طلال سلامة من برن (سويسرا): لأكثر من مرة، حاول الباحثون فك طلاسم السر الذي يخول بلح البحر الأزرق (Mytilus edulis) تصنيع غراء(مادة غروية) قوي جداً للالتصاق بسطوح الصخور. من جانب آخر، شملت الدراسة التي أنجزها الباحثون في جامعة quot;نورثويستيرن يونيفرسيتيquot; العيوب التي تحدث في الأنسجة الجنينية، كما التمزق، التي قد ينتج عنها تسرب للسائل الأمنيوسي(النخط)، أثناء الحمل، وربما ولادة قبل أوانها المبرمج.

ان جزءًا من هذه العيوب، التي تصيب الأنسجة الجنينية، تقوم بتصليح نفسها من دون أي تدخل خارجي أم علاجي. بيد أنه لا يوجد، لغاية اليوم، أي طريقة علاجية لتصليح تلك لا يمكنها الاعتماد على آلية تصليح، ذاتية. من هنا، بدأت البحوث لايجاد مادة، متناسبة بيولوجياً، قادرة على quot;سدquot; التمزقات الحاصلة في هذه الأنسجة. لذلك، فان ما ينتجه بلح البحر، للالتصاق بالصخور، غراء طبيعي لا يخسر قوته حتى لدى تواجده داخل السوائل.

في سياق متصل، ابتكر الباحثون في جامعة quot;نورثويستيرن يونيفرسيتيquot; جيل جديد، مكون من هذا الغراء لسد التمزقات، يتم حقنه مباشرة داخل الأخيرة(التمزقات). يجري اختبار هذا الجيل مختبرياً ومقارنة بالمواد الغروية الأخرى، المتحدرة من المنتجات البيوطبية، فان غراء بلح البحر، ذو قدرة الالتصاق العالية كونه مؤلف من بروتينات تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية اللاصقة quot;دوباquot;، تصدر أفضل النتائج. ونجد أن غراء بلح البحر الأزرق تألق على غيره من المواد لناحية القدرة التصليحية الأعلى، للأنسجة المتمزقة، ودرجة السمية العلاجية الأقل.