تحدثت إيلاف إلى اختصاصيين في مختلف المجالات حول أدوية التنحيف في العراق، واجمعوا على سلبياتها ومضاعفاتها التي قد تؤدي في بعض الاحيان الى الشلل او الموت، وحذّروا من استعمالها، كما تحدثت ايلاف إلى بعض من استخدم هذه الادوية وسألتهم عن فاعلياتها وآثارها الجانبية.


عبد الجبار العتابي من بغداد : حذر طبيب عراقي من تعاطي جميع الادوية الخاصة بالتنحيف وقطع الشهية كونها مضرة بالصحة جدًا وتسبب السرطان، بل انه ذهب ابعد من ذلك في اشارته الى ان الادوية هذه والتي تدخل العراق من مصادر مختلفة غرضها مقصود في ايذاء الشعب العراقي ونشر الامراض عبر هذه الادوية التي لا فائدة فيها والتي هي مصنوعة خصيصًا للعراقيين، وحيث لا توجد رقابة ولا متابعة من قبل المؤسسات الصحية العراقية ولا توعية عبر وسائل الاعلام عن خطورة الادوية التي تدخل العراق وهي تحمل الامراض والسموم ، وأوضح أنه من خلال معايناته للعديد من المرضى الذي يزورونه في عيادته وجد ان هذه الادوية قد تسببت في العديد من الامراض كالشلل وآلام المفاصل، كما انها تسبب الموت .

والبحث عن ادوية التنحيف اصبح هاجسًا للرجال والنساء في العراق ، الذين لا يكّفون عن السؤال عن جديد الادوية واكثرها تأثيرًا، ولا سيما ان نسبة البدانة في تصاعد واصبحت مشكلة حقيقية، وهو ما يجعل الكثيرين يتساءلون عن الادوية الفاعلة التي تذيب الشحوم وتقلل من السمنة او التي تقطع الشهية او تقللها وتؤدي الى الرشاقة، فهناك من يبحث عن الرشاقة ولكنه ليس لديه القدرة على تحمل (ريجيم) قاس، يطول لاشهر، كما انه لا يحتمل ان يجوع او ان يرى الطعام الشهي ولا يمد يده، وليس هذا عن الرجل بل عن المرأة التي هي اكثر رغبة في ان تخفف من وزنها، بخاصة مع وجود نحيفات رشيقات في الوسط الذي يعملن فيه او المنطقة التي يسكنّها ، وفي محاولة للبحث عن تجارب تحدثت زميلة عن شقيقتها التي كانت مهووسة بالتنحيف ، تقول : اختي جرّبت معظم الوصفات التي اخبروها بها، وبالفعل نزل وزنها كثيرًا ، وكانت الوصفة ان تمارس مع تناول الدواء الرياضة وتقليل الطعام ، حيث ان معظم تلك الادوية تمارس عمل قاطع للشهية ومسهلة وهي بجرعات، يعني بعضها من نوع يسمى (ام ال200) وبعضها (ام 300) وهكذا بدرجات حسب تحمل الجسم لها ، وحسب التدريج المتبع ، يعني البدء بتلك التي لها فاعلية منخفضة ومن ثم المرتفعة ، واضافت : لكن اسعار هذه الادوية باهضة لأن عليها طلب كبير وخصوصًا من الشباب .

فيما أخبر أحدهم انه استخدم بعض تلك الادوية ، ونزل وزنه نحو 40 كيلو غرامًا ، بعد ان صرف اموالا كثيرة بسبب غلاء اسعارها وتعدد انواعها ، ولكن حصلت له مضاعفات كثيرة ، يقول : شعرت بهبوط حاد في الضغط ودوار واغمي عليّ ، والمضحك (ان بطني بطلت تطلع)
اي حصل لي امساك حاد توجب زيارتي للمستشفى ، وهناك اعطوني حقنة وقالوا لي انه من اثر استخدام حبوب التنحيف ، وحذروني من الاستمرار باستخدامها كونها تؤدي الى اضرار اكبر مستقبلا ، واضاف : تركتها ولكنني بدأت ممارسة الحمية وحافظت على وزني .

ومن اجل معرفة معلومات اكثر سألت إيلاف الصيدلي علي محمود ،صاحب مذخر ادوية ، فقال : انواع كثيرة هي الادوية التي تأتينا من شركات عالمية مختلفة او من اطباء يعملون خلطات (تركيب) ، وهناك من يستفيد منها ، ولكن لا بد من وجود مضاعفات بحسب قابلية الجسم ، ومن المحتمل ان من يتناولها لا يتأثر وزنه بها ، اخ لي تناول تركيبة خاصة ولكن وزنه لم ينزل ، بينما هناك من تراه يتأثر جسمه بها فينزل وزنه .

واضاف : بالتأكيد هذه الادوية تؤثر على الاعصاب واحيانًا تحدث رجفة خاصة حين يتناول الشخص ادوية ليس فيها فيتامينات ، فيحدث لديه نقص بالفيتامينات لان الدواء سيحرق الطعام ، وعادة ما ننصح بمراجعة الطبيب قبل ان يتناول الدواء لان هناك من لديه خلل في الهورمونات .
وتابع : حسب التجربة ان من يتوقف عن تناول هذه الادوية لا يستعيد وزنه السابق الا اذا رجع الى الشراهة نفسها ، واذا ما حافظ على طبيعة جسمه من خلال برنامج غذائي معين فسوف يحافظ على رشاقته .

ولدى سؤاله عن الاكثر بحثًا عنها اجاب : النساء اكثر من الرجال ، وانهن يبذلن مبالغ طائلة من اجلها .

وفي جولة على بعض الاسواق سألت إيلاف بائعي تلك الادوية على الارصفة عن ادوية التنحيف ، فكان معظمهم يجيب انها لديه ، لكنه لابعرف شيئا عنها ، لا منشأها ولافاعليتها او تاريخها ، او الكتابة الانكليزية المكتبوبة على العلبة الكارتونية، وان المهم لديهم الصور التي توضح اسلوب التنحيف والطلب المتزايد على نوع دون الاخر ، وسألت بائعا اخر عنها وان كان يعرف مناشئها او تواريخ صلاحيتها او اعراضها الجانبية ، فقال انه لايعلم عنها غير انها مطلوبة ، والباقي ليس من مسؤوليته ، وانها ادوية تجارية لاتخضع للرقابة والتجارة بها نشطة ومربحة كثيرًا ومعظم مبيعاتنا في المناطق الراقية ، واضاف : ولكن هناك غش واضح في تلك الادوية ، اقصد هناك ماهو اصلي وما هو مقلد ، الغشاشون بعمدون لذلك لان الادوية اسعارها مرتفعة .

فيما تقول الصيدلانية نبأ: ادوية التنحيف وقطع الشهية من الحبوب والكبسولات وسواها ازدادت في الاونة الاخيرة وهي منتشرة بشكل كبير في الاسواق والصيدليات بسبب الطلب المتزايد عليها ، وهذا يعني ان البدانة صارت الشغل الشاغل للناس بعد ازدياد معدلاتها لدى النساء والرجال على حد سواء ، ولكن النساء اكثر تعاطيًا لها تبعًا للاهتمام بالشكل وسلامة المظهر ، واضافت : وعليك ان تتصور انه ليست الصيدليات فقط من تتداول ادوية التنحيف ، بل حتى في صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية ، وفي (البسطيات) للباعة على الارصفة ، ومعظم العلب المتواجدة في الاسواق هي تجارية بحتة ، وانا ارى ان ضررها اكبر من نفعها بخاصة انها تؤثر آجلا ام عاجلا على الجسم وتسبب مضاعفات واضطرابات في اجهزة الجسم، وكثيرا ما يشكو متناولو هذه الادوية من اعتلال في الصحة ومنها المفاصل ، ولا اعتقد ان هناك اي رقابة على هذه الادوية ، وانا من خلالكم انصح الناس بعدم شراء هذه الادوية دون مراجعة الطبيب الذي عليه ان يجري فحوصات كاملة قبل ان يكتب له الدواء ، وتابعت : انا انصح ايضًا بإعتماد الحمية فهي افضل من الادوية التي يتأثر بها الجسم .

إيلاف توجهت ايضًا عند طبيب عراقي معروف لكنه رفض ان يظهر اسمه او صورته لاسباب امنية كما قال ، الذي ما ان طرحت عليه فكرة الموضوع حتى اطلق حسرة ثم قال : هذا موضوع خطير ، ليت المؤسسات الصحية في البلد انتبهت اليه واخذته بعين الاعتبار ، انا اتألم جدًّا حين يزورني في عيادتي مرضى بسبب هذه الادوية ، اجد احيانًا لبعضهم العلاج ، ولكن بعضهم لا اقدر ان اعمل له شيئا للاسف ، ثم طرحت امامه اسئلتي :

* كم نوع متواجد من هذه الادوية في الاسواق؟
- انواع كثيرة جدًا ، ولكن كلها لا فائدة لها ، وليس فيها سوى السلبيات قاطبة ، ولا يمكنها ان تأتي بأية نتيجة ايجابية ، ومثل هذه الادوية تؤثر على الجهاز الهضمي والاعصاب ودقات القلب وتؤثر ايضا على المفاصل كليًا ، صحيح ان البعض يتنحف ولكن تحدث لديه الام في المفاصل الى حد الشلل الرباعي نتيجة تناول هذه الادوية .

* أليست لها فاعلية جيدة ولا سيما الطبيعي منها؟
- لا يوجد دواء طبيعي للتنحيف ، وانما هناك الحمية الغذائية التي تستخدم حسب جداول غذائية بما يتوافق مع طلبات الجسم والسيطرة على الاحتراق الكاربوهيدراتي والبروتيني في الجسم .

* هل هنالك دراسات واكبت فاعلية هذه الادوية؟
- الدراسات والابحاث تؤكد ان التنحيف اصبح مشكلة العصر لعدم الوصول الى معالجات طبية آمنة .

* هل تعتقد ان هناك من يراقب كيف توصف ؟
- لا احد يراقب والسوق متروكة .

* هل الادوية هذه معروفة تركيبتها الصيدلانية؟
- الشركات المصنعة لهذه الادوية معروفة وهي من اعظم الشركات في العالم وهي تعلم بمساوئ الادوية هذه ولكنها اسماء تجارية .

* ما اعراضها الجانبية ؟
- لي صديق صيدلي ، تصور انه صيدلي، تناول دواء للتنحيف ، وبعد مدة اصبح نحيفا ولكن فيما بعد ضرب الدواء على المفاصل وهو الان يشكو منها ولا يستطيع ان يصعد السلم .

* هل توصف للبدناء ام هناك اشخاص يتناولون ادوية اخرى قد تتفاعل معها سلبيًا؟
- كل الادوية مرفوضة رفضًا قاطعًا نتيجة للتجارب العالمية الميدانية ومن خلال تجاربي مع الناس الذين يأتون الى عيادتي ، انهم يتنحفون ولكن المضاعفات تصل الى الموت .

* في كل موسم نشاهد ادوية جديدة تظهر .. ثم تختفي ، هل يقع هذا ضمن حملة تسويقية لا اكثر ؟
- انها حملة سياسية اجرامية ضد الشعب العراقي وهناك قوى امبريالية تحاول ان تتسبب في ايذاء الناس بشتى الطرق ومنها هذه الادوية التي يقال انها للتنحيف ،ادوية مختلفة ومن مصادر معروفة وغير معروفة وكلها معروفة المقاصد ، خذ مثلاً : قبل ايام جاء اخي من لندن يطلب مني مساعدته في خلل جنسي حدث معه ، وقال ان (الفياغرا) ممنوعة في لدن والطبي الذي يوصفها لمريض يتعرض للمساءلة وانها لو وجدت فسعرها بمئة دولار على الاقل ، ضحكت مما قاله ، واخذته الى منطقة (الباب الشرقي) وسط بغداد ، وهناك فوجئ بالاكداس الهائلة لحبوب الفياغرا التي يباع الشريط الواحد منها بألف دينار (اقل من دولار واحد) .

* هل عندما يتوقف الشخص عن تناولها يستعيد وزنه السابق ام اكثر؟
- انه يضعف ومصيره سيكون الشلل او الموت ، معظم الاطباء يؤيدون فكرة ان من يتناول هذه الادوية مصيره الشلل او الموت ، والحكومة الاميركية لكي تقلل من البدانة اغلقت كل مطاعم الوجبات السريعة .

* كم نسبة اقبال الناس على شراء هذه الادوية ؟ وكم نسبة المشتريات شهريًا؟
- 70 % من الشعب العراقي يقبلون على شراء ادوية التنحيف وقطع الشهية ، وتصرف مبالغ طائلة عليها ، وهذا دليل جهل وعدم ثقافة ، فالكثيرون تغريهم العلبة (الباكيت) وشكلها ويعتقدون انها فاعلة ، وفي الحقيقة انها تصل بهم الى السرطان وهم لا يعلمون .