Calchín (الأرجنتين): كان خوليان ألفاريس مصدر إلهام للأرجنتين في مونديال قطر، لكن في قريته الصغيرة، يحتفى باللاعب الملقب بـ "العنكبوت" لتواضعه ويوصف بالـ"بطل" والـ "سفير".
بعد أن بدأ المونديال القطري كبديل، شق ألفاريس طريقه إلى التشكيلة الأساسية من خلال سلسلة من العروض الرائعة التي اسهمت في انتصارات بلاده، كما سجّل اربعة اهداف حاسمة.
من شبه المؤكد أن اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا سيبدأ في التشكيلة الاساسية في نهائي الأحد ضد فرنسا، لا بل سيحظى بدور قيادي ومتقدم.
وقالت باتريسيا ماغنينو، إحدى معلمات ألفاريس في مدرسة "ريفيرا إندارتي" الابتدائية في كالتشين، لوكالة فرانس برس "في السابعة من عمره، كان فتى داعمًا ومسؤولًا ومجتهدًا جدًا لمساعدة رفاقه".
واضافت "الآن هو نجم، عظيم، إلى جانب (ليونيل) ميسي".
بدورها، قالت غراسييلا دي باربيريس، إحدى معلماته السابقات "لقد تميّز دائمًا بتواضعه وقلّة تحدثه. تتحقق الأحلام إذا عملت لها".
كالتشين، التي تعني "البقعة المالحة" باللغة المحلية، هي قرية متواضعة يسكنها 3000 شخص وتقع في الشمال الشرقي لمقاطعة كوردوبا الريفية والصناعية الغنية.
عند مدخل القرية وعلى جدران المدرسة توجد لوحات إعلانية تمدح "خوليان، فخر كالتشين" إلى جانب صور عناكب كبيرة.
يسود الهدوء القاتل في القرية، باستثناء أصوات ورش حدادة قليلة. اما المنطقة المحيطة بها فغنية بحقول الحبوب والماشية.
سخاء
أُطلق على ألفاريس لقب العنكبوت بسبب قدرته على التحكم بالكرة وإرسالها الى المرمى، مثل العنكبوت الذي يمسك ذبابة ويمزقها داخل شبكته.
نجح الفاريس بتسجيل هدفين في الفوز 3 صفر على كرواتيا الثلاثاء في نصف النهائي، إضافة إلى هدفيه سابقين ضد بولندا وأستراليا.
بدأ اللعب لنادي أتلتيكو كالتشين المحلي الذي يضم ملعبه مدرجًا رئيسيًا واحدًا فقط يتسع لـ 150 شخصًا فقط.
أما الأحد، فيلعب ألفاريس أمام ما يقارب 89 ألف متفرج في استاد لوسيل بالدوحة.
يبرز المدرج الخرساني بين البامبا الأرجنتينية الشاسعة في هذه المنطقة الرطبة، على بعد 800 كيلومتر من بوينوس آيرس.
يلعب كالتشين بنفس ألوان ريفر بلايت، النادي الذي أطلق مسيرة ألفاريس الاحترافية قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي الانكليزي. على الرغم من تحوله الكبير إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، أغنى دوري في العالم، لا يزال ألفاريس مرتبطًا بقريته الأم. قبل بضع سنوات، اشترى شاحنة لمدربه الأول، رافايل فاراس، لمساعدته في وظيفته كرجل توصيل.
وقال فاراس في مقابلة تلفزيونية حديثة "لقد كانت لفتة كبيرة من خوليان أن يعطيني الشاحنة. لم أكن أتوقع ذلك، لكن مع معرفتي بالشخص الذي هو عليه، لم أتوقع أقل من ذلك".
أفضل سفير
قالت دي باربيريس "خوليان يجعلنا فخورين. أتذكر أنني علمته الرياضيات واللغة والعلوم الاجتماعية".
وأضافت "لكن قوته كانت الرياضة، حيث كان يتألق. أنا أعشقه".
تتذكر ممازحة ألفاريس أن الصحافيين سيأتون بحثًا عن مقابلته، "وقد أصيب بالحرج".
وقال رئيس البلدية المحلي كلاوديو غورغيرينو "إنه أفضل سفير لدينا. إنه مثال لأطفالنا، ليس فقط لصفاته كلاعب ولكن أيضًا كشخص".
بدوره يقول عرّاب ألفاريس، راوول كامبولي "كانت كرة القدم دائمًا أولوية خوليان" لكنه كان أيضًا في الطليعة مدرسيا مردفا "كان حامل علم المدرسة".
ومع ذلك، كانت أهدافه هي التي جعلته مميزًا بالفعل. قال توماس روميرو، 23، صديق وزميله السابق في الفريق "مع خوليان كان لدينا الآس البستوني".
واضاف "إنه بطل، لقد فعل الكثير من أجل ايصال قريتنا الى جميع أنحاء العالم".
التعليقات