نهى احمد من سان خوسيه: منحنا الخالق الحواس الخمس من اجل التمتع بما يحيط بنا من حياة وطبيعة، الا ان البعض يفقدون هذه النعمة لاسباب مختلفة منها بسبب تشوه خلقي او نتيجة حادثة خطيرة. من بين هذ الحواس المفقودة السمع حيث لا يعد الانسان يتمتع بسماع اصوات احب الناس اليه او الموسيقي، لذا تسعى شركات صناعة الاجهزة السمعية الى تطوير الاجهزة كي يتحسن سمع فاقد هذه الحاسة، ليس هذا فقط بل وتوجد مدارس خاصة من اجل تعليم الصم اشارات معينة يستخدمونها في المحادثة مع الاخرين وخصصت محطات تلفزة موظفين من اجل مرافقة النشرات الاخبار او بعض البرامج من اجل شرح مضمون النشرة بالاشارة. الى جانب ذلك صنعت شركات كثيرة سماعات فائقة الدقة يمكن حتى لمن بقي لديه نسبة ضئيلة جدا من السمع الاستفادة منها، اضافة الى السماعات التى توضع في الاذن الشبيهة بسماعة الطبيب من اجل سماع الراديو او التلفاز.

لكن المشكلة ان عدد فاقدي حاسة السمع في تزايد مطرد ويعيد الاطباء ذلك الى كثرة الضجيج الذي نواجهه طوال يومنا وخاصة في مناطق التوتر والحروب حيث تساهم اصوات التفجيرات القوة على اعصاب السمع، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة الاطفال فاقدي السمع في بلدان تسودها الحروب اعلى نسبيًا من اماكن اخرى وتصل الى واحد من كل الف طفل.

ومن الاجهزة التي طورت بشكل كبير جهاز يبدو من مظهره وكأنه سماعة رأس، لكنها في الحقيقة مثل الكمبيوتر. فعند وضعه على الراس لا تتسرب اصوات الموسيقى او غيرها من الاصوات عن طريق الهواءوطبلة الاذن ، بل عبر عظمة السمع لتصل الى حلزونة الاذن، اي ان المصاب بالصم لا يسمع باذنيه بل عن طريق عظام الجمجمة حيث يقوم بارسال الذبذبات الى الاذن، وهذا الاختراع من صنع غولفندانس التي تريد عبره مساعدة الاشخاص الشبان المصابين بالصمم الذي سببه سماع الموسيقى الصاخبة والاصوات العالية جدا لاستخدامهم سماعات الاذن غير الطبية والتي تباع مع اجهزة الهواتف النقالة وغيرها وحذر منها الاطباء كثيرا.
ولكن الاختراع الاكثر اهمية وهو نتيجة تطور تقني رفيع المستوى والذي سوف يكون في متناول الاطباء كما المصابين بالصمم في كثير من بلدان اميريكا اللاتينية، هو عبارةعن كمبيوتر صغير جدا( ميني كمبيوتر) يوضع في داخل الاذن لمساعدة المصاب الصمم على السمع.

اذ يمكن للاطباء استعمال هذا الكمبيوتر للكشف عن امراض الاذن التي تعيق السمع، فهو يرسل ذبذبات صوتية الى داخل الاذن وعبر السويقة المخية وعبر الدماغ الاوسط. كما انه يكشف عن امراض في الاذن مثل السرطان والاورام واعراض الشلل.

وحسب شرح البروفسورة انجي ماك دونالد في جامعة لويزيانا فان هذا الكمبيوتر يرسل صوتا خافتا الى حلزون الاذن، اي الجزء الداخلي الذي يشبه الانبوبة الملفوفة، حيث ينتقل هذا الصوت من الاذن الى الاعصاب السمعية التي تحمله الى المخ، وبهذا الفحص وفر الاطباء وقتا طويلا عند معاينة المريض، وحل محل الكمبيوتر المغناطيسي الذي كان يستعمل في الكشف عن امراض الذين كانوا يشتكون من الدوار والدوخة، وتشويش الذهن وفقدان الوعي. اذ يضمن الكمبيوتر الجديد الاشعة تحت الحمراء لاختبار الطبيب لرأرأة الاذن وتوازن الاذنين والراس وكل الجسم.

ومن الناحية الجراحية فان الجراح المتخصص يضع هذه الكمبيوتر الصغير جدا داخل حلزون الاذن، اي في اقصى الاذن الداخلية وبداية اعصاب السمع المتصل مباشرة بالمخ. فيستقبل الجهاز الصوت عن طريق سماعة توضع عند مدخل الاذن وتنقله على شكل ذبذبات كهربائية دقيقة الى كمبيوتر الحلزون. وكان الذبذبات الكهربائية في الاجهزة السابقة ذات وتيرة واحدة وتصل الى حلزون الاذن للمساعد على السمع، لكن هذا الكمبيوتر قادر الان على نقل هذه الذبذبات والتحكم في وتائرها، وايصالها الى عدة اماكن داخل الحلزون حيث يعطي لسمع الاصم نسبة من السمع تتعدى الاربعين في المائة.