يُطرح السؤال اليوم هل تصلح النساء لمهنة الطب أكثر من الرجال بعد زيادة ملحوظة في العقدين الاخيرين لعدد النساء اللواتي انضممن الى كليات الطب، وتم التوصل الى أن جنس المريض يقرر أيضًا كيف يشعر المرضى تجاه أطبائهم ذكورًا كانوا ام اناثًا.

لؤي محمد: شهد العقدان الأخيران زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي انضممن إلى كليات الطب وهذا ما دفع الباحثين إلى دراسة تأثير الجنس على طريقة الطبيب في التعامل مع مرضاه. وإذا كان الكثير من هؤلاء الباحثين افترضوا أولا ان عملية التدريب ستزيل الفوارق بين الجنسين فإن النتائج أثبتت أن الطبيبات أكثر تشجيعًا وطمأنة ويشركن أطرافًا أكثر في اتخاذ القراراتويوجهن أسئلة أكثر ويقضين وقتا أطول بـ 10% عما ينفقه الأطباء مع مرضاهم.

لكن بحثًا جرى حول السنوات القليلة الأخيرة قد وجد أيضًا أن جنس المريض يقرر أيضًا كيف يشعر المرضى تجاه أطبائهم. فالهوية الجنسية في علاقة الطبيب بالمريض مهمة لكن تأثير هذا الجانب لا يمكن اختصاره إلى مجرد القول إن quot;الطبيبات أكثر تعاطفاquot;.

وأوضحت دراسة أخرى قام بها باحثون أميركيون وسويسريون أنه في الوقت الذي لا يهتم المرضى بطبيعة جنس الطبيب سواءً كان ذكرًا أو أنثى أو أسلوب تواصله فإن الطبيبات أكثر تحديدًا حينما يقيم المرضى أطباءهم. فالمريضات كنّ أكثر رضى بطبيباتهن إذا كانت الأخيرات عبرن عن قلق وتعاطف أكبر وكن مطمئنات بشكل كبير. لكن مع الأطباء الذكور فإن المريضات لم يكنّ راضيات من عرض الأطباء قدرًا كبيرًا من العناية وكن يفضلن تعاطفًا وطمأنة أقل من الأطباء.

وقالت جوديث هول إحدى المشاركات في هذه الدراسة وبروفسور علم النفس في جامعة نورث ايسترن في بوسطن لمراسل صحيفة نيويورك تايمز: quot;في أي حقل انتقلت النساء إليه واحتللن مناصب إدارية عالية هناك حالة من الالتباس تتعلق بالكيفية التي يتوقع وفقها أن يكون تصرف الأشخاص. نحن الآن فقط بدأنا نكشف عن مدى صحة ذلك الرأي في الطبquot;.

وكشفت دراسات أخرى أن المرضى بغض النظر عن جنسهم يميلون أن يكونوا أكثر جزمًا وأكثر مقاطعة وأكثر طرحا للاسئلة مع الطبيبات واعتبر بعض الخبراء أن ذلك دليل على تعبير للاحترام أقل للطبيبات بينما اعتبره غيرهم دليلا على شعور أكبر بالاسترخاء من جانب المرضى. لكن البروفسورة هول تعتبره علامة إيجابية إذ إن المقاطعات quot;ليست بالضرورة سيئة بل قد تكون علامة على شعور المرضى بالقوة والقدرة على المشاركة. والمرضى بشكل عام يميلون إلى الكلامquot;.

لكن الدكتورة كليا برتاكيس المشاركة في الدراسة والبروفسورة في الطب العائلي والمجتمعي في جامعة كاليفورنيا قالت إنها مسألة سلوكيات يفرضها جنس المريض والطبيب خلال فترة المواجهة. فالمرضى حالهم حال الأطباء يجلبون خلفياتهم وتجاربهم الخاصة لذلك اللقاء ونحن بحاجة إلى أن نكون واعين لذلكquot;.

وأكثر الكشوف التي قدمتها هذه الدراسات تتعلق بالأطباء الذكور الذين يعملون في مجال علم التوليد والأمراض النسائية. فبينما أوضحت الدراسات أن هذه الفئة من الأطباء في موقع أفضل من الطبيبات من حيث التعبير عن تعاطفهن مع مريضاتهم حول مخاوفهن فإن الكثير من المريضات ما زلن يفضلن الطبيبات.