لشبونة: تأخر بروز الإيراني مهدي طارمي على المستوى الأوروبي بعد انضمامه الى بورتو البرتغالي بعمر الثامنة والعشرين، وسيشكّل أبرز الأسلحة الهجومية بالنسبة الى المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر اعتباراً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

ابن الثلاثين عاماً، يستعد لظهوره الثاني في النهائيات العالمية مع "تيم ملي" بعد مونديال روسيا، حيث سيحمل هجوم الفريق على عاتقه، في ظل الشكوك التي تحوم حول مشاركة مهاجم باير ليفركوزن الالماني سردار أزمون الذي يعاني من إصابة حالياً قد تبعده عن النهائيات.

وسيكون طارمي (60 مباراة دولية و 27 هدفًا)، السلاح الاساسي بالنسبة الى المدرب البرتغالي العائد للإشراف على منتخب إيران في أيلول /سبتمبر الماضي، وللمرة الثالثة في النهائيات بعد 2014 في البرازيل و2018 في روسيا.

المدرب السابق

لم يكن طارمي على علاقة جيدة مع المدرب السابق الكرواتي دراغان سكوتشيتش، ولا سيما أن لاعب بورتو انتقد المدرب على العلن ما أدى الى استبعاده عن بعض المباريات في التصفيات المونديالية في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 ضد لبنان وسوريا.

يعبّر طارمي بانتظام عن آرائه عبر مواقع التواصل الإجتماعي دعماً للحركة الاحتجاجية في البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، وينتظره محبو اللعبة الشعبية أن يكون لائقاً في نهائيات قطر.

ويقدم مهاجم الغرافة القطري السابق، أداء مميزاً هذا الموسم مع بورتو محلياً أو قارياً في دوري أبطال أوروبا، إذ نال لقب أفضل لاعب في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وتمكن بطل الدوري البرتغالي في الموسم الماضي، من تصدر مجموعته في البطولة القارية العريقة بعد انطلاقة ضعيفة في المجموعة الثانية بخسارتين، قبل أن ينتفض الفريق بأربعة انتصارات متتالية، ساهم طارمي خلالها بسبعة أهداف إذ سجل خمسة ومرر كرتين حاسمتين.

بين كبار أوروبا

اختير الدولي الإيراني أفضل لاعب في الجولة الخامسة من دوري الابطال بعدما قدم أداء قوياً ضد مفاجأة البطولة كلوب بروج البلجيكي (4 صفر)، حيث سجل طارمي ثنائية، كما تألق في المباراة الاخيرة الثلاثاء والتي فاز فيها فريقه على أتلتيكو مدريد (2 1) حيث مهّد طريق الفوز بافتتاحه التسجيل. هذه الارقام يؤكد تطور اللاعب منذ مونديال 2018 حيث كان لا يزال لاعباً مع الغرافة.

انتقل طارمي الى الدوري البرتغالي، بعدما قدم موسماً جيداً في الدوري القطري موسم 2018 2019، الذي سجل خلاله ثمانية أهداف، وحقق حلمه باللعب في أوروبا فانضم مجانًا إلى ريو آفي.

وسريعاً أبان الإيراني عن موهبة مميزة مع فريق شمال البرتغال، إذ سجل 18 هدفاً وضعته وصيفاً لهداف البطولة. وقال مدربه السابق كارلوس كارفاليال في حديث الى صحيفة "آ بولا" البرتغالية في الصيف الماضي "لو وصل طارمي إلى البرتغال وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، لكان الآن مع أحد الاندية الكبرى في أوروبا. (...) إنه لاعب بمستوى عالٍ جداً وقد أثبت ذلك في الحال".

أكثر ذكاء

غزارة أهداف طارمي ومستواه المميز، جذبا انتباه بورتو الذي أنفق نحو خمسة ملايين يورو للتعاقد معه بعد عام من وصوله إلى البرتغال.

وبإشراف المدرب سيرجيو كونسيساو، لم يتأخر الإيراني في إثبات قدراته فحجز مقعداً أساسياً في خط هجوم "التنانين"، بغض النظر عن اسلوب اللعب الذي اعتمده الدولي السابق.

وبالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف (61 في 113 مباراة مع بورتو)، تميز طارمي في تمرير الكرات الحاسمة بتمريره 42 منها منذ ارتدائه القميص الابيض والأزرق.

ورأى كونسيساو في حديث صحافي قبل نحو شهرين "لقد راقبت طارمي عن كثب في السنوات الأخيرة، كان لدي الإحساس انه رغم عدم امتلاكه سرعة كبيرة إلا أن ذكاءه فوق المعدل"، وأوضح بأن "تمركزه مثير للإهتمام".