An undated image of the human brain taken through scanning technology. ...

أعلن علماء أن الحكم على الأمور يرتبط بنشاط ذهني يختلف من شخص لآخر، إلا أن التلاعب بالنبضات الكهربائية عبر إستخدام تيار مغناطيسي في منطقة تقع بين الصدغ والفص في الجانب الأيمن من الدماغ، يؤدي إلى تبديل حكم الناس على الأمور.

نيويورك: ذكر تقرير أعده علماء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وجود علاقة بين تيارات مغناطيسية موجودة في القسم الأيمن من الدماغ وبين مهارات وملكات معينة، على رأسها الحكم المنطقي على الأمور عبر دراسة عواقبها ومحاولة تجنب القيام بأمور قد تترك تبعات سلبية.

فالبشر، وفقًا للتقرير، ينقسمون إلى قسمين حيال الحكم على الأمور التي تجري حولها، فيرى القسم الأول أن النية هي أساس النظر إلى العمل واعتباره خطأ أم صواباً، في حين يعتبر القسم الثاني أن الأساس يتمثل في دراسة عواقب الأمور وما يمكن أن تتسبب به.

وقالت الباحثة ليان يونغ التي قادت الفريق العلمي، إن الحكم الصحيح على الأمور مرتبط بنشاط ذهني موجود في منطقة تقع بين الصدغ والفص في الجانب الأيمن من الدماغ، وأضافت أن الأشخاص الذين يرتفع منسوب النبضات الكهربائية لديهم في هذه المنطقة يحكمون على الأمور بناء على النوايا فقط.

وأشارت يونغ الى إنها توصلت إلى نتيجة علمية جديدة مفادها أن التلاعب بالنبضات الكهربائية باستخدام تيار مغناطيسي في هذه المنطقة سيؤدي إلى تبديل حكم الناس على الأمور ودفعهم إلى التفكير في عواقب تصرفاتهم قبل القيام بها.

ولفتت يونغ إلى أن نتائج دراستها تظهر بأن مناطق محددة في الدماغ مسؤولة إلى حد بعيد على طبيعة النظر إلى الأمور، الأمر الذي يعني أن التبدلات التي قد تتعرض لها هذه الأجزاء قد تغيير نظرة الإنسان إلى الحياة والتصرفات.

وشملت الدراسة 20 شخصاُ فقط، ولذلك اعتبرت يونغ أن نتائجها أولية وبحاجة للمزيد من البحث، وأضافت أن أبحاثها المقبلة ستركز على محاولة تحديد مناطق في الدماغ مسؤولة عن تحديد المحرمات الثقافية، مثل رفض أنواع محددة من الأطعمة أو رفض سفاح القربى مثلا.

إلا أن غريغوري بيرنز، رئيس قسم الطب العصبي في جامعة quot;إيموريquot;، لفت إلى أن الدراسة أهملت بعض الشيء التأثير الاجتماعي على قرارات الناس، والتي تدفعهم أحياناً للنظر إلى عواقب التصرفات بصرف النظر عن النوايا.

وقال بيرنز: quot;الناس في أغلب الأحيان يتعاملون مع الأمور وفق ما ينتظره المجتمع منهم، والطريقة الوحيدة لمعرفة التصرف الذي قد نقدم عليه لن تظهر إلا على أرض الواقع.

ورغم انه اعتبر أن الدراسة quot;جديرة بالاهتمامquot;، غير أنه شكك في وجود منطقة محددة في الدماغ مسؤولة بالكامل دون سواها عن تحديد النظرة الأخلاقية للتصرفات البشرية.