاد سيواصل البحث عن دول جديدة لاستضافة بطولة العالم، وإن على حساب الدول الأوروبية القوية في "أم الألعاب"، لأنه "اذا كنا فعلا رياضة دولية، يجب ان ينظر الينا على أننا للجميع".

أضاف "لا يمكننا الذهاب دائما الى الأماكن (...) التي اعتدنا إقامة البطولة فيها".
&