إيلاف من بيروت: شجّع نجاح الصين المبكر في احتواء الوباء من خلال "السياسات الاستبدادية" القبضة الحديدية للمسؤولين الصينيين بالتطبيق الحازم لسياسة "صفر كوفيد" بصرف النظر عن التكاليف البشرية، على اعتبار أنّ هذه إرادة الزعيم شي جينبيغ، حسبما تقول صحيفة "نيويورك تايمز".
قالت الصحيفة الأميركية إن سياسة "صفر كوفيد" في الصين أظهرت أن السلطات المحلية بمدينة شيان غير مستعدة لتوفير الغذاء والرعاية الطبية الضرورية لسكان المدينة البالغ عددهم 13 مليون نسمة مقابل فقط السيطرة على الإصابات القليلة.
ودللت الصحيفة بالإغلاق الحازم للمدينة في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا، مما تسبب في فوضى وأزمات لم تشهدها البلاد منذ الإغلاق الأول لووهان في كانون الثاني/يناير 2020.
معاناة المرضى
في مدينة شيان الشمالية الغربية، رفض موظّفو مستشفى قبول رجل يعاني من آلام في الصدر؛ لأنه يعيش في منطقة متوسطة الخطورة فيما يتعلق بوباء كوفيد-19 قبل أن يتوفى بنوبة قلبية.
وانتظر هذا الرجل الذي عانى من آلام في الصدر قبل وفاته بنوبة قلبية ست ساعات قبل أن يدخله المستشفى أخيراً. وبعد أن ساءت حالته، توسلت ابنته موظفي المستشفى للسماح لها بالدخول ورؤيته للمرة الأخيرة.
كما أبلغت سلطات المدينة امرأة كانت حاملاً في شهرها الثامن أن اختبار كوفيد الخاص بها غير صالح، على الرغم من وجودها أمام بوابة المستشفى وهي تنزف، مما أفقدها جنينها لعدم حصولها على الرعاية الطبية الضرورية في الوقت المناسب.
وضرب اثنان من حراس الأمن شاب خرج في شوارع المدينة بحثا عن الطعام لأنه لم يعد لديه ما يأكله في المنزل.
إجراءات إغلاق صارمة
تشهد مدينة "شيان" في شمال الصين إجراءات إغلاق صارمة فرضتها السلطات قبل أسابيع قليلة من انطلاق الألعاب الشتوية، وتظهر صور ومقاطع منشورة على مواقع التواصل حجم معاناة سكانها التي وصفها شخص بأنها مثل "الجحيم".
ودفعت تلك الحوادث في شيان بعض الصينيين إلى التساؤل في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم عن الكيفية التي يمكن أن يتصرّف بها أولئك الذين يفرضون قواعد الحجر الصحي على هذا النحو ويسألون عن من يتحمّل المسؤولية النهائية للخسائر البشرية.
وتشير الصحيفة إلى أن ظهور فيروس كورونا للمرة الأولى في الصين كشف نقاط ضعف النظام الاستبدادي، ولكن مع حوادث شيان يظهر كيف يدير النظام السياسي البلاد من خلال عدم الرحمة في سبيل الوصول لصفر حالات كوفيد.
التعليقات