إيلاف من بيروت: شهدت دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 استبعاد الرياضي الإيراني صادق بيت سياح بعد تحطيمه الرقم القياسي العالمي في رمي الرمح للرجال فئة F41. هذا القرار أثار موجة من الجدل، حيث جاءت العقوبة بعد تصرفات بيت سياح خلال احتفاله بالفوز، ما أدى إلى سحب الميدالية الذهبية منه.
رقم قياسي تاريخي... وميدالية مسحوبة
في اللحظات الأخيرة من المسابقة، حقق بيت سياح إنجازاً تاريخياً برمية بلغت 47.64 متر، متفوقًا بفارق ضئيل على منافسه الهندي نافديب سينغ. بهذا، لم يكتفِ بيت سياح بالتفوق في المنافسة فحسب، بل حطم أيضًا الرقم القياسي العالمي والبارالمبي في نفس الوقت. ومع ذلك، فإن هذا الإنجاز لم يستمر طويلاً في الأضواء بعد أن قررت اللجنة البارالمبية الدولية استبعاده.
عجیب اما واقعی!!!
— محمد گودرزی زاده 🇮🇷 (@aletaha69) September 7, 2024
به خاطر احترام به پرچم #یا_ام_البنین، از سوی مسئولین برگزاری، #صادق_بیت_سیاح دیسکالیفه شد و مدال طلا رو ازش پس گرفتن!!!
چه کینههایی دارند به عقائد پاک #شيعه
حضرت ابالفضل نگهدارت باشه پهلوون https://t.co/l7gsKGLHYk pic.twitter.com/MAgVFTMqFF
خلفيات القرار: إشارات مثيرة للجدل
القرار أثار جدلاً واسعاً بسبب الحركات التي قام بها بيت سياح أثناء احتفاله. بحسب اللجنة، فإن أولى تلك الحركات كانت إشارة باليد فُسّرت على أنها "إشارة الذبح"، مما أدى إلى تلقيه بطاقة صفراء. تلتها حركة ثانية عندما رفع بيت سياح علماً يحمل عبارة دينية مذهبية، وهو ما دفع الحكم إلى منحه بطاقة صفراء ثانية، لتصبح النتيجة استبعاده وسحب الميدالية منه. هذه العقوبة جاءت استناداً إلى قواعد اللجنة البارالمبية التي تحظر استخدام الشعارات السياسية أو الدينية في المنافسات الرياضية.
إيران تحتج
على إثر القرار، سارعت البعثة الإيرانية إلى تقديم استئناف رسمي، معتبرةً أن العلم الذي رفعه بيت سياح هو رمز ديني وليس سياسي، وأنه سبق وأن احتفل بالطريقة نفسها في بارالمبياد طوكيو 2020 من دون أي تبعات. لكن لجنة التحكيم رفضت هذا الاستئناف، وأكدت على قرار سحب الميدالية.
تفسيرات متباينة
علي أصغر هادي زاده، رئيس فريق ألعاب القوى الإيراني، أعرب عن استيائه من القرار، موضحاً أن إشارة بيت سياح كانت تعبيراً عن "كسر الرقم القياسي" وليس عن "الذبح". ورأى أن اللجنة قد أخطأت في تفسير التصرف. في المقابل، ردود الفعل في إيران لم تكن أقل حدة، حيث وصف مسؤولون إيرانيون القرار بأنه تعدٍ على حرية التعبير، واتهامات للدول الغربية بالكيل بمكيالين في تطبيق القواعد الدولية.
لم يقتصر تأثير هذا القرار على الساحة الرياضية فقط، بل امتد ليشعل توترات دبلوماسية بين إيران واللجنة البارالمبية الدولية. إذ اعتبرت إيران أن القرار يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز حدود الرياضة، ويعيد طرح تساؤلات حول المعايير المتبعة في مثل هذه البطولات الدولية.
التعليقات