الدوحة: لم تكف نادي الدحيل القطري بضع مشاركات آسيوية محتشمة للخروج من عباءته المحلية، فظلت تتقطع به سبل الوصول إلى العالمية عبر دوري أبطال آسيا وكان أقصى ما بلغه ربع النهائي، رغم الزاد الذي ظل يؤمّنه بتعاقدات وازنة من أجل التتويج.

غير أن هدية استهلال العقد الثاني من عمر النادي في الأضواء كانت ثمنية، إذ منحه التتويج السابع للدوري في النسخ العشر الأخيرة، مقعداً تاريخياً في كأس العالم للأندية التي تنطلق الخميس كممثل للدولة المضيفة بمواجهة عربية صرف مع الأهلي المصري بطل إفريقيا.

وباتت الآمال معقودة على الفريق المعروف سابقاً باسم "لخويا" والذي وُلد كبيراً على الساحة المحلية، كيّ يسجل حضوراً مشرّفا في المونديال دون أن يمرّ مرور الكرام.

صحيحٌ أن انسحاب اوكلاند سيتي النيوزلندي بسبب بروتوكول فيروس كورونا في بلاده، جنّب الدحيل حرج إمكانية الخروج من الدور التمهيدي، لكن قرعة الدور الثاني وضعت الفريق القطري في مواجهة معقدة على استاد المدينة التعليمية أمام الأهلي الذي يضرب جذوراً في عمق التاريخ القاري الإفريقي ويستعد للظهور السادس في المونديال.

ويرزح الدحيل دوماً تحت وطأة ضغوط مقارنات محلية مع السد في ظل دعم كبير يحظى به الفريقان.

فإذا كان قد حرم السد من التفرّد المحلي، إلا أنه لا يزال يراوح مكانه قارياً مقابل لقبين آسيويين للـ"زعيم"، آخرهما في العام 2011 الذي شهد الإنجاز التاريخي بالظفر ببرونزية مونديال الأندية في اليابان.

وغمز مدرب الدحيل الفرنسي صبري لموشي من قناة المشاركة السداوية في النسخة الماضية عندما قال لوكالة فرانس برس "الأسماء لا تكفي.. السد امتلك نفس المقومات في النسخة الماضية فما الذي حصل؟".

وكان السد ودّع من الدور الثاني في نسخة 2019 بخسارته أمام مونتيري المكسيكي 2-3.

"نصف لاعبي بايرن أصدقائي"

يدرك الدحيل أنه أمام مهمة صعبة بمواجهة الأهلي، فالطموح بالعبور تغلّفه عبارات الحذر من منافس شرس بحسب لموشي "سيكون الأمر صعباً بطبيعة الحال. نعرف من سنواجه، هو فريق قوي يضمّ لاعبين موهوبين، نملك فرصة الفوز، لكن الحقيقة أن فرصهم أكبر".

وطالب لموشي (49 عاما) الذي درّب سابقا منتخب ساحل العاج، نادي الجيش القطري، رين الفرنسي ونوتنغهام الانكليزي، الجميع بمواجهة حقيقة الفوارق التي تفصل فريقه عن البقية "لسنا بايرن (ميونيخ الالماني بطل أوروبا) او الأهلي أو حتى تيغريس اونال المكسيكي (بطل كونكاكف). يجب أن نُبقي اقدامنا على الأرض، سنواجه فرقاً فازت بالكثير ونالت الألقاب القارية قبل أن تأتي إلى هنا، يجب أن نكون واقعيين، نحن مجرد فريق فاز في البطولة المحلية".

أما اكثر اللاعبين خبرة وتجربة في المستوى العالي وهو قلب الدفاع المغربي مهدي بن عطية فقد قال فرانس برس "لا أفكر سوى بالأهلي. سنواجه فريقاً قوياً وشرساً يملك لاعبين بجودة عالية".

ومضى نجم روما ويوفنتوس الإيطاليين الذي سيلاقي فريقه السابق بايرن ميونخ (2014-2017) بحال تخطي الأهلي وبلوغ نصف النهائي "أعرف عقلية اللاعب المصري، والروح القتالية التي يتمتع بها. الأهلي فاز بألقاب كثيرة في افريقيا، وبحكم معرفتي في القارة، أدرك كم يكون الأمر صعبا".

واستدرك القائد السابق لمنتخب أسود الأطلس البالغ 33 عاما "لكنها في النهاية مباراة واحدة، وكل شيء فيها ممكن. لدينا الرغبة في الفوز ومواجهة بايرن في حال التأهل ستكون حدثاً خاصاً بالنسبة لي، فنصف لاعبي الفريق الألماني أصدقائي".

"سنعبر إلى نصف النهائي"

رغم الحذر الذي أبداه لموشي وبن عطية، أظهر نجم المنتخب القطري المعز علي ثقة كبيرة "متشوّقون لخوض التجربة المونديالية الأولى في تاريخ النادي، نريد أن تقدم مستوى طيباً ومشرفاً للكرة القطرية وللدحيل".

ومضى هداف كأس آسيا الأخيرة 2019 وأفضل لاعب فيها خلال حديث للموقع الرسمي للنادي "متحمّسون لمواجهة الأهلي المصري، ستكون مباراة من المستوى العالي أمام بطل إفريقيا، لكننا واثقون من قدرتنا على تقديم أفضل مستوى ممكن، وسنفاجئ الجميع بالانتصار والعبور إلى نصف النهائي".

وعلى ذات المنوال نسج مدير الفريق إسماعيل أحمد "نحترم الأهلي المصري لأنه فريق كبير، لكننا فريق قوي أيضاً ونملك جهازاً فنياً على مستوى عالٍ ولاعبين مميزين سواء المحترفين والمواطنين، وكلنا ثقة بقدرتهم على تسجيل ظهور مشرف".

وإلى جانب بنعطية، تضم لائحة الأجانب مع الدحيل لاعب الوسط الإيراني علي كريمي والمهاجمين البرازيلي دودو والبلجيكي إدميلسون جونيور والكيني مايكل أولونغا.

واعتبر أولونغا (26 عاما)، أحدث الملتحقين بصفوف الدحيل بعد قدومه من كاشيوا ريسول الياباني، كأس العالم للاندية تحدياً كبيراً وحلماً لكل لاعب كي يسجل ظهور طيباً في بطولة عالمية "وثقوا بقدراتي عندما انتدبوني للفريق في هذا التوقيت وقبل المونديال، أتمنى أن أكون عند حسن الظن. سأقدم ما بوسعي كي أحقق طموح النادي خصوصاً في كأس العالم للأندية".