أعلن مطران السريان الكاثوليك في سوريا أنهم لا يعانون أي مشكلة مع نظامهم على خلاف المسيحيين في البلدان الأخرى، بينما تواصل المعارضة السورية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإسماع صوتها وبث أخبار وصور التظاهرات على تويتر.


لندن:اعلن المطران فيلوكسينوس متياس الناطق باسم كنيسة السريان الكاثوليك في سوريا دعم الكنسية للنظام السوري. وقال المطران فيلوكسينوس quot;نحن هنا في سوريا ليس لدينا مشكلة مثل المسيحيين في بلدان أخرى. وليس لدينا مشكلة مع الرئيسquot; بشار الأسد.

ويقدم ما حدث في العراق درسا للمسيحيين في الشرق الأوسط. فان كثيرين من مسيحيي العراق كانوا ضد بطش النظام الصدامي مثلهم مثل غيرهم من العراقيين ولكن ما جرى منذ سقوطه كان أسوأ بكثير، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف. وقالت الصحيفة في تقريرها إن استهداف مسيحيين ومهن ارتبطت بهم تقليديا مثل محلات المشروبات الروحية حدث لأول مرة في العراق خلال أعمال العنف الطائفية في الغالب التي اجتاحت العراق بعد الغزو. واشار التقرير الى تفجير اكثر من 60 كنيسة ومقتل مئات بسبب ديانتهم وخطف مطران الموصل الكاثوليكي وقتله قبل عامين. ويُقدر ان نصف مسيحيي العراق هاجروا بسبب هذه الأوضاع.

وتتناقص اعداد المسيحيين حتى في بلدان عُرفت بتقاليدها العريقة في تعايشهم مع المسلمين مثل لبنان حيث ما زالت رئاسة الجمهورية من نصيب المسيحيين بموجب الدستور. وتُنسب هجرة المسيحيين في بعض الحالات الى الفرص الاقتصادية في الغرب المسيحي ، وتكون في حالات اخرى خليطا من العوامل الاقتصادية والهرب من نزاعات مذهبية وخطر ما هو اسوأ إذا ازداد الوضع تفاقما.

وفي مصر أعقبت تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية قبل الانتفاضة اشتباكات دموية بين مسيحيين ومسلمين في القاهرة والصعيد بتحريض من جماعات متطرفة. ولكن المسيحيين الأقباط قاموا بدور متميز في تظاهرات ميدان التحرير ضد الرئيس السابق حسني مبارك.

وفي بلدان أخرى عمدت انظمة الحكم الى رعاية الأقليات بسبب مستويات تعليمهم من جهة وعلاقاتهم الأسهل مع الغرب من جهة اخرى. ولكن هذا يبث في نفوس المسيحيين مخاوف ايضا من التداعيات التي تترتب على سقوط هذه الأنظمة ، بحسب الديلي تلغراف.

في غضون ذلك تدور حرب الكترونية بعيدة عن الأضواء بين المعارضة والنظام السوري. إذ تواصل المعارضة السورية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لإسماع صوتها. ولجأ ناشطون الى موقع تويتر لبث الأخبار وصور التظاهرات التي تشهدها المدن السورية. وتمكنت المعارضة باستخدام رموز (هاش تاغ) تشير الى سوريا ودرعا و15 آذار مارس من لفت الانتباه الى حركة لم تلق اهتماما كبيرا في وسائل الاعلام العالمية ، ولكنها استنزلت على نفسها حملات أمنية ايضا.

ولاحظ مراقبون ان مستخدمي تويتر السوريين الذين عليهم ان يتنافسوا مع مصالح أخرى تزاحمهم نتيجة الاحتجاجات المستمرة في بلدان اخرى من المنطقة ، يواجهون ايضا طائفة من الحسابات الموالية للنظام السوري فُتحت مؤخرا لا لغرض سوى التشويش على نصوص المعارضة واغراق الخطاب المؤيد للثورة.

وتنقل صحيفة الغارديان عن المدون السوري أنس قطيش ان عملاء المخابرات السورية يديرون هذه الحسابات ، بلغة عربية وانكليزية ركيكة ، وسيل لا يتوقف من الاهانات والشتائم.

ويبدو ان هذه الحسابات التي يديرها افراد لم تكن مجدية في عرقلة الاستدلال بالهاش تاغ في عمليات البحث. ولكن مجموعة اخرى من الحسابات افلحت في اغراق الهاش تاغ Syria#. ومن خلال شركة ايغنا EGHNA البحرينية يرسل مخربون رسائل تصل احيانا الى عدة نصوص في الدقيقة مستخدمين مفردات بحث تتعلق بسوريا. وتؤدي المهمة نفسها حسابات أخرى مثل @SyriaBeauty حيث تكون هذه الرسائل سياسية احيانا وغير سياسية احيانا أخرى لكنها كلها حديثة الصياغة وكلها تهدف الى صرف الانتباه بعيدا عن الاحتجاجات السورية.

ورغم ما تسببه هذه الأساليب من مصاعب فانها لا تخالف شروط تويتر لاستخدام الموقع. ويقترح مركز المساعدة التابع لتويتر حجب المستخدمين لمنع رؤية محتواهم. ولكن من دون توفر برمجية طرف ثالث فان عملية الحجب لا تستبعد المستخدم عن عملية البحث. ويمتنع موقع تويتر عن تخفيف المحتوى وازالة المستخدمين رغم أعمال التخريب التي يمارسها بعضهم ولكن وظيفة البحث تحبذ المستخدمين ذوي الأسماء الكاملة مقترنة بنبذة وافية عنهم مع صورتهم ، ويمكن استبعاد المستخدمين الذي يرسلون نصوصهم آليا.

وبعد سيل من الشكاوى هذا على وجه التحديد ما حدث للمتطفلين على هاش تاغ #Syria. ولم تعد عمليات البحث على هاش تاغ سوريا تتعرض الى اغراقها بروابط صور فوتوغرافية واحصاءات عن كرة القدم.

ما زال السوريون يواجهون عقبات كبيرة على الانترنت، من خطر اختراق اجهزة الأمن لحساباتهم الى الخطوط الحمراء التي توضع على حرية التعبير ولكن هذا النجاح المتواضع يعني انتصارهم على الأقل في معركة ايصال وجهة نظرهم وخطاب المعارضة.