الدوحة: بعد انتهاء تجربة افتتاح مونديال قطر 2022 كرة القدم وانتكاس المنتخب المضيف بخسارة مؤلمة أمام الاكوادور، تشرّع ملاعب كأس العالم أبوابها لثلاث مباريات الإثنين، حيث تتركز الانظار على مواجهة إيران وإنكلترا التي تحمل خلفيات سياسية-اجتماعية.

وإلى مواجهة إنكلترا وصيفة بطل أوروبا وإيران على استاد خليفة، تلعب الولايات المتحدة في نفس المجموعة الثانية مع ويلز العائدة مرة ثانية بعد بلوغها ربع نهائي 1958 على استاد أحمد بن علي في الريان، فيما تستعد طواحين هولندا بقيادة المدرب العنيد لويس فان خال لمواجهة السنغال بطلة إفريقيا، لكن الجريحة من انسحاب نجمها ساديو مانيه بسبب الاصابة، على استاد الثمامة المصمّم على شكل القحفية التقليدية.

وكانت قطر استهلت مواجهات النسخة 22 من المونديال المقام مرة كل أربع سنوات، بخسارة محبطة أمام الاكوادور 0-2 على استاد البيت أمام 67 ألف متفرج، حيث لم يقدّم لاعبوها الاداء المرجو رغم الامكانات الهائلة التي وضعت بتصرفهم منذ سنوات.

مساحة ضيقة

وتخضع قطر، أول مضيفة لكأس العالم من المنطقة العربية والشرق الأوسط، لاختبار المواصلات مع اقامة المباريات الثلاث في ثلاثة ملاعب في العاصمة الدوحة وضواحيها ويتسع كل منها لنحو أربعين الف متفرج.

فبعد انتقادات لاذعة تعرّضت لها الدولة الخليجية الغنية بالغاز، بسبب مواضيع شتّى تتراوح من شراء الأصوات، مناخ الإمارة الحارّ ومجتمعها المحافظ إلى سجلّها في مجال الحريّات وحقوق الإنسان وخصوصاً التعامل مع العمال المهاجرين من جنوب القارة الآسيوية ومجتمع الميم، ينتقل التركيز الى القدرة الاستيعابية لشبكة المترو ومطار حمد الدولي وشبكة الطرق لثلاث مباريات في مساحة أضيق بكثير من الأيام الاعتيادية في كؤوس العالم السابقة.

ولم يواجه المنظمون اي عقبات لوجستية في مباراة الافتتاح، رغم ترك مشجعي قطر المدرجات بعد الاداء الباهت الذي قدمه العنابي أمام الاكوادور.

كتبت صحيفة "الشرق" أن المنتخب القطري "فشل" في الفوز مشيرة "لم يقدم منتخبنا ما يشفع له من اجل التعادل على الأقل أو تسجيل ولو هدفا".

وتناولت الصحيفة مغادرة مشجعي منتخب قطر الاستاد قبل نهاية المباراة، قائلة إن الجماهير غادرت "لانها لم تتحمل رؤية خسارة المنتخب بهدفين دون رد، وان هذه المغادرة لم تكن في صالح منتخبنا وكان من المفروض مواصلة دعم وتشجيع المنتخب حتى آخر دقيقة".

احتجاجات وتمييز

على استاد خليفة الواقع بمحاذاة أكاديمية أسباير للتفوّق الرياضي، تلعب إيران مع إنكلترا في ظل ترقب تصرفات لاعبي المنتخبين على جبهتين مختلفتين.

في الجهة الإيرانية، تشهد البلاد منذ قرابة شهرين احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وأعرب العديد من لاعبي المنتخب الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمهم للاحتجاجات، وارتدوا أربطة معصم سوداء خلال المباريات أو رفضوا غناء النشيد الوطني.

لكن على الطرف الانكليزي، رضخت المنتخبات الأوروبية وبينها منتخب "الأسود الثلاثة"، عادلة عن ارتداء شارة دعم المثليين لتعزيز التنوّع والشمول وضد التمييز، في إشارة إلى تعاطي الدولة المضيفة مع المشجعين المثليين.

أعلنت سبعة منتخبات انها عدلت عن قرارها لتجنب العقوبات، معربة في بيان مشترك الاثنين عن "خيبة أمل" من الاتحاد الدولي (فيفا)، وذاك بعد اعلانها عن ارتداء قادتها الشارات.

وأصدرت منتخبات إنكلترا، ويلز، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، ألمانيا وسويسرا بياناً قالت فيه إن "فيفا كان واضحاً جداً في أنه سيفرض عقوبات رياضية إذا ارتدى قادتنا شارات (داعمة للمثليين) في الملعب"، مضيفة "لا يمكننا وضع لاعبينا في موقف يمكنهم من خلاله مواجهة عقوبات رياضية (...) لذلك طلبنا من القادة عدم محاولة ارتداء" الشارات في مباريات كأس العالم.

وكان مرتقباً أن يرتدي قائد المنتخب الإنكليزي هاري كين شارة عليها شعار "حبّ واحد" لدعم المثليين، في إطار رسالة إلى الدولة المضيفة التي طالتها انتقادات عدة حيال سجّلها الحقوقي على مدى الأعوام الماضية. لكن الاتحاد الدولي للعبة، لوّح بفرض عقوبات صارمة على اللاعبين في حال خُرقت لوائحه.