كامل الشيرازي من الجزائر : بسبب دوره الهام في معالجة اضطرابات الشخصية، فإنّ توصيف العلاج النفسي أضحى المفضل لدى الممارسين والمرضى على حد سواء كطريقة علاجية مجدية في التعاطي مع مختلف تماوجات الشخصية.

وأوضح الدكتور يوسف مريجي لـquot;إيلافquot;:quot;نعكف منذ السنة الماضية على تطوير العلاج النفسي الذي كان غائبًا تقريبًا في الجزائرquot;، ويضيف مريجي أحد فاعلي الجمعية الجزائرية لأطباء النفس، أنّ علاج اضطراب الشخصية لا يتوقف على العلاج بالأدوية، ولا يمكن أن يكون فاعلا إلا إذا تم إرفاقه بالعلاج النفسي وما يتيحه من غوص إلى جوانب اجتماعية وعائلية حساسة في حياة المريض، للاقتراب من واقع الأخير، طالما أنّ الاضطراب الشخصية هو محصلة لتضافر عاملين quot;الوراثة والبيئةquot;.

أما الدكتورة نعيمة سرير، فتلفت بدورها إلى أهمية توصيف اضطرابات الشخصية كرواق رئيس يكفل نجاح علاجها بشكل تحليلي نفسي، وتلاحظ أنّ الجانب الاجتماعي والثقافي في الجزائر يلعب دورا جد هام ليس في أصل المرض، وإنما في الفهم والتكفل بالمرضى، لذا من الأحرى جعل العلاقة العلاجية متداولة من خلال تقريب المريض من عائلته وطبيبه بغرض تفادي أي نكسات، مشيرة إلى أنّ المرضى أضحوا خلال السنوات الأخيرة يفضلون شيئا فشيئا العلاج لدى أطباء النفس.

من جانبه، يفيد الدكتور محمد طالب رئيس الجمعية الفرنسية الجزائرية للأمراض النفسية، إنّ اضطرابات الشخصية تعدّ مرضا شائعا حتى وإن كان يصيب 1 بالمائة من السكان، وتابع يقول لـquot;إيلافquot;:quot;إنه مرض مزمن يتطلب وسائل كبيرة للتكفل بهquot;، داعيا إلى فتح مؤسسات استشفائية جديدة مختصة في هذا المجال في الجزائر من أجل سد العجز الموجود، وبما يتيح أيضا تكوين المزيد من الأطباء النفسانيين وأطباء الأمراض العقلية وممرضات مختصات في الأمراض العقلية والنفسية.

ويتقاطع الاطباء مريجي وسرير وطالب في كون العلاج النفسي يستطيع مساعدة مضطربي الشخصيات من شريحة الشباب، لا سيما أولئك الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس، أو من يعانون من صعوبات في تحقيق علاقات اجتماعية سليمة، وكذلك من تعوزهم القدرة على تسيير أمورهم الحياتية.

وحول اضطرابات الشخصية وإستراتيجية وصف الأدوية، يثني أخصائيون على الايجابيات العلاجية لأدوية الجيل الثاني المضادة لأمراض الاضطرابات النفسية، بهذا الشأن، يرى الدكتور quot;فريد بوشانquot; رئيس الجمعية الجزائرية للأطباء النفسانيين، أنّ أدوية الجيل الثاني المضادة لأمراض اضطراب الشخصية تستعمل بسهولة كبيرة وتعطي نتائج جيدة عكس الأدوية التقليدية بما أنها تعطي راحة للمريض وهي تقريبا خالية من الآثار الجانبية.

كما يتصور د/بوشان أنّ ظهور أدوية جديدة مضادة لأمراض اضطرابات الشخصية، ستساهم بشكل أكبر في تحسين العلاجات النفسية والتقليص من انتكاسات المرضى المصابين باضطراب الشخصية، وسيمكّن توفير هذه الأدوية على مستوى الصيدليات، بحسبه، من تمكين أطباء النفس الممارسين من وصفها لمرضاهم، لكونها متوفرة فقط الآن على مستوى المؤسسات الإستشفائية العامة فحسب.