شهد رمضان المنصرم بطالة ثمانية من ألمع مخرجي الدراما العراقيَّة ما إنعكس سلبًا عليها.

بغداد: أطرف ما يمكن اكتشافه من خلال المسلسلات الدراميَّة العراقيَّة الَّتي قدِّمت خلال شهر رمضان على شاشات الفضائيَّات العراقيَّة، أنَّ مخرجًا عراقيًّا واحدًا فقط عمل فيما كان الاخرون في بطالة، إذ تبيَّن أنَّ هناك ثمانية مخرجين مهمِّين، إضافة إلى أحد أفضل مدراء التَّصوير، كانوا بعيدين تمامًا عن ساحة عملهم المفضَّلة وهي الإخراج الدرامي، وهؤلاء المخرجون هم، عزام صالح، وجمال عبد جاسم، وعلي أبو سيف، وفارس طعمة التميمي، ونبيل يوسف، وهاشم أبو عراق، وأكرم كامل، ورجاء كاظم، وهؤلاء كانوا خلال السنوات الخمس الماضية يعملون بشكل مستمر، ومنهم من يقدم أكثر من عمل، إلاَّ أنَّهم هذه السنة لم يقدِّموا أي عمل درامي، وعاشوا فترة سبات لا يعرفون متى تنتهي.

وقال المخرج عزام صالح: quot;عدا حسن حسني الذي اشتغل لصالح الشرقيَّة من خلال عملين هما quot;إعلان حالة حبquot; وquot;آخر الملوكquot;، لم يعمل أي من أولئك المخرجين الذين كانت شاشة رمضان تمتلئ بأعماله، والسبب هو أنَّه ليس هنالك أي تبييت للنهوض بالدراما العراقيَّة، لا من قبل الفضائيَّات العراقيَّة ولا من مؤسسات الدولة، وهناك قضية مهمَّة وهي أنَّ هناك من يعمل متعمدًا ضد الدراما العراقيَّة، فمثلاً سوريا في البدء فرضت على المخرج العراقي فقط ضريبة، ومن ثم وضعت قيودًا على عمل المخرجين والفنيين العراقيين، كي يستعين المنتج بمخرجين وفنيين من سوريا، لأنَّ الضريبة المفروضة تكلفه، وهذا يمكن الإشارة إليه بالتضييق على الدراما العراقيَّة حتَّى نبقى نستوردquot;.

وأضاف: quot;وهذا جعل الأعمال الدراميَّة العراقيَّة تنتج من وجهة نظر غير عراقيَّة، والمفروض هنا أنّْ تضع الدولة أُسسًا، لان هذا يمس البلد بشكل عام، كما أنَّه لا يمكن لأحد الإحتجاج على ما يقدم، فنقابة الفنانين غير شرعيَّة ووزارة الثقافة غير معنية بكل الثقافة والفنون والآداب، لا من قريب ولا من بعيد ولا يهمها هذا، والدولة غير معنية حتَّى بأرشفة تاريخها كله، فالسينما الَّتي تؤرشف للتاريخ عندها ملغية.quot;

أمَّا مدير التَّصوير صباح السراج فقال: quot;السبب يكمن في الفضائيَّات العراقيَّة الَّتي بدأت تعمل خارج البلد، والغريب أنَّ مخرجينا العاطلين عن العمل أفضل مستوى من المخرجين العرب الذين أخرجوا الأعمال العراقيَّة، فالأعمال الَّتي قدِّمت في شهر رمضان لا تضاهي الأعمال الَّتي أخرجها عزام أو جمال أو فارس، لدينا مخرجون اكفاء ومبدعون وكان من الممكن أنّْ يقدموا أفضل مما قدِّم.quot;

وأضاف: quot;وأسباب الإعتماد على مخرجين غير عراقيين يعود إلى الضريبة الَّتي تفرضها سوريا على المخرجين العراقيين، فالمنتج يريد تقليص النفقات من خلال تقليص المخرجين والفنيين العراقيين بسبب الضريبة كما قلت.quot;

وتابع: quot;المشكلة ليست سهلة وهناك الكثير من الجهات المسؤولة عما يحدث، ربما يقولون إنَّهم يعملون خارج العراق بسبب عدم الظروف الأمنيَّة، ولكن القضية أخطر وأبعادها كبيرة ، ولكنني أتمنَّى أنّْ ينتبهوا إلى هذا ليعود المخرجون العراقيون إلى إبداعاتهم وتنهض الدراما العراقيَّة بما يليق بها.quot;