طوكيو: تبدأ "إمبراطورة" الجمباز الأميركية سيمون بايلز و"الملك" الياباني كوهي أوشيمورا نهاية هذا الأسبوع مساعيهما نحو الخلود الأولمبي في ألعاب طوكيو.

حقّق كلاهما ما يكفي من الإنجازات ليدخلا كتاب أساطير الجمباز حيث يعتبرهما كثيرون الأعظم في الرياضة على مرّ العصور. إلّا أنّهما يقاربان الأولمبياد المؤجّل لعام كامل بسببب جائحة فيروس كورونا بتعطّش كبير من أجل سمو يضاهي أصلًا قمة جبل فوجي المجاور.

ومع انطلاق تصفيات السيدات الأحد، تأمل بايلز تمهيد الطريق نحو خمس ذهبيات في العاصمة اليابانية.

كانت قريبة من تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق في مشاركتها الأولى في أولمبياد ريو 2016. فبعدما حقّقت أربع ذهبيات لتعادل أفضل إنجاز للاعبة جمباز في نسخة واحدة من الألعاب، حالت برونزية في مسابقة عارضة التوازن دون اكتمال العقد.

وتكون ابنة الـ24 عامًا، المولودة في ولاية أوهايو، مرشّحة مرّة أخرى لحصد ذهبية المسابقة الكاملة مع الفريق الأميركي للمرة الثالثة تواليًا الثلاثاء المقبل.

بعدها بيومين، ستطمح لأن تصبح أول لاعبة تحتفظ بلقب المسابقة الكاملة في فئة الفردي منذ أكثر من نصف قرن.

قليلون هم الذين سيراهنون على نتيجة مختلفة في فئة لم تخسر فيها منذ العام 2013، وهي فترة حققت خلالها 19 ذهبية في بطولات العالم.

وَلَو سُمح للجماهير التواجد في مركز "أرياكي" للجمباز لمشاهدة مسابقة حصان القفز، لحبست أنفساها منذ اللحظة التي تبدأ فيها بالركض نحو الحصان.

ذلك لأنّ ملايين المشاهدين من جميع أنحاء العالم سيترقبون "يورشنكو دابل بايك"، وهي حركة خارقة وصعبة للغاية لم يسبق لامرأة أن نفّذتها في المنافسات إلى حين حقّقت بايلز ذلك في أيار/مايو الماضي في لقاء إنديانابوليس.

تعود بعدها إلى مسابقة الحركات الأرضية للاحتفاظ باللقب قبل أن تتوجّه لحسم مهمة لم تنهها منذ خمس سنوات في عارضة التوازن.

وعند سؤالها عن موعد عودتها إلى بلادها بعد حصّة تدريبية مع الفريق الأميركي الأربعاء أجابت "عندما ننهي المهمة".

وتسعى بايلز لتصبح أكثر لاعبة جمباز متوّجة بميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية (9)، والتي تحمله حاليًا السوفياتية لاريسا لاتينينا وحقّقته في خمسينيات وستينات القرن الماضي.

قد تحطم بايلز جميع الأرقام القياسيّة في رياضتها ولكن يبدو أن أحدها بعيد المنال. ففي سن الـ46، تخوض لاعبة الجمباز الأوزباكية أوكسانا شوزوفيتينا الأولمبياد الثامن لها وتبدو هذه المرة أكيدة أنه الأخير.

باتت بايلز أكثر نضجًا وثقة بنفسها من الفتاة التي نافست في ريو. منذ حينها، انتقدت غالبًا اتحاد بلادها للجمباز واللّجنة الأولمبية والبارالمبية الأميركية لطريقة تعاملهما مع قضية لاري نصار، الطبيب السابق للفريق الأميركي للجمباز الذي حُكم عليه بالسجن بتهمة الإعتداء الجنسي على مئات الرياضيّات والتي كانت هي نفسها ضحيّته وفق ما كشفته في العام 2018.

كما أنها أخذت إجازة طويلة من المنافسات، لكن فكرة الإعتزال بعد أولمبياد طوكيو قد لا تحصل بينما يحاول مدرباها الفرنسيان إقناعها بمشاركة أخيرة في دورة باريس 2024.

الرقصة الأخيرة لأوشيمورا؟

في المقابل، يبدو أفق الإعتزال أقرب بالنسبة لأوشيمورا، المتوّج بذهبيّة المسابقة الكاملة في فئة الفردي في 2012 و2016 إضافة إلى لقب الفرق في النسخة الأخيرة، بعدما تأهّل إلى أولمبياد طوكيو عبر التصفيات.

ففي عمر الثانية والثلاثين وفي ظلّ مشاكل في كتفه، قرّر أوشيمورا المُكنّى من قبل قاعدته الجماهيرية الكبرى بـ"الملك"، التخلّي عن فرصة الدفاع عن لقبه في المسابقة الكاملة والتركيز على العارضة الثابتة في مشاركته الأولمبيّة الرابعة.

وقال المُتوّج بسبع ميداليات أولمبيّة بعد حصّة تدريبيّة منتصف الأسبوع "هذا رائع، لا سيّما أنّها (الألعاب) في اليابان. هذا الأولمبياد الرابع لي وهو ربّما الأفضل حتى الآن".

سيكون نيكيتا ناغورني بطل العالم عامي 2019 و2020 المشارك تحت علم محايد نظرًا لإيقاف روسيا عن الألعاب بسبب فضيحة المنشطات، المرشح الأبرز لخلافة أوشيمورا وحصد الذهب في المسابقة الكاملة.

ساهم أوشيمورا في فوز اليابان في مسابقة الفرق في العام 2016، لكن الصين وفريق اللجنة الأولمبيّة الروسيّة بقيادة أرثر دالالويان الذي يتعافى من إصابة في وتر أخيل تعرّض لها في نيسان/أبريل الفائت، سيحاولان الإفادة من غياب نقاط "الملك" لخطف اللّقب من فريق الأرخبيل.

ويبدو اليوناني إيليفثيريوس بيترونياس مرشحًا للدّفاع عن لقبه في جهاز الحلق، وهي مسابقة يأمل فيها الفرنسي سمير آيت سعيد حصد معدن من أي لون بعد الإصابة القوية في رجله التي تعرض لها في ريو.

ويأمل البريطاني ماكس ويتلوك الاحتفاظ بذهبيتي الحركات الأرضية وحصان الحلق فيما سيكون الإيرلندي رايس ماكغلاناغين ندًّا قويًّا له.