لندن : لعبت السجية التهديفية لإيلكاي غوندوغان دورا كبيرا في ابتعاد مانشستر سيتي 10 نقاط عن أقرب مطارديه في الدوري الانكليزي لكرة القدم، لكن البحث المستمر للفريق المملوك إماراتيا عن لقب دوري أبطال أوروبا، يضع لاعب الوسط الدولي الألماني أمام مهمة جديدة الاربعاء عندما يحل ضيفا على بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني في ذهاب ثمن النهائي.

بعد انضمام المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا إلى مشروع سيتي، كان غوندوغان أول اللاعبين القادمين إلى ملعب الاتحاد، في خطة رفع الفريق الأزرق إلى مصاف نخبة الأندية في القارة العجوز.

برغم إحرازه ستة ألقاب في آخر خمس سنوات، والسابع يلوح في الافق في ظل الهيمنة الصارخة راهنا على الـ"بريمير ليغ"، تشكّل مسابقة دوري الأبطال إحباطا مستمرا لغوارديولا منذ رحيله عن برشلونة حيث توّج مرتين في 2009 و2011، برحلتين بافارية مع بايرن ميونيخ ثم انكليزية مع سيتي.

لم يتجاوز "سيتيزنز" ربع النهائي مع المدرب الكاتالوني في أربع محاولات.

وبعد تحقيقه 18 انتصارا متتاليا في مختلف المسابقات، يجد سيتي نفسه مجددا تحت الاضواء كمرشح أبرز لنيل لقب الكأس ذات الاذنين الكبيرتين.

وإذا كانت السنة التي سيحقق فيها مالك النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان حلمه بخطف لقب مسابقة الأندية الأهم في العالم، سيكون لغوندوغان دور رئيس على غرار الاسابيع الماضية.

يعيش لاعب الوسط أفضل مواسمه من الناحية التهديفية، رافعا رصيده إلى 13 في مختلف المسابقات، 11 منها في آخر 13 مباراة في الدوري.

لكن أسلوب لعب غوندوغان (8 أهداف في 42 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا) لا يقتصر فقط على تسجيل الاهداف. لاعب وسط نشيط نادرا ما يتخلى عن الكرة ويلائم خطط غوارديولا.

قال لاعب وسط برشلونة السابق عن الالماني "هو لاعب ذكي. هي احدى المزايا التي أقدّرها كثيرا، الذكاء. اللاعبون الذين يفهمون كل شيء في المباراة ويجدون الحلول في أسرع وقت ممكن".

"بين الأفضل"

قدرة غوندوغان على شغل عدّة أدوار جعلت منه لاعبا مفضلا في فريقه السابق بوروسيا دورتموند مع المدربين يورغن كلوب وتوماس توخل.

قال كلوب قبل تسجيله هدفين في مرمى فريقه ليفربول 4 1 في الدوري مطلع الشهر الجاري "إيلكاي هو بين أفضل اللاعبين الذين درّبتهم".

تابع "عندما تكون ذكيا ثم تكتسب الخبرة، يرتفع مستواك بشكل لافت. لست متفاجئا على الاطلاق".

بداية مشوار غوندوغان في إنكلترا عرقلتها اصابة قوية في ركبته ابعدته عن الملاعب نحو تسعة اشهر.

بعد عودته، ناضل لايحاد مكان في خط وسط يضمّ البرازيلي فرناندينيو، الاسباني دافيد سيلفا والبلجيكي كيفن دي بروين. ساهم هذا الوسط الرهيب في تحقيق موسم تاريخي عام 2019 نال في نهايته 100 نقطة قياسية في الدوري.

بعمر الثلاثين، اصبح غوندوغان قطعة رئيسة في رقعة غوارديولا، خصوصا بعد عودة سيلفا إلى إسبانيا وتقلّص دور المخضرم فرناندينيو (35 عاما).

وبعد غياب دي بروين لنحو شهر بسبب إصابة عضلية بفخذه، سجّل 6 مرات في 5 مباريات ولم يهدر سيتي أي نقطة.

اللاعب التركي الاصل الذي يُلفظ اسمه بالتركية "غوندوان" أظهر نضجا خارج حدود الملعب أيضا، بعد اطلاقه حملة خيرية لمساعدة أصحاب الحانات، المقاهي والمطاعم المعانية من الاغلاق جراء تفشي فيروس كورونا.

وعلى غرار كثيرين من زملائه، لم يظهر غوندوغان بعد قماشته في دوري الابطال مع سيتي، وذلك بعد بلوغه الدور النهائي مع كلوب في دورتموند خلال موسم 2012 2013.