تؤثر أعمال مناجم الذهب والفضة على منابع المياه في جبال الانديس التي تعتبر اهم منبع لمياه للشرب والري لمناطق شاسعة.


نهى احمد من سان خوسيه: في أعالي جبال الانديس، وفي وسط الغابات توجد منابع مياه مجمدة، لم يكترث بها احد عندما انشأ مشروع باسكوا لاما في منطقة فالي دا خواسكا، وهو اول مشروع تنفذه الشركة الكندية باريك غولد بين دولتين هي الارجنتين وتشيلي، وفيه كميات هائلة من لذهب والفضة والنحاس منها بواسطة تقنيات متطورة تسمى السماء المفتوحة.

هذا المنجم الكبير الذي اكتشف قبل اعوام قليلة يقع على حدود تشيلي و الارجنتين وتصل مساحته الى 3.041 كلم مربع، لكنه يهدد البيئة بالدمار الكامل ليضاف ذلك الى الاضرار التي تلحق بلدان كثيرة من اميريكا الجنوبية بسبب التغييرات المناخية وسياسة الدول هناك.

فالقلق الاكبر سببه تأثير اعمال المناجم عند استخراج الذهب والفضة على منابع المياه المجلدة في اعالي جبال الانديس التي تعتبر اهم منبع لمياه للشرب والري لمناطق شاسعة. فمياه هذه المنابع المجلدة تأتي من الجبال و هي تسقي المزروعات في مناطق مجاورة تعتمد في اقتصادها على الزراعة.

وحسب شرح روكي بيداسا،من المنظمة الارجنتينية quot;اصدقاء الارضquot; فان هذه المناجم تزيد من مشاكل سكان المنطقة بعد التغييرات المناخية في بعض المناطق الجبلية التي جففت المنابع. كما وان المياه في المنابع المجلدة انخفض مستواها، لذا فان استخراج الذهب من المناجم بهذا التقنية المتطورة يشكل خطرا كبيرا بسبب استخدام كميات كبيرة من السيانور والزرنيخ وغيره.

اذ ان مادة السيانور تهدد النباتات والحيوانات والغابات وتزيد من ملوحة تربة الارض وتخزن عناصر مضرة بالبيئة. ولا تتحمل اي من الحكومتين التشيلية او الارجنتنية او الشركة الكندية مسؤولية دفع تعويضات للسكان.

ورغم الاعتراض الشعبي التقت الاسبوع الماضي الرئيسة الارجنتنية كرستينا برناندس دي كرشنر بمدير الشركة الكندية باريك غولد المنتقبة عن الذهب في منجم باسكوا لاما للتحدث عن التطورات المتعلقة باكبر منجم ذهب في العالم ووصل حجم الاستثمار فيه الى ثلاثة مليارات دولار.

وكان المشروع قد اتفق عليه عام 2001 وظلت الترتيبات له سرية حتى مطلع هذا العام عندما كشف خبراء بيئة عن اضراره الجسيمة، وسوف يبدا العمل فيه عام 2012 حيث يتوقع ان يستخرج منه في الخمس سنوات الاولى 800 الف اونصة ذهب و35 مليون انصة فضة في السنة، ويتوقع ان يدوم المشروع 35 عاما وفي النهاية سوف يصل حجم ما استخرج منه 18 مليون اونصة ذهب و719 مليون انصة فضة.
وقال بيداسا ان الحكومتين التشيلية والارجنتنية تخرقان القوانين الدولية التي اقرت في عدة معاهدات لحماية البيئة، لذا لن يتوقف سكان المنطقة عن التظاهر والاعتراض. فمشروع استخراج الذهب والفضة يسبب تلوثا للبيئة وتدميرا للغابات والاشجار التي من الصعب ان تنمو حتى بعد انهاء المشروع لان المواد التي تستعمل تمتصها التربة ولن تتخلص منها وهذا يهدد حياة مئات الالاف من السكان.

واخر صدام وقع بين السكان والعاملين في شركة باريك غولد التي ساندتهم الشرطة كان الاسبوع الماضي في منطقة لا ريوخو، وقرر نشطاء والعشرات من حماة البيئة مواصلة التظاهر والاحتجاج الى ان تلغي الحكومتين العقد مع الشركة الكندية.

ويدخل خبراء البئية والطبيعة ان يلحق المشروع الاذى الجسيم نتيجة اثار الزرنيخ على مياه 70 الف قرية صغيرة يسكنها الفلاحون ولا مصدر رزق لهم سوى الزراعة.