ينطلق الجمعة موسم 2020 من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد تحت عنوان رئيسي هو بحث حامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون عن معادلة الرقم القياسي لعدد الألقاب، وسط استغرابه مضي البطولة كما المقرر في ظل المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي تأكد الخميس إصابة أحد أفراده فريق ماكلارين به.

وأحرز هاميلتون سائق مرسيدس العام الماضي لقبه الثالث تواليا والسادس في مسيرته، ليصبح على بعد لقب واحد من الرقم القياسي الذي يحمله أسطورة الفئة الأولى، السائق الألماني السابق ميكايل شوماخر. وأحرز البريطاني خمسة من الألقاب الستة الأخيرة في بطولة العالم، والوحيد الذي أفلت منه صب لصالح زميله السابق الألماني نيكو روزبرغ (2016)، في إشارة واضحة على الهيمنة المطلقة لمرسيدس على البطولة منذ 2014.

لكن بطولة 2020 التي من المقرر ان تضم 22 جائزة كبرى، تنطلق وسط موجة مخاوف عالمية من تفشي فيروس "كوفيد-19" الذي أثّر سلبا على العديد من الأحداث الرياضية حول العالم، ودفع الى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو على الأقل منع المشجعين من الحضور.

وبعدما بقي الفيروس علامة استفهام حول السباق، فرض نفسه على حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن، بإعلان فريق ماكلارين انسحابه "بعدما تبين أن فحص أحد أعضاء الفريق لفيروس كورونا كان إيجابيا".

وأضاف "سيخضع الآن للعلاج من قبل سلطات الصحة المحلية".

وكان الموظف في ماكلارين واحدا من ثمانية أشخاص خضعوا لفحوص بعدما ظهرت عليهم عوارض الإصابة، بحسب ما أفاد مسؤولون في البطولة. وتم الخميس التأكد من ان السبعة الآخرين، وبينهم أربعة في فريق "هاس"، جاءت فحوصهم سلبية.

وسبق لماكلارين أن أعلن أمس عزل أحد أفراده بعد ظهور عوارض الإصابة بالفيروس. وقام "هاس" بخطوة مماثلة تطال أربعة من أفراده.

ولم يسلم الجدول المعلن للبطولة حتى الآن من تأثيرات تفشي الفيروس، إذ تم إرجاء سباق جائزة الصين الكبرى الذي كان مقررا في 19 نيسان/أبريل، بينما سيمنع المشجعون من حضور جائزة البحرين الأسبوع المقبل. لكن هذه الإجراءات تبقى أقل مما اتخذ على صعيد رياضات أخرى.

- مَلَكية المال -

وبقي السباق الأسترالي قائما كما المعتاد، ويتوقع ان يستقطب كما كل عام عشرات الآلاف من المشجعين على مدى الأيام الثلاثة (التجارب الحرة والرسمية الجمعة والسبت، والسباق الرئيسي الأحد). وعلى رغم اتخاذ إجراءات محدودة للحد من الاختلاط بين السائقين والجمهور، أبدى هاميلتون استغرابه لمضي المنظمين في إقامة السباق كأن شيئا لم يكن.

وقال خلال مؤتمر صحافي الأربعاء "أنا متفاجئ فعلا فعلا من أننا هنا. لا أعتقد انه من العظيم ان نقيم سباقات، لكنني مصاب بالصدمة لجلوسنا هنا جميعنا في هذه الغرفة" المكتظة بالسائقين والصحافيين.

وتابع بشأن الاجراءات التي اتخذت عالميا، ومنها وقف النشاط الرياضي بالكامل في إيطاليا وتعليق دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين "يبدو ان العالم تأخر أساسا في التحرك، ورأيتم هذا الصباح مع (قرار الرئيس الأميركي دونالد) ترامب إقفال الحدود مع أوروبا (في إشارة الى تعليق الرحلات لشهر)، وقف الـ +ان بي ايه+، لكن الفورمولا واحد مستمرة".

وتابع "هذا مصدر قلق أعتقد بالنسبة للناس هنا (...) الأمر بالتأكيد يثير قلقي"، ورد على سؤال عن سبب إقامة السباق بالقول "المال هو الملك".

وجلس هاميلتون الى جانب سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل بطل العالم أربع مرات، والأسترالي دانيال ريكياردو سائق رينو.

ورأى فيتل الذي يأمل في طي صفحة الموسم المخيب للآمال الذي اختبره مع فريقه الإيطالي في الموسم الماضي، لاسيما في ظل صعود نجم زميله شارل لوكلير من موناكو "أعتقد ان الاجابة هي ان أحدا لا يمكنه الآن ان يجيب على سؤال حول مدى القدرة على السيطرة على ما يحدث".

وأتت تعليقات هاميلتون قبل ساعات من قرار ماكلارين الذي يضم في صفوفه السائقين الإسباني كارلوس ساينز والبريطاني لاندو نوريس.

وبدأ تأثير الفيروس يطل برأسه في الفئة الأولى الأربعاء، مع الاعلان عن عزل اثنين من فريق "هاس" وثالث من ماكلارين بعد ظهور العوارض.

وفي تعليقات قبل إعلان الفحص الإيجابي، قال مدير هاس غونتر شتاينر ردا على سؤال عما اذا كان يجب إلغاء السباق بحال ثبتت الإصابة بالفيروس "لست خبيرا صحيا لذا لا يمكنني التعليق على ذلك".

وتابع "نحن نأخذ الأمر بجدية، اذا شعر أحدهم بأمر ما نطلب منهم إخبارنا بأسرع وقت ممكن وعدم إخفاء ذلك".

- سيارة أفضل لمرسيدس -

وعلى صعيد المنافسة، يبدو من الصعوبة بمكان حاليا استبعاد فرض مرسيدس هيمنته مجددا. ففي الموسم الماضي، أحرز الفريق لقب 15 سباقا من 21، توزعت بين 11 لهاميلتون وأربعة لزميله الفنلندي فالتيري بوتاس. وباستثناء تحسن أداء فيراري لاسيما عبر لوكلير في النصف الثاني من الموسم، تسيّدت سيارتا مرسيدس الحلبات دون منافسة فعلية.

والمفارقة ان هاميلتون (35 عاما) تحدث في الأيام الماضية عن شعوره بأن السيارة الفضية "باتت أفضل بعض الشيء من العام الماضي (...) لكن من الواضح ان ثمة بعض الأمور التي يجب علينا تحسينها".

هذا التوجه أعرب عنه أيضا بوتاس الذي فاز بالسباق الافتتاحي العام الماضي، وأنهى الموسم في المركز الثاني خلف هاميلتون.

ورأى الفنلندي في أستراليا انه "في يوم جيد، عندما أقدم ما لدي بنسبة 100 بالمئة، أشعر بأنني قادر على التفوق على أي كان. لكن كيفية القيام بذلك في كل نهاية أسبوع يقام خلالها سباق، هو الأمر المعقد".

والمتوقع ان يكون فريق مرسيدس أمام احتمال المنافسة من الفريقين الكبيرين الآخرين، أي فيراري وريد بول.

ويأمل الفريقان في الاعتماد على سائقين شابين هما لوكلير (22 عاما) الذي برز العام الماضي في موسمه الأول مع فيراري وفاز بسباقين على التوالي، والهولندي ماكس فيرشتابن (22 عاما) الذي ينظر إليه على نطاق واسع كواحدة من أفضل المواهب في عالم الفورمولا واحد.

وفاز الهولندي بثلاثة سباقات في الموسم الماضي، وأنهى الموسم ثالثا في الترتيب العام خلف ثنائي مرسيدس. وقال السائق الشاب قبيل سباق أستراليا "بالتأكيد أشعر انني مستعد من أجل ملبورن" وما بعدها.