طلال سلامة من برن (سويسرا): يزداد اقبال أطباء الأسنان، في سويسرا والدول المجاورة، على تقنيات شديدة التقدم لتطويرعياداتهم. ونجد، بين هذه التقنيات، التي تعتبر اليوم حليفة أطباء الأسنان، تلك المستندة على الليزر والمستخدمة خصوصًا لمعالجة تسوس الأسنان عدا عن تبييض الأسنان وعلاج عظام الأسنان والتهابات الفم وشق اللثة من دون حصول نزف بالدم. ويعود سبب استعمال أطباء الأسنان للعلاج الضوئي، أي الليزر، الى تبني مفهوم الجراحة محدودة المبضع، من جهة، وتوطيد فاعلية العلاج من دون الحاق أضرار ثقيلة المعيار بالمريض، من جهة أخرى.

في السنوات الخمس الأخيرة، حقق طب الأسنان تقدماً لافتاً تألق من خلاله الليزر وتطبيقاته واسعة النطاق. على سبيل المثال، يكثر بسويسرا استعمال ليزر أشباه الموصلات، المعروف كذلك باسم ديود الليزر، وهو ليزر مصنوع من مادة شبه موصلة تتميز بأنها ذات فجوة حزمية مباشرة. أما أكثر أنواعه شيوعاً فهو ديود زرنيخ الغاليوم (GaAs) الذي يصدر أشعة تحت حمراء طول موجتها 0.85 ميكرون. يعتمد ديود الليزر على أشعة الضوء، ذات الموجات القصيرة غير المرئية، الصادرة عن البكتيريا، التي تعشعش تسوس السن، من أجل تشخيص تسوس الأسنان في مرحلته المبكرة جداً. بالطبع، لا تستطيع تقنيات العلاج التقليدية اكتشاف تسوس الأسنان بمساعدة الضوء الصادر عن البكتيريا!

في بعض الأحيان، يلجأ أطباء الأسنان هنا الى استخدام الأشعة السينية(اكس) لتشخيص أمراض تصيب الأسنان وأخطر بكثير من تسوس الأسنان. هنا يتفادى الأطباء انزعاج المرضى، الناجم عن مثقب الأسنان وما يتعلق به من أوجاع حتى أثناء استخدام حقن البنج الموضعي. كما يحاول هؤلاء الأطباء الحد من الأعراض الجانبية التي ترافق عادة العلاجات الكلاسيكية. وأول المستفيدين من تقنيات الليزر هذه هم الأطفال والمسنين وأولئك المصابين بأمراض أخرى. اذ لدى التدخل على أنسجة اللثة والسن، الطرية، يساعد الليزر أطباء الأسنان في شق اللثة بسهولة مخولاً الدم التخثر على الأثر من دون حصول أي عملية نزف.