أعلنت الشرطة الإنكليزية الأحد توقيف شخص قام بتصرفات عنصرية خلال "دربي" مدينة مانشستر بين سيتي وضيفه يونايتد ضمن الدوري الممتاز لكرة القدم السبت.

وظهر أحد مشجعي سيتي وهو يقوم بـ "حركات عنصرية" في شريط مصور تم تداوله على مواقع التواصل، في أعقاب المباراة التي أقيمت ضمن المرحلة السادسة عشرة من الدوري، وانتهت بفوز الضيوف 2-1، في نتيجة أبقت سيتي بطل الدوري في الموسمين الماضيين، ثالثا برصيد 32 نقطة، بفارق 14 نقطة عن المتصدر ليفربول الفائز أمس على مضيفه بورنموث بثلاثية نظيفة.

وأعلنت شرطة مدينة مانشستر اليوم انها استُدعيت للتحقيق في "قيام مشجع بما بدا أنها حركات عنصرية وأصوات ("صيحات القردة") تجاه اللاعبين خلال دربي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد".

وأضافت "تم توقيف شخص يبلغ من العمر 41 عاما، بشبهة مخالفة قواعد النظام العام بشكل عنصري، ولا يزال قيد التوقيف للاستجواب".

وتوقفت مباراة قطبي المدينة الشمالية لبعض الوقت في الشوط الثاني، عندما تقدم لاعب يونايتد البرازيلي فريد لتنفيذ ركلة ركنية، لكنه تعرض لمقذوفات من المدرجات حيث تواجد مشجعو سيتي، أصابه بعضها بشكل مباشر في ظهره. وأظهرت أشرطة متداولة عبر مواقع التواصل، أحد المشجعين وهو يقوم بحركات القردة تجاه اللاعب الأسود البشرة.

ولقي ذلك إدانة النادي المضيف الذي أكد في بيان مساء السبت انه اطلع على الشريط، وتواصل مع مسؤولي شرطة مانشستر "لمساعدتهم في تحديد هوية أي أفراد على علاقة بذلك، ومساعدتهم في التحقيقات".

وفي حين أشار النادي الى أنه يتعاون أيضا مع الشرطة لتحديد المسؤولين عن المقذوفات من المدرجات، شدد على أنه "يعتمد سياسة عدم التسامح مع أي تمييز من أي نوع كان، وكل من تثبت إدانته بإساءة عنصرية من أي نوع، سيتم منعه من دخول النادي مدى الحياة".

من جهته، طالب مدرب يونايتد النروجي أولي غونار سولسكاير بفرض هذه العقوبة على المشجع الذي "ضبط متلبسا على الكاميرا ولا يجب أن يتم السماح له مجددا بدخول ملعب لكرة القدم. هذا الأمر غير مقبول".

أضاف "ما حصل ليس خطأ سيتي، بل خطأ المشجع. لا علاقة لنادي مانشستر سيتي بما حصل".

ولقي بيان سيتي تأييد مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، معتبرا أن مواجهة العنصرية في الملاعب "هي معركة نخوضها كل يوم. للأسف لقد حصلت مرات عدة في غير مكان، وآمل في ألا تتكرر مجددا".

وتشكل مظاهر العنصرية المتزايدة في ملاعب كرة القدم الأوروبية مصدر قلق لمسؤولي اللعبة لاسيما الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (ويفا). وشهدت ملاعب الكرة في القارة العجوز، لاسيما في إيطاليا، تزايدا في الأشهر الماضية، ما دفع السلطات الكروية المعنية الى فتح إجراءات تأديبية بحق اتحادات وطنية وأندية على خلفية تصرفات المشجعين.

ولقيت هذه التصرفات انتقادات واسعة في صفوف اللاعبين، مع دعوات من بعضهم الى وقف المباراة في حال حصول مثل هذه التصرفات. كما انتقد العديد من اللاعبين ضعف الإجراءات العقابية في حالات مماثلة.

ورأى سولسكاير ان هذه المظاهر لن تتوقف "ما لم تكن لها عواقب (...) هذه تصرفات تمت عن جهل".

من جهتها، دانت مجموعة "كيك ات آوت" الإنكليزية المناهضة للعنصرية في الملاعب، "الاساءة العنصرية من مشجعين في دربي مانشستر".

ورحبت المجموعة ببيان سيتي، معتبرة ان "الاساءة العنصرية هي جريمة جنائية، ويجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس".