دبي: في لقاء خاص حاورنا الفنان الإماراتي منصور الفيلي والذي تحدث بجرأة وصراحة عن وضع الفنان الإماراتي وما يعانيه من ظلم وتهميش وعدم إهتمام من قبل المؤسسات الداعمة للفن وكذلك من قبل الإعلام. ولإلقاء الضوء على هذه القضية وعلى الفنان سألناه :


كيف كانت بداية دخولك للمجال الفني؟
ـ بالصدفة .. في العام 1990 كنت ألعب البلياردو مع الفنان الكبير عبد الله صالح وكنا نتبادل التعليقات الضاحكة وذات يوم قال لي أنت تصلح للمسرح
فقلت له هذا ليس مجالي لكنه أقنعني، وذهبت للمسرح وتعرفت بالمجموعة التي تعمل هناك ثم أخذت دورة في مسرح دبي القومي وكان يدرسنا مجموعة من الأساتذة كحبيب غلوم ومجدي كامل وابراهيم سالم وغيرهم.

حدثنا عن أول عمل لك؟
ـ أيام حرب الخليج كانت فترة ذهبية لمسرح الإمارات نظراً لتواجد فنانين الكويت في الإمارات مثل غانم الصالح، وداوود حسين وغيرهم. وكان أول عمل لي في مسرحية (الكبار مع التحية) مع غانم الصالح.

وبعدها؟
ـ كانت إنطلاقتي الكوميدية في مسرحية ( بو محيوس في ورطة) للكاتب جمال سالم ورغم صغر الدور أحببت الشخصية وأبدعت فيها وجعلتها مؤثرة في العمل لدرجة أن مشهد لي من المسرحية ظل يتكرر لفترة طويلة في برنامج (إبتسامات) على تليفزيون دبي .

حدثنا عن إرتباطك بجمال سالم؟
ـ أول مسرحية شاركت فيها وأول عمل تليفزيوني وأول فيلم لجمال سالم فهو استاذ كبير وقد دعمني كثيراً.

بماذا تفسر بعدك عن الإعلام؟
ـ ليس برغبتي طبعاً فأنا لن أذهب إلى الإعلام لأطلب لقاء كما أنه ليس لدينا من يقوم بتسويق الفنان إعلامياً كما هو موجود بالدول الأخرى, لكنني أتواجد في المهرجانات .

وماذا عن مشاركتك بمهرجان دبي السينمائي؟
ـ شاركنا في المهرجان بفلمين وهم( رائحة الجنة) و ( موت بطئ)

أول مرة تشارك في مهرجان؟
ـ شاركت في مهرجان الخليج السينمائي كما شاركت في مهرجان أبوظبي السينمائي بالفيلم القصير( أحلام بالأرز) وهو عمل لياسر النيادي وهناء الشاطري وقد حصل على ثلاث جوائز للسيناريو والتمثيل والإخراج .

الفيلمان سيشاركان أيضا هذه السنة بمهرجان الخليج حدثنا عنهما ؟
ـ فيلم ( موت بطئ) تأليف وإخراج جمال سالم وهو فيلم قصير حوالي 15 دقيقة لكن فكرته جديدة وجريئة

كيف؟
ـ هو يناقش قضية الوطن ويجيب عن السؤال هل الوطن هو الذي نولد فيه أم الذي نعيش فيه ويحكي عن وافد اسيوي يعمل حفار قبور منذ كان شابا وحتى صار كهلا ثم جاءه كتاب إنهاء الخدمة فصُدم فهو لا يعرف وطنا غير ما تعود عليه طوال 30 عاما حتى أن وطنه الأصلي أصبح غريبا عليه

والفيلم الثاني؟
ـ ( رائحة الجنة) وهو مشروع تخرج لشاب لكن اعجبني النص وتطوعت لدعم الشاب ورغم ضعف إمكانيات التصوير إلا أني فوجئت بروعة العمل بعد المونتاج كما فوجئت عندما أخبرني الشاب أن الفيلم تم إختياره في المهرجان

دائما نتحدث عن أفلام قصيرة ؟ ما السبب في عدم إنتاج أفلام طويلة؟
ـ لأن تكلفة الأفلام الطويلة مرتفعة جداً والمردود المادي لها ضعيف لعدة أسباب منها قلة عدد السكان، ونقص ثقافة السينما، وموضوع الفيلم نفسه فأنت محدود بنطاق معين يتوافق مع العادات والتراث لذك فهى مغامرة غير مضمونة لأي منتج .

لكن هناك أفلاماً لاتكلف كثيراً؟
ـ تقصد الأفلام التجارية , رغم ذلك لايوجد جمهور لتغطية التكلفة

يتم الصرف كثيراً على المهرجانات فلم لا يتم دعم الأفلام؟
ـ تم ذلك ولكن كما قلت فهناك ضوابط دينية ومجتمعية تحكمك فلا تستطيع صناعة فيلم ينافس الأفلام الأجنبية مثلا التي تحتوي على الأكشن وغيره
أو الأفلام المصرية التي تناقش قضايا من المجتمع وكمثال أنا لا أستطيع تصوير المرأة الإماراتية في صورة سلبية أو خاطئة وكأن النماذج السلبية غير موجودة لذلك فالمجال المفتوح أمامك هو الأساطير أو التراث وهذه النوعية من الأفلام لا تجذب المشاهد .

ما رأيك في فيلم ( ظل البحر) ؟
ـ بصراحة الفيلم فيه مجهود طيب لكن المشكلة في النص وذلك نظرا لتحويله من فيلم قصير إلى طويل مما أثر على منطقية الفيلم إضافة إلى الحشو غير الضروري

ممكن المشاهد من نوع الفنتازيا وتوجه رسالة ما ؟
ـ لا اعتقد فالأفكار سطحية جدا رغم الأداء والإخراج الجيد

ماذا ينقص الممثل الإماراتي ليعُرف خارج الإمارات ؟
ـ كما قلت سابقا الدعم والتسويق الإعلامي ونحتاج إلى جهة تتولى ذلك فلدينا الكثير من الطاقات الخلاقة تنتظر من يأخذ بيدها وهى سلسلة يجب أن تكتمل

القنوات المحلية ألا تدعم الأعمال المحلية؟
ـ بصراحة تليفزيون أبوظبي لايدعم الأعمال المحلية عكس تليفزيون دبي
و الأعمال التي يقدمها المنتجون يرفضها تليفزيزن ابوظبي ويقبلها تليفزيون دبي ولا أعلم السبب

ومسلسل أوراق الحب؟
ـ هو دعم لشركة إنتاج وليس هناك عدالة في توزيع الأعمال على المنتجين المحليين رغم أنهم لا يتجاوزوا الآربعة أو الخمسة

وما الجديد عندك؟
ـ مسلسل لرمضان مع جمال سالم ولا زلت أقرأ النص وسوف نبدء التصوير في منتصف ديسمبر القادم والتصوير سيكون داخل وخارج الدولة
وهناك فيلم قصير مع ياسر الياسري وأيضا هناك بعض الأعمال قيد الدراسة